ـ

ـ

ـ

الخميس 27/08/2009

رمضان 1430 - 2009

(6 رمضان)

من أخبار الرجال

الراغب الأصفهاني

زهير سالم*

الحكيم أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل الراغب (الأصفهاني) المتوفى 502 هـ

من حكماء الإسلام. جمع بين الشريعة والحكمة في تصانيفه. وله تصانيف كثيرة منها غُرَّة التنزيل ودرة التأويل. وكتاب الذريعة إلى مكارم الشريعة، نفيس، وقيل إنه كان لا يفارق الإمام الغزالي معاصر المؤلف، وكتاب كلمات الصحابة. وكان حظه من المعقولات أكثر.

من أقواله في مقدمة كتابه تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين وهو كتاب يتضمن أحوال الدنيا والآخرة:

الذين ينطقون ولكن عن الهوى، ويتعلمون ولكن ما يضرهم ولا ينفعهم، ويعلمون ولكن ظاهرا من الحياة الدنيا، ويجادلون ولكن بالباطل ليدحضوا به الحق، ويحكمون ولكن حكم الجاهلية يبغون، ويدعون مع الله إلها آخر؛ وإن كانوا بالصور المحسوسة ناسا فهم كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أشباه رجال ولا رجال.

وقد عبر البحتري عن ذلك حيث قال:

لم يبق من جل هذا الناس باقية     ينالها الوهم إلا هذه الصور

ومن أقواله رحمه الله تعالى: الإنسان مستصلح للدارين، ولكل شيء هداية إلى مصالحه بين العقل والشرع  تظاهر- أي يعضد أحدهما الآخر- ويفتقر أحدهما إلى الآخر...

ومن أقواله

من لم يتحصن بالشرع وعبادة الله فليس بإنسان.

الغرض من العبادة تطهير النفس واجتلاب صحتها..

للإنسان أمراض لا يمكن إزالتها إلا بالشرع.

ومن أقواله:

إن النظر في العواقب من خاصية الإنسان، والباري تعالى لم يخلق له هذه الخاصية إلا لأمر جعله له في العقبى، وإلا كان وجود هذه القوة فيه معطلا.

ولو لم يكن للإنسان عاقبة ينتهي إليها غير هذه الحياة الخسيسة المملوءة نصبا وحزنا، ولا يكون بعدها حال مغبوطة لكان أخسُّ الحيوانات أحسنَ حالا منه، و لكانت هذه القوة فيه عبثا و قد نبهه الله تعالى على بطلان ذلك فقال: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون!!

وإحكام بنية الإنسان ثم هدمها من غير معنى سوى ما يشاركه فيه البهائم مع ما يشوبه من التعب والهم الذي قد أعفي منه البهائم مضيعة كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تعالى الله عن ذلك. 

يتبع مع الراغب وكتابه مفردات القرآن في شهر القرآن

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ