ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المعارضة
السورية واستعلاء المستضعفين المحنة التي يعيشها
شعبنا السوري في أبعادها
السياسية والمدنية والاقتصادية
والإنسانية تطال من حقوقه
الآدمية الأولية الحقوق التي
توفرت للانسان الأول قبل أن
يكون نظام أو حضارة . يجدل سداة
هذه المحنة بلحمتها داخل وخارج
متواطئان. فقد كان شعبنا خلال
نصف قرن مضى ضحية لصفقة لئيمة
أخرجته من (الحياة) السياسية
والمدنية بكل مستوياتها ؛ خدمة
لمشروع مفروض على المنطقة لا
تخفى على اصحاب البصيرة أبعاده . وحين تفتح ملفات
هذه المحنة في أي محفل من
المحافل يزيدك من يستمع إليك
علما، وهو يبتسم، فإذا هو يعلم
أكثر مما تعلم ، ويمتلك من
التفاصيل أكثر مما تمتلك ،
ويعلم عن بؤر الظلم وأقانيم
الفساد وسياساته ووقائعه أكثر
من حكايات عامة بل أرقاماً
ووقائع موثقة ، يدرك بيقين أكبر
من قتل الحريري وبقية السلسلة
الذهبية من رجال لبنان ، ويعلم
عن تدمر وحماة والقانون 49/1980 وعن
سجل المفقودين وعن اعداد
المغيبين وعن المليارات من دم
الشعب السوري وعرقه التي تتحول (أوتوماتيكياًُ)
إلى بنوك لم نسمع نحن بأسمائها .
ومع ذلك يمط شفتيه ، وهو يقلب
أوراق علاقاته السياسية مع (هكذا)
نظام !! وعندما تلح عليه
بالحديث عن حقوق شعب مقهور
ومستلب ومنسي ، وعندما تمر على
الروابط التي تستنهض المخاطب
إلى النصرة ، فتذكر العروبة
والإسلام ، تحذر من سرطان جديد
بدا يتفشى في المدن و القرى
السورية استكمالاًَ لحلقة ،
وإحكاماً لأمر يكون له ما بعده ،
يلتفت إليك ببراعة دبلوماسية
ليطرح عليك سيلاً من الأسئلة ،
كثيراً ما تعودت أن تطرح عليك ،
تبدأ من الحديث عن فلسطين
والقدس والجولان مرورا برأيك في
عقوبة الاعدام ومكانة المثليين
وتنتهي بلون ثياب المرأة أو
بقطعة القماش التي يمكن أن
تضعها على رأسها. وحين تتحدث عن شعبك
، الشعب المستضعف المقهور
والمنسي ، لا يعدم صاحبك
أسلوباً لبقاً ليخبرك ، بل إنه
موضوع تحت المجهر ، وأن كل كلمة
تخط بحق سورية موظفة بسوء نية
مبسق في سياق .. الشعب السوري في
بيت الوبر والمدر تحت المجهر
هناك من يلحظ دائماَ أن مسجداً
أو مصلى قد بني في أعماق بادية
الشام ، أو في الجزيرة العليا من
ديار بكر حيث يمكن أن يصلي (معاً)
(معاً) كرد وعرب !! وهناك دائماً من
يلحظ أن هناك حوانيت تغلق ساعة
الجمعة ، وأن هناك مؤذنين
يؤذنون لصلاة الفجر ويرفعون
الصوت بالصلاة والسلام على محمد
وعلى آله وصحبه (أجمعين) ،
ليكرس من ثم قرارا بالحرمان
المزدوج من ابسط الحقوق الآدمية
. والحقوق الآدمية هي صورة أدنى
وابسط من الحقوق الانسانية التي
أقرتها الشرائع والمواثيق التي
يترنم بها المترنمون. حق الحياة ، الحياة
البيولوجية المحضة ، الحق في
قبر ، والحق في الإخبار عن
الوفاة، وحق الاحفاد من الجيل
الثالث في البراءة من جرائر
أجدادهم الحق ، في وثيقة تثبت
الانتماء الوطني والهوية ، يحرم
منه مئات الألوف من المواطنيين
الكرد ومن غير الكرد أيضاً ،
ليكون عدل في الظلم عن مثل هذه
الحقوق تناضل المعارضة السورية
وتدافع وكل الشرف للنخب العربية
من رجال سياسة وقادة رأي وأحزاب
دينية ومدنية على السواء ..! حين تسمع أن
المنظمة الدولية تناقش إلغاء
عقوبة الإعدام عن القتلة وقطاع
الطرق والمغتصبين تعجب أن أكلة (الكيك)
هؤلاء لم يسمعوا أو هكذا يريدون
أن يظهروا بالقانون 49/1980 الذي ما
يزال ينفذ حتى الساعة على أبناء
و أحفاد... وعندما تتوقف عند
مفردات الصراع بين صناع المحنة
هذه ، بين الشركاء المتشاكسين
في الداخل و الخارج تجد ان لا
ضحاياالدمار في تدمر وفي حماة
كما لا عارف دليلة ولا ميشيل
كيلو ولا كمال اللبواني
ولارجالات إعلان دمشق الذين
اعتقلوا أخيرا قد مروا على
أجندتهم أو قد خطروا لهم على بال
. مشروع الشعب السوري ،
دعوة للحياة والانجاز ،ولتجفيف
مستنقعات الفساد ودك أساطين
الاستبداد ، وهو مشروع
وطني سوري له ذاتيته وله
استقلاليته ، وهو مصنف مسبقا
نقيضاً لمشروع الشركاء
المتشاكسين .وفي غمرة الصراع
بين الشركاء هؤلاء ،
ربما
يحتاج بعضهم إلى مقبض عصا .. (أتوكأ
عليها ، وأهش بها على غنمي، ولي
فيها مآرب آخرى) فينعقد في دمشق
اللقاء الوطني لقوى إعلان دمشق
، ليكون انعقاده رسالة ، أو
يستقبل في غير دمشق فريق هنا
وآخر هناك ليكون جواب . ثم
تتطاير الأوراق والتصريحات
رماداً يجعل الرؤية أكثر صعوبة
على الكثيرين ، ويعطي ذرائع
للكثيرين . ومهما يكن من أمر
فليس لشعب سورية ، مهما استضعف
أن يشعر بالضعف . وليس للعمارضة
التي تمثله أن تنفك عن مشروعها
أو أن تكون رهن إشارة أي كان .
يطول الزمن أو يقصر، وتنكسر
النصال على النصال ، وتعظم
التضحيات ، المهم أن تبقى
المعارضة السورية وفية لسورية
الوطن ، وللأمة التي ينتمي هذا
الوطن إليها .والمهم أن تنتقل
الراية ناصعة لأجيال الغد
لتننعم بالحرية والعدل و
المساواة أو لتكمل الطريق إلى
الحرية والعدل والمساواة . وعلى أساس الالتزام
بالمشروع ، والانخراط فيه ،
والوفاء بالالتزمات القومية
والاسلامية والانسانية
والحضارية تتحدد المواقف وتبنى
السياسات . لكل أحرار سورية ،
وحملة مشروعها ، للرجال والنساء
القابعين والقابعات وراء
القضبان من قيادات إعلان دمشق
ومن سبقهم ومن يمكن أن يلحق بهم
، ولكل المرابطين في الميدان
على ثغراتهم... (ولا تهنوا ولا
تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم
مؤمنين) وأول الهزيمة أن
يفارقنا شعور الاستعلاء، وأن
تتمكن منا عقدة الاضطهاد و
الاستضعاف ، فيكون فينا من يعلن
أنه ألا مخرج لنا ولا مولج إلا
بحبل من الناس !! --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
27/12/2007
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |