ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم تحية
رمضانية (6) من
أسس صيانة السنة النبوية سبر
متن الحديث ومعناه -1- كثر
النقاش في هذا الزمان بين أهل
العلم وغيرهم حول موقف علماء
الحديث والسنة النبوية من نقد
متن الحديث. فأكثر قوم الإنكار
على المحدثين واشتطوا، ورفضت
طائفة الإصغاء إلى أقوال
الناقدين ورمتهم بالزيغ
والضلال والبدعة والانحلال.
ولمن أراد وجه الحق يمكن أن نقرر
أن قواعد المحدثين كانت جامعة
مانعة في اشتراطاتها في السند
والمتن على السواء. ولكن
وللحقيقة أيضا فإن الصرامة التي
انتُقد بها سند الحديث ورجاله
لم تُعتمد نفسها في نقد متن
الحديث، وصحة معناه أو سلامة
مبناه. بل كثيرا ما تجد بعض
المحدثين بعد أن يَحكموا بضعف
الحديث، ويصفونه بالواهي
والضعيف جدا أوالمنكر، أو لا
أصل له، يجهدون في توجيه ما في
متنه من خلل وبعد عن مقتضيات
العقول، وبدائه الأفهام،
فتجدهم يتمحلون الأسباب وهم
يبحثون عن سبب لإلحاق مفهوم
الحديث بما يربطونه به بمقررات
الشريعة. ويضيفون أحيانا بالبحث
عن شواهد له، فيقولون هكذا ضعيف
جدا ولكن له شواهد يقوي بعضها
بعضا. ثم يروون من الأحاديث بعض
الواهيات التي تتفق مع هذا
الواهي بالمعنى.. وكثيرا
ما يصطدم متن الحديث مع معارف
العصر وحقائق التاريخ فيذهب
المحدثون إلى رفض الحديث، أو
يبحثون له عن وجه. ومعارف العصر
المتغيرة والمتطورة هي عبارة
أخرى مما ينبغي لنا أن نتوقف
عنده، إذ كيف يمكن لجهابذة علم
الحديث في عصر ما أن يحاكموا متن
الحديث إلى نسق معرفي، هم لا
يحيطون به؟! وكيف يحكمون على
حديث بالبطلان من حيث مخالفته
لحقائق معرفية لم يدركها العلم
البشري بعد؟! قد يقول قائل هذا
يعني أن قبولكم للحديث الشريف
انتقائي تحكمي وليس منهجيا!! بل
نقول إن من منهجنا العلمي
الرصين أن الأحاديث الصحاح، ما
خلا النص المتواتر، تورثنا علما
ظنيا وليس يقينيا. وحديثنا في
هذا السياق يشمل النصوص الشرعية
غير المتواترة، والنصوص
المتواترة وحدها هي التي تورثنا
العلم القطعي أو اليقيني.
لا نعتقد أن الخلل دخل على
المحدثين من حيث المنهج، ونعتقد
في الوقت نفسه أن خللا تطرق لعمل
المحدثين عند التطبيق، وكان بعض
هذا الخلل لأسباب نفسية، وكان
بعضها لأسباب
موضوعية لم يكن علمهم يحيط
بها... السؤال
المطروح على علماء الأمة الثقاة
العدول اليوم هل من حاجة إلى
إعادة النظر في المخرجات
البشرية لنظر الأجيال الأولى من
السلف الصالحين؟ هل
إعادة النظر على ضوء ما استقر
لدى الأولين من قواعد وما استجد
لدى المتأخرين من معارف فيها
زيغ وانحراف عن سنن الدين أم فيه
كل ما أراد الأولون من صون لكلام
النبوة عن دس الوضاعين؟! إلى أي
مدى آمن سلفنا الصالح بضرورة
نقد المتن وحرصوا عليه؟ أنقل
هذا الكلام النفيس عن الشيخ عبد
الفتاح أبو غدة، رحمه الله
تعالى ) في كتابه ( لمحات من
تاريخ السنة وعلوم الحديث) يتبع
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |