إصلاح الأمم المتحدة

زهير سالم*

مرّ زمن غير قليل والرأي العام العالمي ينظر بريبة متناهية إلى ما آل إليه أمر المنظمة الدولية، التي أصبحت أداة في أيدي النافذين ، السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين ، يفرضون برامجهم على الأمم والشعوب من خلال المنظمة الدولية دون أن يكون للكثير من الشعوب حق إبداء الرأي أو الحوار في وقت تحكم فيه الحكومات بطوق الضرورات المادية فتطضر للمسايرة والنزول على أحكام القابضين على عنق المنظمة وقراراتها.

   ثمة قضايا إنسانية وثقافية واجتماعية تمر تحت عنوان المنظمة، وتدخل ضمن برامجها، وينفق عليها من ميزانيتها وتمرر حسب قانون القوى الناعمة، وهي أكثر خطراً من الكثير القرارات السياسية التي يحتاجها الرأي العام وتثور من أجلها الجماهير الشعبية هناك وهناك..

   مقتضيات إصلاح مواثيق الأمم المتحدة وقانون تأسيسها، وآلية العمل فيها وحجم التمثيل وطبيعته، وطرائق اتخاذ القرارات والبنود واللوائح التي يتخذ ضمنها ذلك كله أصبحت مادة لبحث أكاديمي وسياسي يمكن للمتخصصين أن يدلوا بدلوهم فيه.

   علينا أن نستذكر فقط، كيف صوت الأوربييون (بلا) كبيرة لدستور مقترح باسم الاتحاد الأوربي ، شاركت دولهم في صياغته حسب ثقلها السياسي والفكري.

ترى لو طرح العديد من لوائح ومواثيق الأمم المتحدة على التصويت الشعبي الأممي العام ماذا ستكون النتيجة  ولا سيما تلك المقررات العلوية المتعلقة بقوت الناس أو بأنماط تفكيرهم وسلوكهم وطبيعة علاقاتهم المجتمعية في بلدانهم ؟!.

  هذه المنظمات الظاهرة التي تعمل في عماء أو خفاء لمصلحة فكرة (رأسمالية) امبريالية تحاول أن تستحوذ على الوجود الإنساني وتعيد تشكيله حسب مصالحها ومدى قدرة المجتمعات الإنسانية على استيعاب أهدافها والوقوف في وجه مخططاتها؟!

بعيداً عن هذا وذاك ..

على أجندة إصلاح الأمم المتحدة هذا اليوم، مطالب وأوراق عمل لدول وأمم وشعوب وحكومات.

  أي ورقة يمكن أن تتقدم بها الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي لتكريس دورها الإيجابي في خدمة هذه الأمة يمكنها من الدفاع عن كينونتها الأكثر استهدافاً، أو يسمح لها بمشاركة أفضل في صنع غد إنساني أفضل وأرحب.

سؤال يستحق التفكير، ويستحق الجواب؟ ولكن ...

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

28/10/2007

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ