ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
وما
الحرب إلا ما علمتم وذقتم لبنان
يسير نحو الكارثة، ويقاد صبراً
واهناً إلى حيث يراد له أن يكون
ورقة في يد لاعب محترف أو رماداً.
والطريق المسدود الذي وصلت إليه
كل المبادرات والمناورات
ومحاولات الالتفاف وسياسات
العصي والجزرات كل ذلك لم يفلح
في حلحلة مشكلة لبنان. الرئيس
بوش نفد صبره كما أعلن،
وساركوزي وصل ربما إلى قناعة
كانت متأكدة لدى سلفه شيراك.
العربية السعودية يدفعها
التحسب والقلق إلى نصح رعاياها:
احذروا لبنان. والرئيس المصري
يئس من قدرته على تمرير تجربة
ناجحة لعملية توريث يمكن أن
تستنسخ على أرض مصر ، الملك
عبدالله بن الحسين أفلح في
اصطحاب بشار إلى أنابوليس
أرادها بداية ولكنها كانت بداية
ونهاية ، حتى المعتقلون
الأردنيون لم يجدوا سبيلاً إلى
الحرية. العيارات
أو العبارات الطائشة (تدوش)
الأجواء اللبنانية. حسن نصرالله
يعلن الحرب المفتوحة على قتلة (عماد
مغنية)، لا يكلف نفسه أن يتساءل
كيف قتل عماد في قلب دمشق. وليد
جنبلاط يجد نفسه أحياناً
منساقاً مع السجالات النارية،
ميشيل عون الذي لم يفلح بحكم (حكمته
السياسية!!) أن يحتل موقع (ميشيل
سليمان)، تعمر رأسه فكرة (أنا أو
الطوفان). السيد الحريري أضاع
مقبض العصا فلا يدري من أن يمسك
بها، ورئيس الحكومة السنيورة
جنتلمان مهذب في غابة من
الدبابير. أما بري فهو كما قيل
في مثله من قبل: خليفة
في قفص بين
وصيف وبغا.. وصيف
إيران، وبغا دمشق ، أو إن شئت
قلت وصيف إيران وبغا حزب الله..
والمشكلة التي يسعى عمرو موسى
إلى حلها تزداد تعقيداً، ونذر
الشؤم تتطاير في سماء لبنان.
والاحتقان اللبناني ـ اللبناني
لم يعد متوجهاً مثلاً إلى الذين
قتلوا عماد مغنية، وإنما هو
متوجه دائماً إلى دوائر الوجود
الأساسية في التركيبة
اللبنانية. المشكلة
الأكثر تعقيداً في المواقف
اللبنانية أن الجميع يعترفون أن
لا أحد يمكن أن يبتلع أحداً في
لبنان أو أن يتجاوزه، وأنهم
جميعا مع هذا الاعتراف النظري
يجادلون إلى تحويل الآخرين إلى
أصفار. وفي
لحظات الضيق والقلق ونفاذ الصبر
وتشوش البصيرة، يتحول الجميع
إلى (شمشون) يرى في هدم المعبد
على نفسه وعلى الآخرين المخرج
الأقل سوءاً. ولدى كل طرف من
الأطراف مبرراته ومسوغاته. وكل
فريق يسأل: وماذا بعد؟! كل
المخارج والأوضاع والتجاذبات،
والرهق الذي يجعل صدر الإنسان
ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في
السماء، أقل سوءاً من الحرب. من
أية حرب، فكيف إذا كانت الحرب
حرباً أهلية؟! وكيف ثانياً إذا
كانت الحرب حرب غير اللبنانيين
على الأرض اللبنانية. أيها
اللبنانيون ؛ ليس من أجل الأمة،
ولا من أجل لبنان، بل من أجل
أنفسكم من أجل الآباء والأبناء
والأمهات والزوجات، افتحوا
أعينكم حركوا عقولكم قبل أن
تنطقوا بالكلمة التي تجعل من
لبنان رماداً. وتذكروا وأنتم
أقرب عهداً بالحرب قول زهير بن
أبي سلمى.. وما
الحرب إلا ما علمتم وذقتم
وما هو عنها بالحديث المرجم متى
تبعثوها تبعثـوها ذميـمة
وتضر إذا ضريتموها فتضرم --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
23/02/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |