ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 03/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المرجفون والمرتجفون والنُّهاز

زهير سالم*

قليلاً ما وقف بنا التاريخ عند أبطال الهزائم ورواد الاستسلام، وأحاديث المرجفين، وتثاؤبات المرتجفين، ووثبات النهاز، حتى إذا ما فوجئنا اليوم ببعض هذا أو ذاك، ذهلنا ووهلنا وقلنا ما ظننا أن مثل هذا سيكون.

ذلك أنه للفشل والتردد منطقهما، وللخور مستنداته، ولسوق الانتكاس والارتكاس والهزيمة دعاته وراياته الموشاة بالغرور المطرزة بالزبد.

صفحات تاريخ، وتفوهات خطباء، وسطور سود معانيها قلما حظيت بما تستحق لتكون دروساً وعبراً لتؤكد في وعينا أن الناس هي الناس فيها من يمكث جهده وجهاده في الأرض وفيها من يذهب غثاؤه جفاء.

وفي لحظات التاريخ الصعبة تتمايز الرجال والدعوات والأفكار، بعضها تصبح ورجالها غوراً تتلمسه فلا يكاد يبين، وبعضهم بثقة من بين الرحيين يرفع أصبع الشهادة تأكيداً على الثبات.

حتى في زمن النبوة كان هناك من يقول: إن محمداً يعدنا كنوز كسرى وقيصر، وإن أحدنا لا يستطيع اليوم قضاء حاجته!! وكان فيهم من يقول القرآن فيه (وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا).

بعض الناس تطحنهم رحى الهزيمة، وبعض الناس تطحنهم ريحها، وآخرون يذهب بهم اسمها، وفريق رابع ولد منهزماً فهو كالذي قيل فيه:

ألقى المزادة كي يخفف رحله     والرمح، حتى نعله ألقاها

وآخرون تحيط بهم نار المحنة فلا يحترقون لأن الرجل منهم بعهد أبيه إبراهيم كان ومازال أمة.

الهلع المفلسف الذي نسمعه أناشيد خور من بعض الناس وهم يتولهون في معاطن العدو استسلاماً وتسليماً، وتجرداً من كل ما قد يشي بهم بطعم أو لون أو ريح هو (هلع) في أوله وآخره ولا تزيده الفلسفة التي تسكب عليه إلا نكارة وبشاعة.

(تسونامي) الفتنة الذي يحيط بأمتنا المسلمة، وأمتنا العربية، وبهويتنا وعقيدنتا وثقافتنا لا تثير ريحه حاملات الطائرات، ولا البوارج، ولا حتى القاذفات. وإنما يثيرها علينا المرجفون والمرتجفون من قبل أن يكون بحر أو موج فقد كان ابن الرومي يشفق من الماء كمثل هؤلاء حتى يمر به بالكوز مر المجانب.

وبين المرجفين والمرتجفين دعاة على أبواب الخزي والمهانة، يتفاخرون بالعار ويتبجحون بالخزي، يطرزون الهزيمة بالغثاء، ويرخرفون الهوان بالغرور، ويهيم معهم في وديان التهلكة فسائل أقوام حملناهم واحتملناهم يظنون أن الفرصة قد واتتهم وأن النهزة قد أمكنتهم.

في مثل ثقة أبينا إبراهيم إذ يلقى في النار نضرب وجوه أولئك وهؤلاء: لا غالب إلا الله.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

03/10/2007

 


 

تعليقات القراء

 

أبو حلب

نعم، يا أستاذي ويا قرة عيني، لا غالب إلا الله.

قد يظن البعض وللوهلة الأولى أن تأثير هؤلاء المرجفين ينحصر فقط فيهم، وفي من حولهم، وفي من يتلقفون الآراء والأفكار فيهم، لكن ألا ترون معي أن تأثير هؤلاء كمن ينخر في جسدالأمة الربانية، فألف مصلح لا يصلحون ما يفسده مخرب واحد.

وصدق رسول الله :

من قال هلك الناس فهو أهلكَهُم، وفي رواية: فهو أهلكُهم.

وختاماً: أشكر الأستاذ زهير على هذه اللفتة الجميلة

والسلام عليكم

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ