ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 18/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هوامش على حوارات

زهير سالم*

أمر ما يجعل الحوار في هذا العصر أكثر أهمية. إن امتلاك الفرد لأدوات البوح والتوصيل، بحيث يستطيع كل إنسان أن يجهر حتى بحديث النفس فيوصله بلحظات إلى العالمين، ويفرضه موضوعاً على من شاء ومن أبى، يفتح الباب أحياناً لكثير من عمليات مخض الماء التي قيل فيها:

وبعض القول ليس له عناج    كمخض الماء ليس له إتاء

وعلى الرغم من أن الحديث عن الأولويات وترتيبها مسلم به نظرياً عند الأكثرين، إلا أنك لن تمنع سائلاً أن يسأل: هل يستطيع ربك أن يحشر هذه الأرض في حبة بندق؟! ولن تمنع مجيباً أن يجيب دفاعاً عن الدين والعقيدة والثوابت!! ويستطير الغبار أوالشرار بين السائل والمجيب، ويعلو بحيث يصبح السكوت عنه نوعاً من المشاركة فيه، ذلك أن الصمت في معرض البيان بيان وإن كان من غير عذراء.

كثير من الخلافات في الفروع منشؤها خلاف أولي في الأصول، فأي فائدة ترجى من التطاحن حول فرع، والإبداء فيه والعود إليه، مرة بعد أخرى، وهو محكوم بقواعد أصله لا يمكن عزله عنه، أو الخروج به عليه؟! يخيل إليك أحياناً وأنت تتابع بعض هذه المعارك العبثية أو الوهمية أنك حقيقة أمام طاحونة هواء يخالها فارسها خيلاً ورجالاً، ويشير نحوها بسيف أو رمح. أو أنك أمام جماهير حاشدة تتدرب أمامها على إظهار القدرة الكلامية في مكانة نمرود عندما أجاب إبراهيم عليه السلام : ( أنا أحيي وأميت..) !! هل كانت مشكلة نمرود في الرؤية والفهم، أو في القدرة على التعبير والبيان، أم في كليهما معاً؟!

الخطابة، وهي فن القول في شتى ميادينه، حرفة لبعض الناس يهدف صاحبها إلى إقناع الآخرين بأمر ما. كمحاولة كُتاب الصحف الرسمية والمعلقين على الأنباء في وطننا سورية إقناعنا أن هذا الذي يصنع خزينا ومهانتنا وفقرنا هو من الحكماء النجباء الرحماء الشجعان !!

ماذا كنا سنسمع لو استرسل سيدنا إبراهيم عليه السلام في الحوار مع (نمرود) في مفهوم الإحياء والإماتة ؟ كنا بلا شك سنسمع من أبي الأنبياء كلاماً مفيداً، ولكنه كلام غير منتج في وقته. أضرب أبو الأنبياء عليه السلام عن الاسترسال في (هكذا) سياق، وقفز بحكمته وبصيرته ولطفه وحسن تأتيه إلى قوله (إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) فوفر وقتاً وجهداً، وأعفانا من سماع الكثير من (المقال في غير مقام) وكسب وهذا هو المهم معركته بشكل حاسم.

هامش آخر في سياق الترف الحواري حول (دم البراغيث) وحكمه في الحل والحرمة. إذ مع إيماني الكامل أن تشميت العاطس سنة، فلا أظن أن من الحكمة أن أجعل أكبر همي أن أدور على المجامع أبحث عن المزكومين فأقف على رؤوسهم لأقول لكل من عطس منهم (يرحمك الله). هذا الفضاء الرحب يتسع لكل ما يلقى فيه من آراء وأفكار وعبارات وألفاظ. كما يتسع أيضاً من غير تثريب ولا تضييق للكثير من الاجتهادات، وإن كان فيها ما يشذ وما يند، ولا تقتضي الحكمة الوقوف عند كل ما أو من شذ وند لتحويل الحبة إلى قبة، والقبة إلى مزار، تضيع عنده أوقات وجهود العافين والقاصدين وأصحاب النذور!! صحيح أن حصاة تلقى في البحر الأبيض المتوسط ترفع منسوب المياه في المحيط الأطلسي على رأي أحمد أمين رحمه الله تعالى، إلا أنني أظن أن البوارج الأمريكية في الخليج العربي، بأثرها لا بحجمها فقط، هي المؤهلة لتصنع لمنطقتنا تسونامي يستحق منا جميعاً إعلان نافر.

لا يقرأ المرء مقالاً أو موضوعاً، ولا يستعيد قراءة مادة حتى لنفسه، إلا ويجد ما يبدئ فيه وما يعيد. ورحم الله الراغب الأصفهاني الذي علل ذلك باستيلاء النقص على بني البشر. في كل كلام بشري تجد كلية أو جزئية قابلة للتحسين أو التصويب أو الانتقاد. فهل من الحكمة أن يشغل الكاتب الجاد نفسه بحمل الرقع لمزق الآخرين، إلا إذا اتسع خرق واقتضى المقام بياناً لا يجوز السكوت عن مثله ؟! هامش كثر التأكيد عليه، ولكننا لا نزال نجد البعض يتوفر بشكل ما على التعلق بحبال الآخرين، استحساناً أو استدراكاً أو إنكاراً. أليس حوار الأفكار هو الأولى والأجدى من حوار الأشخاص ؟! في حوار الفكرة تسترسل أو تشتد أو تلين دون أن تتوقى جانباً شخصياً هو الآخر من بعض النقص المفروض على بني البشر.

هامش ثالث لا بد من الإشارة إليه في الحديث عن حوار المرجعيات. وهو إن إنساناً بعينه لا يستطيع أن يدعي تمثيل مرجعية، أو احتكار التحدث باسمها. في الفضاء العام أو القومي أو الوطني يشار إلى مرجعية (حداثية أو أصولية) (علمانية أو دينية)، (غربية أو إسلامية)، لاحظ إشكالية المقابلة في المزدوجة الأخيرة. لا يستطيع فرد فيما يطرحه من أفكار أن يدعي تمثيل الحداثة أو العلمانية أو الدعوة إلى التغريب أو تمثيل الأصولية أو الموقف الديني أو الإسلامي.

حتى على الصعيد الحركي أو الحزبي تبقى إشكالية التمثيل دائماً قائمة ـ زهير سالم ـ كاتب هذه الهوامش هو الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين. ولكن يجب أن يكون واضحاً دائماً أنه حين يوقع باسمه الشخصي المجرد عن الوصف فهو يعبر عن رؤيته الشخصية. لا يجوز أن تحسب أي فكرة أو موقف في هذا المقال ـ مثلاً ـ أو في غيره على الإخوان المسلمين. للتوقيع مع الوصف آلياته الحزبية. ولدينا إصرار على أنه لا يجوز أن يلغي الوصفُ الشخصَ، وهذا نوع من التمسك بالحرية الذاتية في إطار الالتزام العام.

الإخوان المسلمون أنفسهم لا يدعون احتكار تمثيل الرؤية الإسلامية، كما لا يدعون أحادية الصواب في رؤيتهم الاجتهادية، ما يقدمونه من آراء هو اجتهادهم البشري لرؤية إسلامية في قضية مطروحة للحوار. وفي جميع القضايا الاجتهادية يتردد القول المأثور رأيي صواب يحتمل الخطأ.

 

وهذا السياق يقتضي البيان أن المرجعية الإسلامية ذاتها ليست أحادية العطاء، بل إنها ترفض الأحادية في الرؤية والفهم والفقه. وتميز حسب نصوصها بين حامل الفقه والفقيه والأفقه، (فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه). تفتح المرجعية الإسلامية الآفاق أمام الجميع للارتقاء في الفهم والفقه حسب مناهج وقواعد منضبطة. ودائماً يبقى جوهر المرجعية واضحاً بينا، كالبحر في قبول وثبات. يقبل ما يحمل إليه، دون أن تؤثر حصاة أحمد أمين في منسوب المياه فيه. إن انتماء فرد إلى مرجعية أو إلى تيار أو إلى مجموعة لا يلغي فرديته، ولا تلزم رؤيته أو مواقفه هذه المجموعة. إنها بعض الحرية الفردية يمارسها أصحابها في إطار انتمائهم، وضرب من ضروب حرية التعبير. صاحب الرؤية أو الفهم  لا يريد الافتئات على المجموع، (كما رفض الإمام مالك حمل الناس على كتابه الموطأ بقوة السلطان)، ويرفض في الوقت نفسه التنازل عن ذاتيته وحقه في الفقه أو حريته في التعبير.

الهامش الرابع.. الفكرة والسطوة

إن مقاربتنا للمفاهيم الحضارية والسياسية وهي مفاهيم ذات أبعاد متعددة في أي اجتماع مدني، يجب أن تؤخذ في إطار المرجعيات التي تنتمي إليها. ولكن من الضروري أن نشير إلى متحكم ظرفي أو إضافي لا علاقة له (بذات الموضوع) وإنما علاقته وهي أساسية (بمقترناته). إن حالة القوة أو الضعف التي تحيط بأي مرجعية تشكل مرجحاً فاعلاً في ظاهر الأمر وزائفاً في حقيقته. حتى على الصعيد الفردي تبقى كلمة الغني غير كلمة الفقير، ورؤية القوي غير رؤية الضعيف. تقول العرب (هذا إن حضر لم يعرف، وإن غاب لم يذكر) ويقولون (فلان حري إن قال أن يسمع لقوله) بغض النظر عن مضمون القول أو عن حظه من الخطأ والصواب !!

وهذه حقيقة شديدة الحساسية في إطار الحوارات العامة ويمتد أثرها من دائرة العامة إلى دوائر من الخاصة أو خاصة الخاصة. لا ينقطع عجبك اليوم وأنت تجالس من كان بالأمس ـ ماركسياً جلداً ـ فإذا هو يماريك في التفاصيل الدقيقة للحرية الفردية، ويحدثك عن الإيجابيات الرائعة لقانون السوق، ولمزدوجة الرغبة والإشباع. نوع  من الناس لم يتعود على القيام وحده !! في جوانيّه شيء يستدعي الاعتماد على آخر، سواء كان هذا الآخر أخاً كبيراً في (الكرملين) أو داعماً مباشراً في البيت الأبيض. حالة من النقص تحاصر صاحبها، فلا يرى فكرته جديرة بالاعتبار إلا إذا تغذت على الماكدونالدز أو تمايلت في الجينز!! هذا الاتكاء على السلطة أو السطوة في استلحاق الأفكار أو في تبنيها يفرض الكثير من الخلل على تجاذبات الحوار. فعندما يتكلم البعض بمنطق (الأخ الكبير) تفتح له الأبواب، ويوسع له في المجالس، ويجد جمهوراً من المشجعين والمشجعات، وتترنم بما يقول آلة إعلامية كفيلة بإقناع الكثير من المغررين أو المستَتبعين بأن نمرود (يحيي ويميت..) بينما يحاصر الآخر تحت سطوة الرقيب الدولي والإقليمي والمحلي سيء النية. رقيب مباشر وآخر غير مباشر والناقد متربص ومتغطرس دائماً. هل عليك أن تبالي به ؟! تلك مشكلة أخرى !!

لن أغفل في هذا السياق للإنصاف وأنا أتحدث عن الفكرة والسلطة أو السطوة أن أذكر أن بعض من يتحدث أحياناً باسم الإسلام، فتقصر به معرفته، أو يخونه بيانه، يهرب هو الآخر إلى منطق التكفير والتفسيق ليتكئ عليه، وليرمم قصوره أو ضعفه. ولكن يبقى الفرق بين السطوتين هو الفرق بين المادي والمعنوي في مصنع للحديد والصلب.

في أي حوار بين المرجعيات أو الحضارات أو الكيانات علينا أن ندرك الفرق بين مرجعية مدججة بكل أسلحة القمع وأدوات الترغيب والترهيب والتمويه، وأخرى مدافعة تقوم على دماء أصحابها وتنتصر بإخلاصهم ووفائهم.

يشكل (سلمان رشدي) الذي يحظى بمناصرة الغرب بحكوماته وجماهيره ومؤسساته الدينية والمدنية، وبمناصرة الكثير من الأتباع اللاهثين هنا في الشرق وراء مفهوم زائف للحرية من جهة، و(سيد قطب) شهيد الكلمة الحرة، والأصبع التي شهدت لله بالوحدانية فأبت أن تذل لسواه من جهة أخرى، مثلين صالحين لتجسيد حقيقة الازدواجية في اعتبار مفهوم الحرية مقترناً بالقوة والضعف. ليس المهم في هذين المثلين من أخطأ ومن أصاب، وفيم أخطأ وفيم أصاب، ولكن المهم التطبيق الفعلي للمبدأ النظري.

(سلمان رشدي) المبدع الحر الضحية الذي يستحق حماية العالم أجمع، وسيد قطب مفسر القرآن (الإرهابي المرتد) حسب كتابه (أمريكا التي رأيت) والذي علق على حبل فتل في العالم الحر !! بطل وإرهابي مرتد.. موهت صورتهما معطيات القوة والضعف لا حقائق الأفكار.

كيف يعامل (المرتدون) باعتبار ما عن مرجعية القوي المتغطرس في هذا العصر ؟! يجيب الكثيرون من أعماق زنازين (سجن تدمر) أو (أبو غريب) أو (غوانتانامو) بأن الموت كان أرحم مئات المرات. ولذا تتوارد الأخبار عن محاولات لا تنقطع للانتحار.

(المكارثية) في معاملة المرتدين عن مرجعية الحرية الفردية !! ليست حالة عابرة في التاريخ الحضاري، بل مثلها مثل عمليات التطهير ضد الهنود الحمر، يوم كان ثمن فروة رأس أحدهم أربعين دولاراً !! أو مثل محاكم التفتيش التي كانت تنقب على الضمائر ولا تحاسب فقط على حصائد الألسن، أو الهولكست النازي الذي قتل على الهوية، أو سجن تدمر الصحراوي الذي صمت العالم أجمع على العار الذي كان فيه، أو معتقل باغرام أو أبو غريب أو غوانتانامو أو ما جرى في سبرينيتشا ؛ دون أن ننسى بالتأكيد المرور على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تمثل في كل لحظة مجزرة إنسانية بكل أبعاد المجزرة ومعانيها، والتي كانت ثمرة أخلاقية مباشرة لمرجعية ترفع شعار الحرية وتلتحف مواثيق العدالة وحقوق الإنسان !!

قال: أنا أحيي وأميت !! ومن يحاور النمرود بهذا المنطق السقيم سيضيع الوقت والجهد بلا شك.

هامش خامس وأخير.. في تاريخ القيم والأفكار

في أفق حوار عام للمرجعيات نعتقد أن للتطور التاريخي اعتباراً ما في ميزان الحق والباطل. حتى الحق المطلق ستكون له تجسداته الزمانية والمكانية بلا شك. إذا استثنينا ـ إجلالاً ـ الصياغة المعجزة للقرآن الكريم، فإننا سنقترف جنفاً تاريخياً واضحاً حين نقارن عبارة مثل (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) عمرها ألف وخمس مائة عام بإعلان نلسون لحقوق الإنسان.

علينا أن ننتبه ونحن نتحدث عن المساواة بين البشر أن قاعدة مثل (الناس سواسية كأسنان المشط، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى) عمرها ألف وخمس مائة عام تتقدم كثيراً على مرجعية تنبهت بالأمس إلى حقيقة المساواة، ولم تسقط قوانين التمييز العنصري رسمياً إلا منذ ما يقرب من نصف قرن. نقول رسمياً لأن التمييز العنصري لا يزال قائماً في ضمائر الكثيرين بأشكال وألوان متعددة.

أو حين نقارن قاعدة أكدت حقيقة أنه (لا إكراه في الدين) فقامت عليها مجتمعات متعددة الأديان والمذاهب والأطياف مع مجتمعات صاغت منذ عقود فقط قوانين (أنيقة) لقبول الآخر، ورفض التطهير الديني والعرقي، بعد أن مارسته طويلاً: الأندلس ومسلموها ويهودها، و أمر   أو أمريكا وهنودها الحمر، أو البوسنة والهرسك وسبرينيتشا وأخواتها.

يحفظ التاريخ حتى لا أُذكّر أن (الحلاج) و(السهروردي) قُتلا، وأن كتب الإمام الغزالي أحرقت في المغرب في العصر الوسيط ؛ حالات فردية محدودة قد ينضم إليها أمثالها. ولكن ابن الراوندي كتب وحفظت كتبه، وأبو نواس تهتك وعربد حتى قال وحفظ قوله:

ولا خير في لهو بغير مجانة      ولا في مجون ليس يتبعه كفر

وأبو العلاء المعري جدف يميناً ويساراً حتى قال:

هذا كلام له خبء    معناه ليست لنا عقول

 وابن سينا والفارابي والتوحيدي وإخوان الصفا وابن رشد الحفيد وابن خلدون وابن العربي وابن سبعين وفريد الدين العطار كل هؤلاء شرقوا وغربوا اتفقوا واختلفوا وأصابوا وأخطؤوا، كان الحظر إذا وقع وقع سياسياً ولم يقع دينياً. نقارن هذا اليوم مع قوائم سوداء للكُتاب والكتب، وحصار الأفكار والأقلام تحت مظلة دعاةٍ للحرية بلا حدود !! نذكر أن قائمة الكتب الموسومة بالحظر أو بالحرمان في مكتبة الفاتيكان لم تلغ حتى الستينات من القرن العشرين !!

إن من الشطط في دراسة تاريخ الأفكار أن نتجاوز عن أصولها أو أن نعيب على من اخترع (العجلة) أنه لم يصنع طائرة القرن العشرين.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

18/10/2007

 


 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ