ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 25/03/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

جولة أوباما الشرق أوسطية لم تكن سوى جولة استعراضية بامتياز

بقلم : رضا سالم الصامت*

وسط حالة من الشك انتابت البعض في الولايات المتحدة وتظاهرات احتجاجية في الضفة الغربية والأردن، اختتم الرئيس الأمريكي باراك أوباما جولته في الشرق الأوسط والتي زار خلالها كلا من إسرائيل وفلسطين والأردن.ورغم سيل التوقعات والتكهنات بشأن أهداف ونتائج هذه الجولة ، يرى بعض الخبراء و المراقبين الدوليين أن الرئيس الأمريكي يحاول فقط اظهار نفسه بكونه مهتم بقضايا هذه البلدان و لا تعدو أن نكون سوى استعراضا دبلوماسيا لمواجهة الانتقادات الداخلية والخارجية. لكن تدهور الوضع في الشرق الأوسط عرقل مسعى أوباما، الأمر الذي جعله يختار دولا شرق أوسطية كمحطات لأولى زياراته الخارجية في فترة ولايته الثانية

المعروف أن قضية الشرق الأوسط ، قضية معقدة للغاية، وقرار أوباما الخاص بزيارة المنطقة لم يأت من قبيل الصدفة و انما جاء بدافع خدمة المصالح الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط وضغوط السياسة الداخلية الأمريكية. كما أن أوباما قد يعتبر هذه الجولة استعراضية تجعل المجتمع الدولي يفهم ان ادارة أوباما ما تزال مهتمة بقضية الشرق الأوسط

فمن بين الأسباب التي دفعت أوباما إلى زيارة المنطقة تمتع الولايات المتحدة بمصالح إستراتيجية مهمة في الشرق الأوسط ولا يمكنها أن تهمل العلاقات مع المنطقة. ثانيا، وتمتع كتلة الأمريكيين اليهود بنفوذ سياسي كبير داخل الولايات المتحدة، فأي سياسي يريد أن يثبت مكانته على الساحة السياسية الأمريكية لا يمكنه أن يستهين بهذه الكتلة. ثالثا، وضع الشرق الأوسط معقد للغاية، وبناء على درس حرب العراق، يعرف أوباما جيدا أن التدخل المباشر في شؤون الشرق الأوسط يخلف عواقب وخيمة. وبينما أنجز أوباما الانسحاب من العراق، وفضل التدخل الانتقائي في قضايا مثل الحرب في ليبيا والأزمة السورية، يعتبر أوباما هذه الخطوات ايجابية بالنسبة له ، و على الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول الآن تجنب الاعتماد على النفط والغاز بالشرق الأوسط، إلا أنها لا تستطيع أن تهمل المنطقة، إذ تحتاج إلى ضمان استقرار سوق الطاقة العالمية وعدم الانتشار النووي واستئناف عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية والتخلص من التهديدات الإرهابية ودعم الحلفاء العرب. وكل هذه الأمور تقيد عملية اتخاذ القرار في واشنطن.ان جولة أوباما لا تهدف إلى تحقيق انجازات كبيرة، وحتى البيت الأبيض نفسه قلل من التطلعات إزاء الزيارة قبل أن تتم انما الهدف من الزيارة القيام باستعراض دبلوماسي فقط ليجعل العالم يعرف أنه لم يهمل الشرق الأوسط

ففي فترة ولايته الأولى، لم يعط أوباما لإسرائيل وعودا بضمان أمنها بقدر ما فعل الرؤساء الأمريكيون الآخرون، ولم يقدم دعما قويا لإقامة دولة فلسطين. كما لم تتمكن واشنطن من فرض تأثير كبير على الوضع بالدول الأخرى بالمنطقة في ظل حالة الاضطرابات الجارية بسبب الثورات العربية التي حصلت في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و الآن سوريا وكل هذا جعل أوباما يواجه انتقادات داخلية وخارجية كبيرة في ولايته الأولى. ولهذا، قرر أوباما زيارة الدول الثلاث بالشرق الأوسط لإظهار اهتمامه بالمنطقة لا غير .و في هذا الصدد يبدو أن الرئيس الأمريكي سعى إلى تخفيف حالة القلق لدى الإسرائيليين والفلسطينيين إزاء مستقبل الشرق الأوسط

على مدار جولته، بذل أوباما قصارى جهده لإظهار قربه من حليفتها إسرائيل، فلدى وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي ،طمأن الإسرائيليين بقوله إن " الولايات المتحدة فخورة لوقوفها إلى جانب إسرائيل بصفتها حليفها الأقوى، مضيفا أنه ليس من باب الصدفة أن تكون إسرائيل الدولة الأولى التي يزورها في فترة ولايته الثانية.كما اعتبر الرئيس الأمريكي أن هذه الزيارة تشكل فرصة سانحة للتأكيد على أن التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة "لا ينفصم" وأن واشنطن ملتزمة بضمان أمن إسرائيل وشعبها.ومن ناحية أخرى، حاول أوباما طمأنة الفلسطينيين، حيث قال بعد لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يعتقد أن "إقامة المستوطنات أمر ليس بناءا، ولا يصب في مصلحة دفع عملية السلام"، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى السلام وفقا ل"حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة. و هذا لب الموضوع فأوباما يلعب على حبلين . أما الجانب الآخر من الجولة الاستعراضية ربط محللون بين جولة أوباما وقضيتي الملف النووي الإيراني والأزمة السورية الحالية و في هذا الصدد أوضح أنه يفضل الحل الدبلوماسي ، الولايات المتحدة تنتظر نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو المقبل و أشار أن لا بد من تبادل الآراء في هذا الشأن بشكل دقيق. وهو ما يقلل احتمالات شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية. اما في ما يخص الأزمة السورية فقد أبدى أوباماتخوفة من المعارضة حيث قال ان سوريا تشهد توترا كبيرا و اذا ما تنحى بشار فان سوريا ستغرق في الفوضى و قد تسقط أسلحة نووية خطيرة في أيدي المتطرفين و هذا ما لا نسمح به لأنه يشكل خطورة على أمن اسرائيل و من هنا قد نستنتج أن اوباما قد يعيد النظر في سياسته المستقبلية تجاه القضية السورية إذن وباختصارشديد ، ان جولة أوباما الشرق أوسطية لم تكن سوى جولة استعراضية بامتياز لأنه لم يأتي بالجديد

*رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي

====================

ياسمين آذار المخضب بالدم - (الحلقة السابعة)

محمد فاروق الإمام

انعقاد المؤتمر القومي السادس لحزب البعث

وسط تناقضات سياسية وإيديولوجية وتنظيمية

بعد أن استلم حزب البعث السلطة في سورية، وجد نفسه في وضع معقد ومتناقض إلى ابعد حدود التعقيد والتناقض.. وإذا نظرنا إلى ما يجري في الداخل، فإنه سيتضح لنا أنَّ حكم الحزب في الحقيقة إنما هو اسميّ. وأن السلطة الحقيقية، سلطة التقرير، فقد تمركزت تدريجياً في أيدي العسكريين.        

وبما أن الحزب كحزب لم يكن لديه قيادة مركزية كفؤة وقوية، فإنه لم يستطع أن يقيم إستراتيجية وتكتيكاً واضحين تمام الوضوح، أو صياغة برنامج سياسي تفصيلي موحد، فقد نجح من غير شك في إبعاد الخصوم، ثم الحلفاء الواحد بعد الآخر في مدة وجيزة. إلا أن (العدو الداخلي) أخذ يظهر على أنه الأكثر خطورة في المدى البعيد.

في هذه الظروف انعقد المؤتمر القومي السادس في دمشق من 5 إلى 23 تشرين الأول 1963م. وبلغ عدد المشتركين فيه (73) عضواً، يمثلون الحزب في العالم العربي، ولكن المندوبين العراقيين والسوريين واللبنانيين كانوا يكونون الغالبية العظمى بين الحاضرين. ولقد كان هذا المؤتمر في نظر البعثيين انعطافاً تاريخياً في حياة حركة البعث، حيث وجهت انتقادات في غاية العنف لسياسة الحزب العامة وإيديولوجيته وإلى مجموعة كتاباته السابقة. (تشدد إحدى التوصيات التي أقرها المؤتمر، على أهمية إعادة النظر في كل ما كتب، سواء ما نشر منه داخل الحزب أو خارجه، على ضوء ما يقرر الآن في مؤتمرنا القومي، لجعله منسجماً مع التطورات الفكرية الجديدة). أنظر مقررات المؤتمر القومي السادس-القيادة القومية-ص(60).

لقد طفت على السطح وانفجرت طوال انعقاد المؤتمر، التناقضات الداخلية، السياسية والإيديولوجية والتنظيمية. وكان الجو العام متوتراً إلى أبعد حدود التوتر. وتركزت المناقشات والمداخلات الطويلة كلها تقريباً حول (التقرير العقائدي). (كتب هذا التقرير بصيغته الأصلية ياسين الحافظ الماركسي الاتجاه من سورية، وقد انتسب إلى حزب البعث بعد وصوله إلى السلطة) هذا التقرير، أوجد تيارين متصارعين داخل حزب البعث السوري لأول مرة وجهاً لوجه في مؤتمر عام.

 

الأول: وهو يمثل الأكثرية، ويضم معظم المندوبين العراقيين والسوريين.. ويتمتع بتأييد القيادات القطرية وقواعد الحزب في العراق وفي سورية وفي لبنان أو في أي مكان آخر، ويحمل لواءه (علي صالح السعدي). والتيار الثاني: يمثل اتجاه القيادة القومية وأمينها العام ميشيل عفلق، وكل التأكيدات تشير، بالفعل إلى أن ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وشبلي العيسمي، قد أبدوا معارضة قطعية للتقرير واعتبروه انحرافاً عن الخط السياسي والمبادئ الإيديولوجية للحزب.

لقد ركّزَ عفلق خلال المناقشات في المؤتمر على نقطتين أساسيتين: الأولى كان يحذر أعضاء المؤتمر من تغلغل الشيوعيين في الحزب الذين يهددونه من الداخل سياسياً وإيديولوجياً - وهذا تلميح واضح لوجود ياسين الحافظ الشيوعي عضواً فاعلاً في المؤتمر على الصعيد الفكري - ومن جهة ثانية، فقد شن عفلق هجوماً مضاداً ضد المتطرفين، مذكراً بنضال البعث في الماضي من أجل توضيح وبلورة أهداف الأمة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية.

أما فيما يتعلق بأعضاء اللجنة العسكرية الذين اشتركوا في هذا المؤتمر، فإن موقفهم ظاهرياً كان موقف المتفرج أمام الصراع بين التيارات القطرية والقيادة القومية - يستثنى من ذلك اللواء محمد عمران الذي كان يدعم خط القيادة القومية في مواقفه - فهم لم يشتركوا عادة في المناقشات أو إلقاء الكلمات أو المداخلات. وذلك في السر ووراء الستار، كان همهم الأكبر ينحصر في أن يكونوا محور الرحى للسلطة والمرجع السياسي لها. فقد كانوا ينظرون بعين الرضى والسرور، للهجوم اللاذع والعنيف الذي كان يوجه من قبل البعثيين المتطرفين، إلى ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار على وجه الخصوص. وإذا كان هناك بعض الضباط البعثيين الذين كانوا لا يتأخرون في دفع وتشجيع التيار السعدي في خطه السياسي المتطرف، فإنهم لا يفعلون ذلك انطلاقاً من مواقف يسارية واضحة التحديد، وإنما لاعتبارات تكتيكية، حتى يضعفوا موقف القيادة القومية داخل المؤتمر. (يؤكد ياسين الحافظ، أن اللواء أمين الحافظ واللواء محمد عمران واللواء صلاح جديد، كانوا ضمنياً أو ظاهرياً ضد التقرير العقائدي، في حين أن عبد الكريم الجندي وسليم حاطوم وحمد عبيد، لم يتوانوا في السر في بذل تأييدهم ودعمهم لبعض البعثيين اليساريين، خاصة علي صالح السعدي. أما فيما يتعلق بنور الدين الأتاسي وإبراهيم ماخوس، فيظهر أنهما كانا من معارضي الاتجاه المتطرف والتقرير العقائدي، دون أن يدافعا مع ذلك عن اتجاه القياد القومية. أما بعض قياديي البعث العراقي، خاصة جواد وطالب شبيب، فيبدو أن موقفهم هو موقف المعارض للتيار اليساري وللتقرير العقائدي معاً).

ومما يزيد في وضوح ذلك، أن الأمين العام ميشيل عفلق ورئيس الحكومة صلاح الدين البيطار وأنصارهما بالذات، هم الذين كانوا يتصلبون في مواجهة تدخل العسكريين في شؤون السلطة المدنية.. ويكونوا بالتالي عقبة كأداء في سبيل سيطرة الضباط الكاملة على الحكم والحزب معاً في سورية.

لابد من التنويه إلى لفت الانتباه إلى أن العسكريين ولأول مرة في تاريخ الحزب.. قد اشتركوا في مؤتمر قومي وكونوا قوة خفية ضاغطة لا يستهان بها في سير أعمال المؤتمر ونتائجه. لهذا فإنهم أدخلوا أسلوباً ونمطاً جديداً وغريباً في العمل الحزبي. فهم يناقشون، فيما بينهم، وخارج المؤتمر، شتى القضايا المطروحة على بساط البحث، خاصة القضايا التي تخصهم بالدرجة الأولى. وبعد أن يعبر كل ضابط منهم عن رأيه ووجهة نظره بحرية كاملة، تؤخذ القرارات، بأغلبية الأصوات، وتلتزم الأقلية برأي الأكثرية. وعند حضورهم المؤتمر، فإنهم يدلون بأصواتهم ويقفون موقفاً موحداً كتكتل واحد، بغض النظر عن رأيهم ووجهات نظرهم الشخصية. وهذا يعني، بتعبير آخر، أن الضباط البعثيين السوريين كونوا عملياً حزباً خاصاً بهم داخل حزب البعث السوري يخدم أغراضه وأجندته.

بعد أن تأكد للجنة العسكرية أن هناك تأييداً قوياً للقيادة القومية من بعض العناصر المهمة، وخاصة في القيادة العراقية، أمثال اللواء أحمد حسن البكر واللواء صالح مهدي عماش، لذلك رأى أغلبية أعضاء اللجنة أنه من الضروري تعديل موقفهم العدائي للقيادة القومية والتخفيف من تشجيعهم الضمني لتكتل السعدي. غير أنهم وجدوا أن حلقة الضعف في القيادة القومية تكمن في شخص صلاح الدين البيطار فركزوا على مهاجمته. وبالفعل فقد أخفق البيطار في انتخابات القيادة القومية الجديد التي شكلت على النحو التالي: (ميشيل عفلق أميناً عاماً، وأمين الحافظ، وصلاح جديد، وحمودي الشوفي - سوريون - وعلي صالح السعدي، وحمدي عبد المجيد، ومحسن الشيخ راضي، وأحمد حسن البكر، وصالح مهدي عماش - عراقيون - وجبران مجدلاني، وخالد العلي - لبنانيان - ومنيف الرزاز وأسعد عكا - أردنيان. ولكن منصب الأمين العام الذي عاد وشغله عفلق اعتبر في تلك الظروف منصباً (رمزياً). يقول ميشيل عفلق في هذا الخصوص: (لم تكن لدي النية حتى قبل انعقاد المؤتمر القومي السادس في ترشيح نفسي لانتخابات القيادة القومية، لأنني سأُستغل كستار لا أكثر).

لقد أكد المؤتمر السادس عند مناقشة قضايا الحزب التنظيمية بشكل عام، على أهمية المحافظة على مبدأ القيادة الجماعية والمركزية الديمقراطية. وحدد في نفس الوقت صلاحيات القيادة القطرية والقيادة القومية وعلاقة كل منهما بالأخرى وبالحكم.

(فالقيادة القطرية - طالما أن الحزب حاكم في القطر - هي التي تضع الخطط المرحلية التفصيلية وتشرف على تنفيذها وتنفيذ البرامج التي تقرها القيادة القومية، وتكون هي المراقبة لتصرفات الحكم، أي أن الحكم مسؤول أمامها). و(للقيادة القومية حق الإشراف والتوجيه على القيادة القطرية ولها الرأي الأول على مستوى التخطيط العام وعلى مستوى التشريع والسياسة العليا. أما في الأمور الأخرى فلا يجوز ذلك حتى لا تصبح القيادة القومية هي أيضاً قيادة القطر..).

وعليه فإن ضعف القيادة القومية وعجزها وتركيبها المتناقض أدى إلى نتيجة جعل القيادة القطرية، السلطة الفعلية والأولى في نظام البعث، ولها الكلمة الأولى في تسمية أعضاء المجلس الوطني لقيادة الثورة وأعضاء الحكومة. كما أعلن المؤتمر القومي السادس في بيانه أنه: (أولى عناية خاصة للتثقيف العقائدي الإيديولوجي في الجيش.. وأكد حق العناصر العسكرية في ممارسة حقوقهم السياسية كاملة.. واعتبر المؤتمر دمج الطلائع الثورية العسكرية والمدنية دمجاً عضوياً هو الوسيلة لخلق تفاعل إيديولوجي بينهما…).

نستنتج من بيان المؤتمر القومي السادس رفض مبدأ إبعاد العسكريين عن الأمور السياسية، وصادق بالتالي على تدخل الضباط رسمياً في الشؤون العامة. وهو شيء لم يكن إلا تثبيتاً لأمر واقع منذ فترة زمنية طويلة. وأن توسيع صلاحيات القيادة القطرية خاصة في سورية، سيؤدي حتماً إلى دفع وضع السلطة بين يدي الضباط وأعضاء اللجنة العسكرية.

لقد كان المؤتمر القطري السادس مسرحاً لصراع مفتوح بين ما يسمى بالاتجاه اليساري المتطرف.. وبين ما يسمى بالاتجاه القومي الذي يخوض المعركة من مواقع دفاعية. ولكن في الحقيقة.. فإن هذه المجابهة تخفي صراعاً رهيباً من أجل الاستئثار بالحكم.. وهذا الصراع خاضه العسكريون لحسابهم الخاص. والجميع كانوا يعتقدون أن المؤتمرات الحزبية غير قادرة على حل التناقض.. وأن الحل لا يمكن أ يأتي إلا بالتآمر.. لا من وراء ظهر الجماهير فحسب بل من وراء ظهر القواعد الحزبية أيضاً. كانت مشكلة السلطة هي التي تشغل بال الطرفين. (وعلى هذا الأساس فإن القيادة القومية التي انتخبت جاءت هجينة متناقضة.. حيث لعبت التكتكة في الكواليس دوراً أساسياً في انتقاء أعضائها).

تمت في المؤتمر الموافقة على التقرير العقائدي الذي قدمه ياسين الحافظ لذلك لابد لنا أن نلقي الضوء على النقاط الرئيسية في هذا التقرير. وهو ينقسم إلى ثلاثة فصول كبيرة تتعلق بالوحدة العربية والديمقراطية الشعبية والاشتراكية.

 

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ