ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 30/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


خريف بوش ومائدة الخريف

زهير سالم*

رغم أننا أبناء الشعوب المسلمة، تحملنا مباشرة عبء الجناية التي ارتكبها بوش بحق الإنسانية والحضارة، والعلاقة بين الشعوب، إلا أننا نستطيع أن نطلق على الرئيس بوش بجدارة أيضاً لقب (الجاني على قومه) جناية ضج لها العقلاء وأواسط العقلاء، وأرباع العقلاء من أبناء المجتمع الأمريكي.

ويبدو أن شمس بوش المائلة إلى المغيب آخذة في الاصفرار بطريقة ستجعله رمزاً تاريخياً للتخبط، وعنواناً من عناوين الحماقة بين الرؤساء الأمريكيين وستكرسه بلا شك رئيساً لا يبارى في فلتات اللسان التي تورد صاحبها الموارد.

ولعل من أكثر فلتات لسان الرئيس بوش إثارة للجدل أو للاستغراب دعوته غير ذات المضمون إلى (مائدة الخريف) ذات الأبعاد الوهمية، والتي تذكرنا إلى حد كبير بمائدة أحمق العرب أشعب، الذي أراد أن يتخلص من الأطفال الذي يتعابثون بحمقه فقال لهم: إن في دار فلان مائدة عامرة مفتوحة للجميع. فجرى الأطفال طمعاً بشيء من فتات المائدة، فلما رآهم أشعب يركضون، قال: ما ركضوا إلا وللمائدة حقيقة، فصدق وهمه وخياله المريض.

تلك حال الرئيس بوش في دعوته إلى مائدة الخريف. كانت الدعوة فلتة من فلتات اللسان، ثم أراد أن يجعلها حقيقة، فمازال الناس وهم يسمعون وقع الملاعق على الصحون ويجهلون حقيقة ما سيكون.

فبغض النظر عن تفاصيل الزمان والمكان، والمدعوين وجدول الأعمال، مايزال الهدف من المائدة مجهولاً والغاية من حضورها بعضاً من لوحة تجريدية لفنان فقد ذاكرته!!

إلا أننا نحن الذين لدغنا من جحر الأمريكيين مراراً ومراراً منذ (كامب ديفيد) المصرية، وفصل القوات السورية، ومنذ جورج بوش الأب ومدريد، علينا ألا نغامر بالدخول إلى المائدة الأمريكية، وإن كانت فارغة لأن لحمنا المفروم قد يصبح مادة لوجبة ماكدونالدز شهية.

وإذ تصبح مائدة بوش الخاوية أمراً واقعاً فإننا نرى أن لا بد وأن نتعاطى معها وفق شروط في مقدمتها:

ـ معالجة الوضع الفلسطيني بوضعه الكارثي، وجعل تسوية هذا الوضع أولوية عربية وفلسطينية قبل الانخراط في أي حوار أو مفاوضات مع الآخرين.

ـ وضع القواعد العامة للقاء والمتمثلة على الأقل بقوانين الشرعية الدولة فيما يخص الاحتلال والقدس واللاجئين شرط آخر من شروط العبور إلى مائدة بوش ذات الوجبة المزجاة.

ـ امتناع الدول العربية غير ذات الصلة ـ غير دول الطوق ـ عن الحضور، وبقائها كقوة داعمة لدول الطوق العربي هو موقف قومي أساسي تتساقط أمامه كل الاختلافات البينية.

ـ وإذا كان اللقاء بحثاً عن مخرج بعض الضرورة السياسية فلا نحب أن نرى كل الأيدي العربية مغموسة بماء الضرورة المهين.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

30/09/2007

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ