في
تقرير للأمم المتحدة
معدلات
الجريمة ارتفعت 30%
بين
1980 ـ 2000
زهير
سالم*
ذكر تقرير صادر عن الأمم
المتحدة أن معدلات الجريمة في
العالم ارتفعت بحوالي 30% بين
عامي 1980ـ2000. أي من /2300/ جريمة لكل
مائة ألف إنسان إلى أكثر من 3000
جريمة لكل مائة ألف إنسان.
موضحاً أن استطلاعات الرأي في
كل من الدول النامية والمتقدمة
تشير إلى أن أكثر من نصف سكان
العالم يشعرون بقلق من وقوع
الجرائم. ويؤكد التقرير أن
الشعور بتهديد الجرائم أكثر
خطراً وأبعد أثراً من الشعور
بتهديد العمليات الإرهابية
التي تعرضت له بعض العواصم
الأوربية في السنوات الماضية.
وأشار التقرير إلى وجود نحو /100/
مليون طفل في شوارع المدن
يتورطون في تهريب المخدرات
والبشر ويقعون ضحية الاستغلال
الجنسي للأطفال.
وبعد..
فإن أي تحليل موضوعي لعناصر
العمل الجرمي لا بد أن يقف عند
جملة من العناصر منها؛ الثقافة
والوضع المدني والاقتصادي
وقانون الجزاء العام وتتضام هذه
العوامل معاً لبناء سلام
اجتماعي أو مجتمعات آمنة، أو
تشارك في صنع مجتمعات قلقة
خائفة مضطربة كما تشير إحصاءات
العالم اليوم.
إن ارتفاع نسبة الجريمة 30% خلال
عشرين عاماً يعني إذا استمرت
الوتيرة على ما هي عليه فإن معدل
الجريمة سيرتفع إلى 150% خلال
القرن القادم، إذا حافظت وتيرة
الارتفاع على تسارعها الحالي،
ولم تتأثر هي الأخرى بمعدلات
التسارع العام في وتائر الحياة
المختلفة، وفي ارتفاع معدلات
البطالة، وازدياد حدة الفقر
الناجم عن عوامل كثيرة بيئية
وسياسية واقتصادية.
التقارير ذات الصبغة الجنائية
تؤكد أن معدلات الجريمة لا
تزداد من حيث الكم فقط، وإنما
تزداد من حيث القسوة وشدة وتائر
العنف الذي يصدر عن الفرد وعن
المجموعات الجنائية أو
الإرهابية، وعن مقابض السلطة
الرسمية وأجهزتها الأمنية التي
تسمى في بعض الأحيان تجاوزاً (بالدول).
مثيرات القلق على مستقبل
الإنسانية كثيرة منها الانفجار
السكاني، ومنها الاحتباس
الحراري، ومنها التطور التقني
الذي يترك ملايين البشر بلا
مهمة في هذا الوجود، ومنها
المخزون الهائل لأسلحة الدمار
الشامل التي تكفي لتدمير الكرة
الأرضية مرات ومرات؛ ومنها كما
يشير الخبراء التفجرات
الإجرامية المتنامية بأبعادها
الفردية والجماعية، التهديد
الأخير مايزال بعيداً عن تناول
المفكرين والدارسين. ومازالت
الإنسانية غروراً تتمسك
بمدخلات الصياغة الخاطئة
للأفراد والجماعات. لا أحد
يراجع عملياً المبادئ الثقافية
الأولية التي يقوم عليها
التعليم العالمي، ودورها في
تغذية عالم الجريمة. لا أحد
يتوقف وقفة ذات مغزى عند بؤر
الفقر والحرمان ومعالم حياة
التشرد والتهجير السياسي
والاجتماعي. ماتزال النظرة إلى
المجرمين تنغمس أكثر فأكثر في
عالم مخملي رخو يلقي على عالم
الجريمة رواء يسهلها على
الكثيرين ويجذبهم إليها.
السعي إلى المجتمع الآمن
المطمئن ينبغي أن يكون، هو
الآخر، هماً إنسانياً مشتركاً،
وهذا يتطلب مراجعة موضوعية
شاملة لكل أبعاد الفعل الجرمي
بمدخلاته ومفرداته.
---------------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
04/10/2007
|