ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 19/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رمضان 1430 - 2009

 

(29 رمضان)

تعرّف على هذا التفسير

زاد المسير في علم التفسير

لابن الجوزي

زهير سالم*

لا ينبغي لطالب علم أو راغب في معرفة أن يجهل مكانة هذا التفسير، وطريقته، فهو بحق المختصر الجامع، الذي يختصر ويوجز ويجمع الأقوال ويعددها ويضع بين يديك زبدة أقوال المفسرين، منسوبة إليهم بأسطر قليلة وباستقصاء شمولي.

أما ابن الجوزي فهو عالم القرن السادس ( 508- 596) ولن يتسع لنا المقام لنوفي ابن الجوزي حقه، وربما نعود إلى هذا الموسوعي من علماء الإسلام مرات كثيرة، فنقف في كل مرة عند جانب من جوانب شخصيته الثرة المعطاء.

هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن بن علي بن محمد... ابن جعفر الجوزي القرشي التيمي البكري لبغدادي، الفقيه الحنبلي، الواعظ الحافظ المفسر الأديب الملقب جمال الدين.

وكان مولده ببغداد بدرب حبيب، توفي والده وهو صغير فكفلته أمه وعمته، وكان أهله تجارا بالنحاس ولذلك يوجد في بعض سماعاته القديمة: ابن الجوزي الصفار.

وكان ابن الجوزي  يكثر الكلام عن نفسه في كتابه (صيد الخاطر) فيذكر أنه نشأ في النعيم، ورُبي على الدلال، وأنه قد حُبب إليه العلم من زمن الطفولة، ولم يرغب في فن واحد من فنونه، بل رغب في كل فن، وأنه يتردد أبدا بين الزهد والعبادة، وبين العلم والبحث...

وقال عنه ابن العماد: وكان يراعي حظ صحته، وتلطيف مزاجه، وما يفيد عقله قوة، وذهنه حدة، لباسه الناعم الأبيض المطيب، وله مداعبات حلوة، وما تناول مالا من  جهة لا يتيقن حلها، ولا ذل لأحد..

وقال ابن كثير: وكان فيه بهاء، وترفع، وإعجاب بنفسه، وتيه بها، أكثر من مقامها، وذلك ظاهر في كلامه، في نثره ونظمه..

مصنفاته: كان الشيخ ابن الجوزي من المكثرين في التصنيف في فنون العلم من تفسير وفقه وحديث ووعظ ورقائق وتواريخ.. وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه، والوقوف على صحيحه من سقيمه..

وقال الموفق عبد اللطيف: كان ابن الجوزي لا يضيع من زمانه شيئا، يكتب في اليوم أربعة كراريس، ويرتفع كل سنة من كتاباته ما بين خمسين مجلدا إلى ستين. وله في كل علم مشاركة، لكنه في التفسير من الأعيان، وفي الحديث من الحفاظ، وفي التاريخ من المتوسعين، ولديه فقه كاف..

هذا ما تيسر من ترجمة هذا العالم الموسوعي نقلناها بتصرف من مقدمة زاد المسير الذي أشرف على تحقيقه وطباعته وإخراجه وتقديمه المكتب الإسلامي للطباعة والنشر برعاية الأستاذ محمد زهير الشاويش.

والذي يهم في هذا المقام هو التعريف بزاد المسير لتقديم مورد ميسر للمعرفة القرآنية لطلاب العلم. حيث يجد الطالب المعلومة مجردة من الأسانيد والروايات مقتضبة منسوبة لأصحابها باستقصاء أو استقراء يكادان يكونان كاملين لأقوال المفسرين أو مشيختهم.

وقد قال المؤلف في المقدمة ( لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم، كان الفهم لمعانيه أوفى الفهوم، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، وإني نظرت في جملة من كتب التفسير فوجدتها بين كبير قد يئس الحافظ منه، وصغير لا يستفاد كل المقصود منه، والمتوسط منها قليل الفوائد، عديم الترتيب، وربما أُهمل فيه المشكل، وشرح غير الغريب، فأتيتك بهذا المختصر اليسير، منطويا على العلم الغزير، ووسمته بزاد المسير في علم التفسير.)

وأرى أن أفضل طريقة للتعريف بمنهج المؤلف وأسلوبه أن أقدم ثلاثة نماذج عملية مع خاتمة تناسب المقام تشرح وتقرب وترغب:

الأنموذج الأول

قوله تعالى: (وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ)

فيه خمسة أقوال:

أحدها: أنه ما يصعب ويشق من الأعمال، قاله الضحاك، والسدي، وابن زيد، والجمهور.

والثاني: أنه المحبة، رواه الثوري عن منصور عن إبراهيم.

والثالث: الغُلمة، قاله مكحول. قلت والغُلمة: غلبة الشهوة

والرابع: حديث النفس ووساوسها.

والخامس: عذاب النار.

وربما تلاحظ أن المؤلف قد سرد لك الأقوال مبتدئا بأقواها، وترك لك أمر الترجيح والاختيار.

الأنموذج الثاني الذي نختاره للتمثيل لطريقة المؤلف في هذا المقام قوله تعالى 119 آل عمران

(هَاأَنتُمْ أُولاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ...)

قال وفي معنى محبة المؤمنين لهم [ للذين نُهوا عن موادتهم وولائهم ومصافاتهم] أربعة أقوال.

أحدها: أنها الميل إليهم بالطباع، لموضع القرابة، والرضاع، والحلف، وهذا المعنى منقول عن ابن عباس.

والثاني: أنها بمعنى الرحمة لهم، لما يفعلون من المعاصي التي يقابلها العذاب الشديد، وهذا المعنى منقول عن قتادة.

والثالث: أنها لموضع إظهار المنافقين الإيمان، رُوي عن أبي العالية.

والرابع: أنها بمعنى إرادة إسلامهم، وهم يريدون المسلمين على الكفر، وهذا قول المفضل والزجاج .

وهكذا وبأسطر قليلة يجمع المؤلف الأقوال، ويسردها منسوبة لأصحابها، مما ييسر عليك التوسع في متابعة أي رأي تريد في تفاسير أخرى، إن كنت ذا حاجة. فزاد المسير أقرب إلى مختصرات الطلاب الحريصين على تركيز المعرفة وحفظها أو استظهارها.

الأنموذج الثالث الذي نختاره في هذا المقام الآية السابعة من سورة الانشراح:

قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ) أي فادأب

 في العمل، وهو من النَّصب. والنَّصب: التعب، الدؤوب في العمل.

وفي معنى الكلام خمسة أقوال:

أحدها: فإذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل، قاله ابن مسعود.

والثاني: فإذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء، قاله ابن عباس.

والثالث: فإذا فرغت من أمر دنياك فانصب في عمل آخرتك، قاله مجاهد.

والرابع: فإذا فرغت من التشهد فادع لدنياك وآخرتك، قاله الشعبي والزهري.

والخامس: إذا صح بدنك فاجعل صحتك نصبا في العبادة، ذكره علي بن أبي طلحة.

على هذا المنوال المختصر الجامع يمضي التفسير من أوله إلى آخره. دون أن ينسى المؤلف الوقوف عند غريب اللغة، وفوائد النحو، ووجوه القراءات، وأسباب النزول والاختلاف فيها بنفس المنهجية من الاختصار الدال غير المخل، والإحاطة التي ترتب الأقوال وتجمعها وتضعها بين يديك.

حقا إنه زاد المسير، وكأنه زاد الراكب الذي يغني السائر عن كثير من كتب تفسير، ولا أخالك تستغني في عصر الهمم الكليلة والوجبات السريعة عن مثله.

ونختم هذه النماذج بما يناسب المقام، باقتباس مقتطفات من تفسير سورة القدر من زاد المسير سائلين المولى عز وجل أن يجعلنا من أهلها، وأن يرزقنا العفو والعافية وحسن الختام وأن يغفر لنا ولوالدِيْنا ولمن علمنا ولمن له حق علينا، وأن يصلح لنا في ذريتنا، إنه أكرم مسئول.

سورة القدر

وفيها قولان:

أحدهما:  أنها مكية رواه أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: مدنية قاله الضحاك، ومقاتل. قال الماوردي والأول قول الأكثرين. قال الثعلبي: الثاني قول الأكثرين. وعلق المحقق الناشر على الأول بأنه الصواب.

فأما ( ليلة القدر ) ففي تسميتها بذلك خمسة أقوال.

أحدها: أن القدر: العظمة، من قولك لفلان قَدْر، قاله الزهري. ويشهد له قوله تعالى: (وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)..

والثاني:  أنه من الضيق أي: هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون، قاله الخليل بن أحمد، ويشهد له قوله تعالى (وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)

والثالث: أن القدر: الحُكم كأن الأشياء تقدر فيها، قاله ابن قتيبة.

والرابع: لأن من لم يكن له قدر صار بمراعاتها ذا قدر، قاله أبو بكر الوراق.

والخامس: لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، وتنزل فيها رحمة ذات قدر، وملائكة ذوو قدر، حكاه شيخنا علي بن عبيد الله.

فصل

 واختلف العلماء هل ليلة القدر باقية، أم كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة؟  والصحيح بقاؤها.

وهل هي في جميع السنة، أم في رمضان؟

فيه قولان:

أحدهما: في رمضان قاله الجمهور.

والثاني: في جميع السنة، قاله ابن مسعود. [ وبه قال صاحب الفتوحات – زهير]

واختلف القائلون بأنها في شهر رمضان هل تختص ببعضه دون بعض؟ على قولين.

أحدهما: أنها في العشر الأواخر، قاله الجمهور، وأكثر الأحاديث الصحيحة تدل عليه.......

والقول الثاني: أنها في جميع رمضان ، قاله الحسن البصري.

واختلف القائلون بأنها في العشر الأواخر هل تختص ليالي الوتر دون الشفع؟ على قولين.

أحدهما: أنها تختص الأفراد قاله الجمهور. والأحاديث الصحاح كلها تدل عليه...

والثاني: أنها تكون في الشفع كما تكون في الوتر، قاله الحسن. ورُوي عن الحسن ومالك بن أنس قالا: إنها ليلة ثماني عشرة.

واختلف القائلون بأنها في الأفراد في أخص الليالي بها على خمسة أقوال.

أحدها: أن الأخص بها ليلة إحدى وعشرين. فروى البخاري (... ) وهذا مذهب الشافعي.

والثاني : أن الأخص بها ليلة ثلاث وعشرين. روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلة ثلاث وعشرين: اطلبوها الليلة.....

والثالث: ليلة خمس وعشرين، روى هذا المعنى أبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والرابع: ليلة سبع وعشرين، روى مسلم في أفراده من حديث ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كان متحريا فليتحرها ليلة سبع وعشرين. يعني ليلة القدر وهذا مذهب علي واُبي بن كعب، وكان أُبي يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين. وبه قال ابن عباس وعائشة ومعاوية واختاره أحمد رضي الله عنه.

........

والقول الخامس: أن الأولى طلبها في أول ليلة من رمضان، قاله أبو رزين العقيلي. وروى أيوب عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر.

انتهى عن زاد المسير.

أما خاتمة المطاف فأن نقول يا شهرنا هذا عليك السلام. اللهم تقبل منا الصلاة والصيام والقيام. اللهم تقبل منا واقبلنا في رمضان وبلغنا رمضان، وكل عام وأنتم بخير

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ