كرد وترك وعرب

نشيد الخلاص

مولانا بديع الزمان سعيد النورسي

-------------------

زهير سالم*

نضع أيدينا على قلوبنا، ونحن نستقبل أنباء حالتنا التركية ـ الكردية ـ العراقية. الترك تركنا، والكرد كردنا، والعراق عراقنا. واللحم لحمنا والدم دمنا. قال العربي الأول، وقد قتل ابن أخيه ابناً له: إحدى يدي أصابتني ولم ترد. نتمنى أن تضيء جبال قنديل نوراً للمحبة والإخاء لا أن تشتعل ناراً للعدواة والبغضاء.

وهؤلاء المتحصنون في جبال قنديل، على ما كان منهم، بعض أهلنا وأولئك الذي ذبحوا ومازالوا يذبحون في المدن التركية وقراها بعضنا. ونحن وهؤلاء وأولئك وجود حي واحد، حقيقة لا ينبغي أن تغيتّ أو تزور أو تنكر. والذين عملوا أو يعملون على تمزيق هذا الوجود، وتغييب هذه الحقيقة أو تزويرها أو نكرانها ليسوا كرداً ولا تركاً ولا عرباً، إنهم (خلق آخر) من جيل لا ينتمي.. ولا يجوز لنا بحال أن نسمح له أن يقودنا مرة أخرى إلى عمق المأساة التي لم نخرج من وهدتها بعد. لا يجوز لنا أن نسمح له أن يفرض منطقه الأعوج، ومعادلته البتراء علينا. وكل الذين يدفعون باتجاه تمزيق الوجود الحي المتلاحم، بغياً أو نكراناً لبغي، ويشيعون روح العداوة والبغضاء، ويشعلون نار الفتنة، ويزيدون من أوارها، هم من أولئك الذين لا ينتمون.

أما علاجهم فبالحكمة والصبر والرفق وبعد النظر والاحتواء. علاجهم بالقوة المعنوية المستعلية التي تستعصم مع القدرة لتدرأ الشبهة، وليسطع نور الحقيقة. قال: (أرأيت لو تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه!!) كان الصبر على الذين لا ينتمون سنة ماضية، ولم تكن هذه الفئة من الناس وقفاً على جيل دون جيل.

الترك اليوم مكلومون، والكرد منذ زمن ليس باليسير مظلومون، وشيطان الفتنة يضرمها، ولا مخرج منها إلا بالحكمة والصبر وحسن الاتقاء.

ندين ما جرى.. نعم ولكن ما فائدة الإدانة، نهدد بقسوة، القسوة لن تزيد الجراح إلا عمقاً. نسير ببطء نحو العدل والتسامح والأخوة، ذاك هو النداء. العيش المشترك أمر واقع، ولا مفر من اللقاء إلا بحسن اللقاء. ذاك بعض نشيد الخلاص نقتبسه عن شيخ الكرد والترك والعرب أيضاً، الشيخ سعيد النورسي:

نهرب.. ؟! إلى أين، وكيف يا صحاب ؟ ولا مهرب أمامنا، وهذا لهيب الحرقة يفتك بأحشائنا..

نلجأ.. ؟! إلى من، وكيف يا صحاب ؟ ولا ملجأ لنا وأوار الشوق يلتهم أكبادنا..

أين نمضي.. ؟! كيف السبيل ؟! متى الخلاص ؟! وفي جوانحنا أفئدة حرى، وأرواح عطشى، وضمائر حائرة، ونفوس غرثى..

شعث غبر نحن..

نحن إخوان سفر، على طريق طويل، والذئاب تتربص، نحن رفاق جوالون، نبحث عن ينبوع يطفئ اللهيب، عن جدول يروي العطش، نبحث عن ماء لأرواحنا، وعن قوت لضمائرنا، وعن خبز لأرواحنا..

نجول، نسافر، ندور، عيس في بيداء، بيداء عصر مجنون، يلهب بسياطه وأفكاره وفتنته ظهورنا..

عيـس فـي بيـداء والماء فوق ظهورها محمول

إلى متى يا صحاب نسعى إلى الضياع، نهيم بالتيه، نلقي بأرواحنا في سرابات الزمن الجديد..

*   *   *

كرد وترك وعرب مهما نسيتم أو تناسيتم

(ولا تنسوا الفضل بينكم)

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

25/10/2007

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ