ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 20/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


كربلاء فلسطينية

درس من الحسين

زهير سالم*

كان الحسين رضي الله عنه في كربلاء معلماً، وظل على مدار التاريخ معلماً.. ومازال دم الحسين، سيد شباب أهل الجنة، وريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتطاير رشاشاً طاهراً فيضمخ مسيرة تاريخ الأمة بعبق الشهادة: اللون لون الدم والريح ريح المسك.

ولم تختلف أمة الإسلام يوماً في أمر الحسين رضي الله عنه، ولم تتخلف عن الانتصار لعدالة قضيته، ولم تتردد في الشهادة على مظلوميته، أو أحقية دعوته، أو في الإنكار على من حول أمر المسلمين من خلافة راشدة على هدي النبوة الأولى إلى ملك هرقلي عضوض (كلما هلك هرقل قام هرقل..) كما وصف حبر الأمة وترجمان قرآنها وابن عم الحسين، عبد الله بن عباس رضي الله عنهم جميعاً.

لم تختلف أمة الإسلام يوماً على النقمة على من استدرج الحسين من مأمنه عهداً ومواثيق ثم نكس، ولا على من تلطخ بعار أذى الحسين؛ من اقترف، ومن أمر، ومن رضي.

وما كان لدم الحسين رضي الله عنه، ولا لدماء الشهداء الأبرار، من قبلُ ومن بعدُ، أن يكون منار نزاع، أو مهيجاً لدواعي الشقاق بين أبناء الأمة الواحدة، الأمة التي كانت خير أمة، بأمر بمعروف ونهي عن منكر، وإيمان بالله. ففي حضرة الشهادة العظمى والدم المراق دفاعاً عن الحق، وثباتاً على المبدأ تعنو الوجوه، وتخفت الأصوات، وتُقنع الرؤوس، فهذا مقام قدس يُخمد سنا نوره نار كل لجاج.

كانت كربلاء وستبقى درساً ومحطة من محطات الطريق الطويل. كانت وستبقى درساً أستاذه الأول أبا عبد الله الحسين، ودرس الحسين في كربلاء المكان، وفي عاشوراء الزمان؛ ليس مأتماً للطم الصدور أو شق الجيوب، أو نواح من لا يسمع إلا دعاء ونداء!! درس الحسين في كربلاء يرسم للعابرين على سطور الزمان معالم طريق الحق، ويعرفهم معارج النفوس العظيمة، تُمسّك بالكتاب وتنتصر من ظلم، وتضحي بالنفس الأنفس، ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومهجة قلب فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

مأتم كربلاء، كما خطه الحسين، صبر وثبات ومضاء ونقاء وسمو وارتقاء، مأتم للعبرة والعظة ولاقتناص الأسوة والقدوة، والالتزام بالنهج، نهج شريعة محمد جد الحسين، التزمها وسار عليها الراشدون، صحب محمد والآل.

ستبقى كربلاء في تاريخ الأمة محطة ليس للنحيب أو العويل، ولا للحزن والأسى، وإنما محطة للافتخار بإقدام الحسين، وصبر الحسين وثبات الحسين، محطة لعلو الهمة، وشحذ العزيمة، والثبات على المبدأ، والقطع مع الظالمين. وستبقى كربلاء معلماً في الزمان، تنتقل عبر تاريخ الأمة الطويل، من أرض إلى أرض ومن دار إلى دار، فحيث كان الصبر وكان الثبات وكانت الشهادة وكان الفداء، كانت كربلاء، وكان أبو عبد الله الحسين المعلمَ والقدوة والنبراس. وفي غزة هاشم اليوم، في ذكرى عاشوراء، يحمى وطيس الجهاد، وتقوم سوق الشهادة، ويسطر أطفال فلسطين وأمهات فلسطين بدمائهم الطاهرة الزكية ملحمة كربلائية جديدة فيها من روح الحسين كل معاني الارتقاء والنقاء.

أطفال غزة ونساء غزة ورجال غزة، ومساكن غزة وشوارع غزة، وعبق الحضارة والتاريخ في غزة؛ يسطو عليهم اليوم بوم الظلام، وغربان البؤس، ليسطر التاريخ من جديد، كما سطر يوم قتل الحسين، نقمته على من أمر ونفذ ورضي. في ذكرى عاشوراء اليوم، في غزة كرباء جديدة، كربلاء مطرزة حواشيها بالدماء الأقدس، كما كانت أولاً، دماء الطفولة والأمومة وأريج الإنسانية في الإنسان.

وصمت العالم عما يجري في غزة، وعلى الدم المراق فيها، أليس له إلا تفسير واحد!! تفسير عنصري مقيت بغيض، يكرس بين بني البشر: إنساناً دون إنسان، ودماً دون دم. واقع مقيت يغرب فيه نداء التقوى، ويشيع فحيح السلالة الذي ما ثار الحسين رضي الله عنه إلا احتجاجاً عليه. في ذكرى عاشوراء تعنو الوجوه إجلالاً لشمس الشهادة في عليائها المتعاقبة من حمزة إلى الحسين إلى أطفال فلسطين والعراق وأفغانستان.

هذا هو الدرس الذي علمنا إياه الحسين رضي الله عنه، سيد شباب أهل الجنة، وهو درس يستحق أن يضحي من أجله الحسين وكل من سار على دربه.

كربلاء، عاشوراء، ليست مأتماً، ولا موسماً للطم والندب والنواح، إنها عرس للشهادة، ودرس في معالم طريق الجنة، أما اللطم والندب فليس من شرعة جد الحسين، وإنما هو شأنٌ لقوم آخرين.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

20/01/2008

 

 


تعليقات القراء

 

نادية جمال الدين  - الحلبوني

في كل يوم كربلاء هنا وهناك وفي كل يوم يقف من يجسد لنا موقف الحسين رضوان الله عليه امام الطغاة والظالمين وهناك من يخذل الحسين في كل يوم وهناك من يتخلى عن الحسين في اشد الاوقات العصيبة وهناك من يدعي انه حفيد الحسين وعلى منهجه سائر وهو ليس كذلك عندما يشيد بالطغاة القتلة لمصالح طائفية او سياسية انتهازية ويعقد تحالفات مع من ذبحوا الحسين الف مرة وشردوا احفاد ال البيت الف مرة ووضعوا الخطوط الحمراء امامهم واصدروا قوانين باعدامهم بأثر رجعي فلا يحق لهؤلاء وامثالهم ان يتحدثوا عن الحسين وال البيت  لان الحسين صاحب مبدأ لا يرضى الظلم حتى لخصومه فكيف يرضى الظلم لأهل بيته ولانصاره الحقيقيين الذين ساروا ولا يزالون على درب جده المصطفى ووالده كرم الله وجهه  هؤلاء هم ايضا يصنعون كربلاء يومية عندما ينحازون الى الباطل والطغاة والظلمة مع اني اختلف معكم بتسمية ما يجري في غزة بأنها كربلاء فلسطينية لان كربلاء كانت بين فريقين احدهما يطالب بالحق والاخر باغي بينما مايجري في غزة هو بين صاحب حق وارض وجهاد وبين عدو مجرم كافر ظالم لعنه الله في محكم تنزيله الى يوم الدين بل ان الامة كلها بمختلف شرائحها وتياراتها واديانها في خندق والعدو المجرم في خندق لا يمكن الالتقاء حتى لو انتصر الحق في نهاية المطاف وطرد المحتل من الارض لا يمكن في يوم من الايام ان يكون هناك نقاط التقاء - كربلاء اختلط فيها الحق مع الظلم واختلط الامر على كثير من الناس وغابت الحقائق ولا ندري من القاتل وكيف قتل المقتول ونسجت حول الاحداث قصص من الخيال وكان الفريقان من المؤمنين- ان مايجري في غزة يذكرنا بحصار المؤمنين في مكة يذكرنا في احداث ماقبل الخندق  يذكرنا باصحاب الاخدود  يذكرنا في عصرنا الحديث بحصار مدينة حماة شهرا واستباحتها وقتل الشيوخ والاطفال والنساء وتقطيع الاعضاء والرؤس واغتصاب الحرائر مع ان العدو لصهيوني لم يغتصب النساء واغتصب الارض - واخيرا سلام عليكم يا اهل غزة سلام عليكم ياأصحاب اخدود القرن الحادى والعشرين سلام عليكم والله معكم وكفى به ولاتنتظروا من احد شيئا سوى الله فكلهم خاذلكم وكلهم خائف وجبان ولو كان فيهم خيرا لانتفضوا على حكامهم الظلمة وانجدوكم لا تنتظروا شيئا واستعينوا بالله الواحد الاحد هو ناصركم نعم المولى ونعم النصير 

------------------------

جمال ح

أحييك دكتور زهير على هذه الرؤية المستلهمة لذكرى الحسين عليه وعلى جده الصلاة والسلام

ولكني أود أن أشير إلى ضرورة تعميق درس الذكرى بما يستجيب للظرف الحالي حيث اختلط سفك الدم بمنهج الإسلام الذي جعلتم آيته ""وقولوا للناس حسنا" شعارا لمركزكم، يهيب بنا أن نصنع الحياة لا أن نصنع الموت وميادين البذل اليوم تتطلب منا بذل مهج الفكر والعقل والبحث والتخطيط والتريث أكثر من بذل الدم أقول هذا لا لأقلل من شأن الشهادة ولكن لأقول أن الأنفس أمانات والأعمار مقادير الله وليس لأي كان أن يفتح معركة يزج فيها بمصائر الناس وفق هواه، ولهذا يجب أن نذكر دائما قوله تعالى كلما عن لنا أن نندفع وراء ثورة الغضب "فولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا .."  للدلالة على أن الأمر يحتاج بالفعل إلى الحرص على الجهد ليبذل في مظانه ووقت الحاجة إليه ثم هل درس الحسين للجميع؟ هل مكتوب على المسليمن ان يواجهوا الظلم بالصدر العاري؟ هذا نبل وبراءة سامية ولكن الأنبل منها الإعداد المكافئ والتبشير المظني فلعله بذلك لا تكون معركة أصلا. هل درس الحسين في إقامة الشهادة هو للعلماء أم للزعماء أم للدهماء ؟ هنا ينبغي لنا تفتيت معاني الدرس حتى يأخذ كل فريق منه ما يلزمه ولا نتركه شعارا يستهوي .

تحيتي وتقديري لكم"

------------------------

منور

جزيت خيرا

هو ما قل ودل ،وما أحوجنا اليوم لوحدة الصف و الرؤيا معا


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ