لماذا
يرفض الأمريكيون
صداقة
الشعوب ؟!
زهير
سالم*
صيغة أخرى لسؤال تردد كثيراً في
السنوات الماضية. طرحه أمريكيون
وأوربيون /عجائز/، وطرحته شعوب
مستضعفة في شتى أصقاع الأرض.
طرحته جماعات وأحزاب ومؤسسات
وأفراد، رجال ونساء وأطفال،
طرحه معاقون بفعل القذائف
الأمريكية المتطايرة حول
العالم المسلم بشكل خاص، وطرحته
أرامل وأيتام، طرحه سكان المدر
وسكان الوبر وسكان المخيمات..
لماذا يرفض الأمريكيون صداقة
الشعوب؟! وعندما نقول
الأمريكيون فنحن نقصد الشعب
والناس الأفراد والجماعات
والمؤسسات، سكان المدر والوبر
إن كان على صعيد القارة
الأمريكية بيت وبر، ولا نريد أن
نفعل فعل الكثيرين في الاختباء
وراء الهجوم على إدارة أو
حكومة، والتغاضي عن دور الإنسان
المفكر الحر الفاعل المؤثر؟
لا نزعم أن (الأمريكي الطيب) غير
موجود أبداً فالفطرة الإنسانية
في أصلها تميل إلى الخير
والإحسان وحب الناس. ولكننا
نؤكد أن الأمريكي الطيب غائب أو
مغيب أو مشلول حتى لا تكاد تعثر
له على دور أو أثر. لينفرد في
ساحة القرار وساحة الفعل
الامبريالي المدجج بطغيان
القوة وطغيان المال.
لماذا يرفض الأمريكيون صداقة
الشعوب؟!
إن القبول بصداقة الشعوب لا
يكون عبر بيانات أو ادعاءات أو
بإطلاق فقاقيع هوائية لا تسمن
ولا تغني من جوع. إن أول معالم
الانفتاح على الشعوب، والقبول
بصداقتها هو الاعتراف بها.
الاعتراف بها كما هي، لا كما
يريدها الأمريكي مسننات في
ماكينة خدمة أهدافه ومصالحه.
ومن الاعتراف بالشعوب ينبع
الاحترام لعقولها ولإرادتها. كم
هو مسيء لمشروع الديموقراطية،
الذي هو مطلب أممي عام، عندما
تجعل السيدة كوندا وزميلها وزير
الدفاع التلويح بورقتها
المقدسة جواباً على (لا) يتقدم
بها السيد بوتين في مضمار
مفاوضات استراتيجية أو سياسية.
كم هو مهين لمشروع أممي يمثل
حقوق الإنسان الفرد والجماعة
عندما يصبح ورقة يلعبها سياسي
من الذين يقال فيهم ورجل (لا
يدري ولا يدري أنه لا يدري) !! قد
يكون الأمريكي هو الأقوى في هذا
العالم، وقد يكون هو الأغنى، بل
هو بالفعل الأقوى والأغنى،
ولكنه يخطئ حين يظن نفسه الأذكى
أو الأحكم.
الأمريكي الرافض لصداقة
الشعوب، والرافض للاعتراف بهم،
والرافض لاحترام عقولهم
وإرادتهم يحاول أن يلتف عليها
بتوظيف مجموعات هامشية في
مشروعه يحاول من خلالها تركيع
أو إخضاع الجموع.
الالتفات إلى ما حدث للأرمن في
العقد الثاني من القرن المنصرم،
هل سيشغل الرأي العام عما يحدث
في فلسطين والعراق وأفغانستان؟!
مشروع تقسيم العراق، وتقسيم
تركية وتقسيم سورية وتقسيم كل
مقسم في عالمنا المهشم.. ألا
يعني ذلك أن الأمريكي المدجج
بطغيان القوة والمال لا يرغب في
الاعتراف بشعب عراقي وشعب تركي
وشعب سوري ؟!
نعم قد توظف بعض المجموعات
الهامشية نفسها جسراً لعبور
الأمريكي، ولكن إلى أين ؟! في
تجربة العراق وتجربة أفغانستان
بعض الجواب. ولا يرغب عن الكل
إلى الجزء، وعن الأكثر إلى
الأقل، وعن الأقوى إلى الأضعف
إلا إنسان في عقله شيء.
---------------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
17/10/2007
|