ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
واقعيون..
نعم براغماتيون..لا في طريقة بارعة لتوجيه الذم بما
يشبه المدح. أو لمزج التشهير
بالتقدير دأب بعض حملة الأقلام
على وصف الخطاب الإسلامي
المتجدد بأنه خطاب (براغماتي)
عملي، يتفاعل مع الواقع ويسعى
إلى النتائج. ويترك لثقافة
القارئ أن ترصد بالتالي المعاني
السلبية لمفهوم (البراغماتية)
الذي يقوم أصلاً على إسقاط
المبادئ والتخلي عن الثوابت،
ونفي الحقائق، غير ما تحتاج
إليه ، في حركة ذرائعية يتوسل
صاحبها إلى ما يتيسر له من
المكاسب والأهداف. (البراغماتي) أو (الذرائعي) أو (الوصولي)
أو (الانتهازي) أوصاف متقاربة
مقابلة لوصف رجل المبادئ أو
الثوابت أو رجل العقيدة (الإيديولوجي)
الكلمة التي أصبحت سبة في عالم
الليبراليين الجدد، يقذفون بها
كل من أشار إلى حقيقة أو ذكر
بمبدأ أو عقيدة. وفي إطار هذا المفهوم العام
للفلسفة أو للموقف (البراغماتي)
نبادر إلى كتابة مثل هذا المقال
ـ غير البراغماتي ـ رافضين
الاستفادة من مظلة رمادية يظنها
أصحابها بيضاء من غير سوء. إذ لا
يمكن للمسلم أن يكون براغماتياً
إلا إذا تخلى عن إسلامه الذي هو
في حقيقته جملة من العقائد
والثوابت التي لا يكون المسلم
مسلماً إلا إذا دان بها أو لها.
إن الدينونة أي الخضوع للعقيدة
والشريعة هي جوهر الانتماء
الإسلامي وحقيقته. (البراغماتية)
بمفهومها الذرائعي الوصولي
تعني أن يبدأ المسلم بهدم
القاعدة التي يقف عليها. من
الضروري في هذا السياق أن نميز
بين الواقعية والبراغماتية وأن
نعتبر أن من حقنا أن نقدم
عقائدنا ومواقفنا وسياساتنا في
إطار واقعي نتحرك فيه، ونسعى
إلى الارتقاء به. من حقنا أن
نصوغ خطابنا بلغة عصرنا
ومصطلحاته وأساليبه، وأن نجيب
سائلاً بلغته: قال: (هل من امبر
امصيام في امسفر..) فأجابه (ليس
من امبر امصيام في امسفر..). نفعل كل ذلك، وهذا ما نعتبره
مئنة الفقه ومظنة الحكمة فيما
نفعل، ملتزمين بعقائدنا
ومبادئنا وثوابتنا. نتعاطى مع
الواقع دون النزول على حكمه.
لأننا نفهم الواقعية استفادة من
أدوات الواقع ومعطياته وسعياً
لتغييره إيجابياً، ولا نفهمها
أبداً خضوعاً أو استسلاماً أشل
لما يفرزه واقع مريض أو يفرضه
قوي متغطرس. يفتح منهجنا الإسلامي ، الذي
دأبنا منذ أكثر من قرن على وصفه
بأنه منهج حركي (دينامي) ، لنا
الخيارات لنظل دائماً في حركة
لولبية صاعدة، فلا أبواب توصد
في وجوهنا، ولا قوة تحرفنا عن
مسارنا. حركتنا اللولبية الصاعدة
والدائبة والملتزمة هي بعض
معطيات شريعتنا، وقدرتنا على
اقتناص معطياتها هي مئنة فقهنا
وإدراكنا لمقاصد دعوتنا
وشريعتنا. وهذه وتلك هي معجزة
هذا الدين الذي نؤكد دائماً أن
قواعده الثابتة ومعطياته
الأولية قادرة على تغطية ما سكن
في الليل والنهار. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
20/11/2007
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |