الاختراق
الإسرائيلي للأجواء السورية
والخيارات
الجادة
زهير
سالم*
الاختراق الإسرائيلي للأجواء
السورية ليس جديداً . فمثل هذه
المهام ذات الطبيعة
الاستطلاعية الاستفزازية
تمارسها قوى الاحتلال الصهيوني
بشكل روتيني ودوري ، وكثيراً ما
تمر بصمت عبر بقع ضوئية ترتسم
على شاشات الرادار السورية ليتم
الابلاغ عنها الى الآمر المختص
..
ربما يكون الجديد في الأمر أن
تلجأ القيادة السورية بين
الفينة والأخرى إلى الإعلان عن
مثل هذه الاختراقات لهدف محدد،
وبقدر مقدور، وأن تضيف الى خبر
الاختراق (وقد تصدت دفاعاتنا
الجوية إلى طائرات العدو
وأجبرتها على الفرار ) وأحيانا
وقد أصابت دفاعاتنا الجوية إحدى
طائرات العدو (وشوهدت وهي تهوي
في البحر..)
لا علينا ، فالإعلام الأمني
والإعلام العسكري أيضاً له
سياقاته ومبرراته ودواعيه.
غير أن توقيت الإعلان عن الاختراق
الاسرائيلي ، وظروف هذا الاعلان
، وما سبقه من مناورات
إسرائيلية على الجبهة الشمالية
، وكذا من تصريحات او تهديدات ،
ومن إشارات إلى أسلحة جديدة
يتحصل عليها الجيش السوري إلى
ظرف دولي وإقليمي بالغ التعقيد
كل هذه الامور تجعل رؤيتنا
للاختراق وللإعلان عنه تأخذ
جانب الحيطة والحذر ، والخوف من
أن يتحول اللعب الى جد . ويتأكد
ذلك الجد في ظل المعطيات
التالية :
مشروع دولي يفرض على منطقتنا
مرحلة إعادة تشكيل (ثقافية - سكانية
– وجيوسياسية) في قوس مخطط
عالمي ، لايزال مع مباشرته
العبث في المنطقة يفتقد الملامح
والمفاصل العامة ، بمعنى أنه
مصصم على التغيير ولا يعلم ماذا
يريد ، وهذا ما يجعل رؤاه مضطربة
، ومواقفه متناقضة . إن مصطلح (الفوضى
الخلاقة) هو التعبير الأوضح عن
حقيقة هذا المشروع .( لندمر هذه
المنطقة ثم لنرى ماذا يكون..؟!)
ثم الملف النووي الايراني (سواء
كنا مع أو ضد ) يشكل ذريعة لتدخل
أصبع الشر ، قد تدفع منطقتنا إلى
المزيد من الفوضى والمزيد من
عدم الاستقرار . وفي سياق رغبة
في الشر المعلن عنها يتردد اسم
وطننا سورية إلى جانب اسم إيران
..أين يمكن أن تكون البداية ، أو
أين يمكن أن يشعل رأس الفتيل ؟!!
وبالمرصاد لاصطياد الفرص ،
وانتهازها يقف قادة الكيان
الصهيوني ، تعتمر نفوسهم اطماع
لا حدود لها تدفعهم إلى توظيف أي
متغير دولي أو إقليمي لخدمة
مشروعهم التوسعي بأبعاده
العسكرية والاستطانية
والاقتصادية والثقافية . وهو
مشروع يتقدم ، مع الاسف الشديد،
في بنية مجتمعاتنا عبر وسائل
وقنوات رسمية وشبه رسمية!!
في إطار هذه الرؤية ، ننظر إلى
الاختراق الاسرائيلي وإلى
الاعلان عنه. وقديما قال
العقلاء:الشر المستطير بعيده
كالقريب . وحين يطال التهديد
سورية (الوطن والانسان ) ترتسم
تلقائيا على الساحة الوطنية
معادلات جديدة ، وتتحدد ساعة
الجد خياراته الجادة .
إننا لن نضيف جديداً على
مواقفنا إذا قلنا إننا نشجب
العدوان ونستنكره وندينه
ونأباه . ولن نضيف جديداً إذا
قلنا إن انحيازنا إلى جانب
وطننا أمام أي عدوان خارجي هو
الموقف الاصيل النابع من
كينوننتنا الانسانية والوطنية
والشرعية لوازم لا تنفك عنا ولا
ننفك عنها ..
إننا كسوريين قد نتفق ونختلف ،
قد نتخاصم ونتقاطع ونتدابر ،
فيرجم بعضنا بعضاً بالحجارة، أو
بحبات البندورة ، أو بالبيض
الفاسد أو بقصائد الهجاء ..ولكننا
إذا جد الجد ، وارتفعت في الافق
سحب الشر الاصفر ، عرف كل واحد
فينا ثغرته وموقعه ، واستنفر
للذود عن الارض والعرض والكرامة
، موقف أصيل ثابت لا يحتاج منا
إلى إعلان أو إعلام لأن غيره لا
يمكن أن يكون ..
وهو يقضي بالمقابل من الذين
احتفظوا بحق الرد أن يباشروا
بالرد ، وأول الرد مقتضيات
الموقف الوطني ..( ولا خير في
معاد الكلام)...
---------------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
08/09/2007
تعليقات
القراء |
أبو
مصطفى
ان
مايحدث الآن قد حدث من قبل
عندما ضربت قواعد الصواريخ
وأسقطوا لنا بأقل من 13دقيقة
90 طائرة واسرائيل الآن تلعب
نفس اللعبة, أرى أنه مطلوب
أستدعاء الضباط المسؤلين عن
تلك الفترة واستشارتهم
بالموضوع والمصيبة عندنا هي
وضع الكفاءات المناسبة في
المكان المناسب.كان من
الحكمة الصمت عن الموضوع
وتجاهله تماما. قلوبنا على
أوطاننا وقلوب حكامنا على
كراسيهم.
--------------------
أيمن
يجب
استخدام كل الوسائل الشرعية
والمشروعة في ابقاء مصيبة
الشعب السوري مع نظامه تحت
انظار العالم وانني اقترح
كمواطن معارض لهذا النظام
اقترح على قيادة المعارضة ان
تعلن تكليف بعض رموزها
بالنزول الى سورية ولهدف
محدد وهو حث بشار الاسد على
الاستقالة ....
--------------------
هذه
بلدي
في
إستطلاع جرى في الولايات
المتحدة ( أيام الحرب
الباردة ) كان السؤال: أنت
أيها المواطن الأمريكي صاحب
الجذور ( المكسيكية ،
السورية ، المصرية ، الصينية
، ... ، ترى إذا ماقامت حرب
نووية ماهو موقفك ؟؟؟ هل
تترك أمريكا وتعود إلى بلدك
، أم أنك ستحارب دفاعا" عن
أمريكا ،،،؟
وقد
جاءت نتائج الإستطلاع
مخالفة للمتوقع ، فنسبة
كبيرة من هؤلاء الناس الخليط
من الجنسيات رأوا أنهم
سيدافعون ، لأن وطنهم هو
الذي أعطاهم المواطنة الحقة
، وعاملهم معاملة البشر ،
فحفظ لهم حقوقهم ، أما
أوطانهم الأصلية فقد رأوا
فيها كيف تداس كرامتهم ،
وكيف تنتهك حقوق الإنسان
فيها .
لاأريد
أن أزيد ، لكني أنتقل إلى
منحى آخر فأقول
أن أوطاننا وشعوبنا خلدت
إلى الدعة والراحة ، والأمر
ليس بجيوش وقواعد صواريخ ،
فقد رأينا الشيخ أحمد ياسين
كيف ينتصر بكرسيه المتحرك ،
ورأينا أيضا كيف تنهزم جيوش
صدام بقدها وقديدها ، صراعنا
ليس فقط مع حفدة القرود
والخنازير ، ولكن صراعنا نع
أنفسنا ، فكيف ننتصر بالله
عليكم ونحن منكسري الأنفس ،
كيف ننتصر ونحن وفي قرارة
أنفسنا مقتنعين بأن أمريكا
هي المدبر ، وهي المسيطر ،
وهي التي ترفع وهي التي تخفض
، كيف ننتصر إذا فقدنا
إيماننا بألله ، وبأنفسنا ،
وبأوطاننا .
قالوها
سابقا" من إعتز بغيرالله
ذل ، ونحن من أكبر كبير فينا
إلى أصغر صغير ، يقيننا
بالروس تارة ، والإيرانيين
تارة
، بأمريكا تارات أخرى .
صراعنا
مع حفدة القردة والخنازير له
شجون ليس مكانها مجرد تعليق
على المقالة أعلاه .
--------------------
مؤمن
محمد نديم كويفاتيه سوري في
اليمن
نستطيع
أن نسمي الموضوع الموقف
الوطني ، ولاشك أنّ هذا
الموقف هو مُتقدم لدى
المُعارضة والشعب وكل القوى
الفاعلة والحيّة ، الذين
أعلنوا انحيازهم الى جانب
الوطن ولاغير ، وأعلنوا عن
استياءهم من الموقف السلطوي
الدموي الذي لايقرأ الأمور
جيداً ،ولايفهم الواجبات،
فلا يعرف مالذي ينبغي عليه
فعله ؛ أو يعرف ويتجاهل ، وفي
كلا الحالتين هو موقف في
غاية السلبية والقصور ، وليس
له مايبرره ، لابل يصل الى حد
النظر اليه الى درجة الخيانة
العظمى التي يرتكبها هذا
النظام بحق الوطن والمواطن
والحقوق ، وعلى جماهير شعبنا
التصدي لمشروع السلطة
الغاشمة في جعل بلادنا رهينة
للموقف الايراني والعبث
واللعب بمقدرات الأمة ،
والمقامرة في الرهان على
الفوضى الخلاقة ضمن سياسة
علي وعلى أعدائي ، بدلاً من
أخذ الأسباب التي تمنع حدوث
ذلك ، عبر تمتين الجبهة
الداخلية لمواجهة أي
استهداف لبنية الوطن
ووحدته أو أي فراغ قد
ينجم من أي حساب خاطئ، وخلق
كل الآمكانات وتفعيل
الطاقات لمواجهة الخطر
الداهم على المنطقة وسورية
بالذات ، عبر الإلتحام
بالجماهير لاعزلها عن موقع
القرار ، وعبر التواصل الجاد
مع المحيط العربي
----------------------
|
|