ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
خير
ما يرزقه المرء عقل
يرشده أو دين يعصمه أو صمت يستره
أو صاعقة تحرقه نظن
أن نظام الفساد والإ فساد لن
يهدأ له بال و هو يرى مسيرة
العمل الوطني في سورية تتقدم
صعدا. و أنه سيواصل جهوده
الحثيثة للوقيعة بين أطراف
المعارضة السورية ، تمزيقا
لصفها ، والتفافا على توافقيتها
, و تشتيتا لجهودها . ومن الطبيعي
ألا يعدم هذا النظام أدوات من
يمين و شمال تستجيب
لرغباته ، وتوظف نفسها
في خدمة برامجه
لإثارة ألوان الشقاق بين
أطراف المعارضة.
العجيب الغريب أن نجد بعض من
يعدون أنفسهم قادة للمعارضة , و
منظرين أو مسؤولين فيها يحطبون
في حبال هؤلاء المسخرين و
يسيرون في ركابهم , و يبتلعون
بسذاجة الطعم الذي أعد في مكاتب
الأجهزة الأمنية في الداخل و
توابعها في الخارج. من
جهتنا نفهم (الحرية) مسؤولية , و
أدبا و ذوقا و ارتقاء و سموا ، و
من جهتنا أيضا نرفض حرية (السب)و
(الشتم)و تحقير عقائد الناس , و
العدوان على قيمهم و مقدساتهم و
لو كانوا أقلية محدودة
، أو أعدادا معدودة
؛ فكيف حين يتعلق الأمر
بعقيدة الأمة , و دينها
,الذي يمثل وجود
الشعب السوري ، ويوجه
حياته ؟! و كيف حين يتعلق
الأمر بالجرأة على الله
، جل جلاله
، الإله
الواحد لجميع المؤمنين من أتباع
الأديان و المذاهب من مسلمين و
مسيحيين وسنة و شيعة و دروز و
علويين ؟! إن
الإسهام في
فتح معارك الملل والنحل و
العقائد بين
أطراف المجتمع السوري , أديانه
ومذاهبه و التشجيع عليها , و
إتاحة الفرص لأصحاب النفوس
المريضة ، أو النوايا السيئة
لإضرام نار الفتنة وإثارة
نوازع الفرقة و التنابذ
لا يخدم التوافقية الوطنية
و مسيرة العمل الوطني في أي
مرحلة من المراحل، بل هو خادم
مباشر لمشروع النظام المستبد
ومخططاته. يمثل
الإيمان بمقوماته و آفاقه الإطار
السابغ للكل الجمعي للشعب
السوري , ما عدا
من شذ وند ، و يمثل الإسلام
الركن الشديد الذي تأوي إليه
الأكثرية الكاثرة من أبناء
المجتمع المسلم .كما يشكل
الأرضية الأصلب التي يرتكز
عليها مشروع المعارضة ليس في
بعده العقائدي الديني فقط ، بل
في بعده السياسي أيضا ، الإيمان
والإسلام اللذان يمنحان
صاحب أي مشروع وطني أوراق
القبول الأولية
في الوسط الذي يتحرك فيه
، .و يجعل بالمقابل كل من
قد يحاول مقاربة حمى هذا
الدين بسوء( كالتي نقضت غزلها من
بعد قوة أنكاثا ) . حين
ترفع الرايات , و تشرع الشعارات
فان على قادة المعارضة أن
يحسبوا ويحسموا خياراتهم
عقائديا و سياسيا
؛ فإنه إذا لم يكن الدين
عاصما , فان تقذير المصلحة ، و لو
بمنهج براغماتي
هي شأن العقلاء . وقديما
قالوا : إن خير ما يرزقه المرء
عقل يرشده أو دين يعصمه أوصمت
يستره أو صاعقة تحرقه
--------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
05/01/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |