ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 22/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية رمضانية

(11)

قبسة من الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله تعالى

زهير سالم

لا أستطيع أن أزعم أن الشيخ العلامة مصطفى الزرقا كان شيخا لي. سأكون مدعيا لفخر كاذب أو كلابس ثوب زور. فالشيخ مصطفى رحمه الله هو شيخ الشيوخ الذين أتيح لي أن ألزم دروسهم أو مجالسهم.

ومع ذلك ففي أيام غربتنا القسرية في عمان أتيح لي مرات ( قليلة - كثيرة) أن أنضم إلى مجلس الشيخ مصطفى زائرا أو مرافقا لزائر، أو مشاركا في مجمع أو حفل..

تحدثت في التحية السابقة حديث (البرقع) وموقف الشيخ أديب حسون، رحمه الله ،  منه، وكيف أن بعض من نعرف كان يزعم أن البرقع قد دخل المجتمع المسلم في العصر العباسي، وكيف أن طبقة من الشيوخ في مدينة حلب، وربما في غيرها أيضا من المدن الشامية،  كانت تشدد النكير على هذا القول وأصحابه، بل كانت طبقة من العلماء عايشناها في مدينة حلب تشدد النكير على بعض أهل الحديث في دمشق لأنهم اخذوا بحديث السيدة أسماء ( إن المرأة إذا بلغت ..)

في دعوة على غداء أقامها الأخ فاتح الراوي في بيته في جبل الحسين وحضرها لفيف من الإخوان كان على رأس الحضور الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله تعالى، وفي مثل هذه الجلسات يسرح الناس في ميادين شتى، فو جئت وأنا يومها ابن ثلاثين وشيء ما، أو فوجئنا بالشيخ مصطفى يكرر ما كان يقوله بعض الذين كنا ننكر عليهم أن البرقع إنما نشأ في العصر العباسي!! وعندما لحظ الشيخ أننا قد جحظت عيوننا وتدلت شفاهنا!! تابع يقول: نشأتْ في العصر العباسي عادة الزيارات المتبادلة بين النساء، يجتمع نساء محلة أو حي عند العصر في بيت إحداهن، ويجلن فيما تجول فيه النساء، أي بما يمكن أن أسميه الصالونات النسائية في هذا العصر وهذه التسمية من عندي، أما الشيخ فقد شبهها بما كانت تسميه نساء حلب ( بالقََبول ) وهي تسمية شائعة، أدركناها، وأدركنا طقسها ومراسيمها في منتصف القرن المنصرم.

لا أستطيع أن أزعم أن ( القََبول ) عادة حلبية محضة، ربما تكون التسمية كذلك.  تتوزع نساء الحي أو الأسرة الكبيرة أحيانا، أيام استقبال بينهن فيقال، السبت قبول فلانة، والأحد قبول فلانة.. وكانت النساء تتبارى فيما بينهن في أيام القبول بإظهار ضروب الكياسة واللطف وعرض ما لديهن من ثياب أو متاع بيت، وربما يخضن في أحاديث كحديث السيدة عائشة رضي الله عنها عن ( أم زرع وأبي زرع )، كما تتفنن النساء في يوم (القبول) بتقديم ما يبرعن في صنعه من أطباق، تقتصر في الغالب على الحلويات والمحلبيات والنقولات،  ولم تجر العادة أن يكون (القبول) على طعام، وإنما هو فنجان القهوة وملحقاته من النقولات كما يسميها الحلبيون أو الحلبيات ..

يقول الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله تعالى في مجلسه ذاك، وتطلبت هذه العادة من نساء بغداد أن يخرجن من بيوتهن مرارا للتزاور ذاك.

وكانت قد حدثت إلى جانب هذه العادة في المجتمع العباسي عادة أخرى هو زينة الوجه بأنواع الطلاء، أي ما نسميه في هذا العصر بالمكياج. وشدد الفقهاء النكير على البروز بالوجه المصبوغ، وكان البرقع حلا للخلاف بين مجتمع النساء وفتوى الفقهاء..

وهكذا تم اختراع البرقع أو استحداثه اجتماعيا ليستر الوجوه المدهونة بالأحمر والأصفر ، ولعل الفقهاء لم يلحقوا الأحمر والأصفر  بالكحل والخاتم الذي فسر به معظمهم قوله تعالى ( إلا ما ظهر منها )

 أقدم هذه الرواية من عالم جليل له مقامه بين فقهاء الإسلام، مع تمسكي بأن حق الفتاة المسلمة  في ستر وجهها  ينبغي ألا يضام.  و ما نقلته عن الشيخ مصطفى على أهميته، لم أعثر عليه في كتاب، وأؤكد مع الثقة في الشيخ أن هذا الرأي ليس هو كل التاريخ أو كل الشريعة، وأن وراء كل قول أقوال، وأن الشيخ مصطفى رحمه الله على سعة علمه، وعلو كعبه في علم الفقه، ورسوخ قدمه في ميدانه، ممن قيل فيه ما منا إلا من رد أو رد عليه.

ولكنني ما زلت أشعر أن ما قرره الشيخ رحمه الله تعالى من العلم الذي لا ينبغي أن يضيع. وأول العلم أن تروي الروايتين المختلفتين وأنت تقول رحم الله هذا ورحم ذاك.

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ