ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المدمرات
تصنع دماراً ولا تصنع استقراراً مع
قيام الدولة القطرية، على أنقاض
دولة الأمة تركزت في استراتيجية
القوى الفاعلة على الصعيد
الدولي فكرة صناعة ـ استقرار ما
ـ تعويلاً على نظم الاستبداد،
وما توفر في أيدي القائمين
عليها من أدوات الحديد والنار!!
وكثيراً ما يُسوغ السكوت على
نظم الاستبداد هذه وما جنته على
أمتنا، أو تسببت فيه، بالحرص
على استقرار المنطقة، والتخوف
من البديل /الديموقراطي/ الذي لا
يتوفر فيه الحد الأدنى من
المواصفات التي يشترطها
المشترطون. فكرة
الاستقرار بسطوة الدبابة أو
المدمرة، لم تفارق على الرغم من
الواقع المأساوي بكل ما فيه، لم
تفارق ذهنية الفاعلين الكبار!!
وحين تتحرك (المدمرة) الأمريكية
كول قبالة شواطئ الشرق العربي
يسوغ الأمريكيون حركتها بأنها
تمثل حرصاً من الأمريكيين على (الاستقرار)
في المنطقة ، لا يلحظ
الاستراتيجي الأمريكي المقابلة
المعنوية التي نلحظها بين (الدمار)
و(الاستقرار)!! وإذا
كانت شعوب المنطقة، ومنها شعبنا
السوري ، وقواه المعارضة
الشريفة، قد رفضت منطق (الاستقرار)
القائم على سطوة دبابة ، وإن كان
على صهوتها (رجل عربي) فمن باب
أولى أن نرفض هذا المنطق إذا
يزعم أن (الاستقرار) ستحمله لنا
مدمرة أمريكية على صهوتها غزاة
قادمون من الغرب البعيد. المشروع
القومي العربي، والمشروع
الوطني السوري ، كلاهما يتمسك
بقوة بهويته، واستقلاليته،
وبحرصه على تأسيس البناء على
قواعد صلبة من إرادة حرة لمواطن
حر. ورفضه الكامل والمطلق
للبناء على الأنقاض. المشروع
القومي العربي، والمشروع
الوطني السوري ، كلاهما ليس
مسنناً في آليات حركة الآخرين،
وليس عاملاً مساعداً لتنفيذ
مخططاتهم. استقلالية المشروع،
هويته، آلياته الوطنية
الذاتية، جهده الإيجابي
والبناء كل هذا يشكل مفاصل
حقيقية في الرؤية، ومفارقات
واقعية بين ما ندعو إليه وننهض
به وبين ما جرى ويجري في بعض
الدول أو ما يدور على ألسنة بعض
الطامحين. ومن
هنا، ننظر إلى (المدمرة)
الأمريكية من خلال اسمها على
أنها نذير خراب ودمار، ونعتبر
اقترابها من شواطئنا عدواناً
مباشراً على سيادة دولنا،
وإرادة شعوبنا، وإضراراً
مباشراً بمشروع تحررنا لبناء
الدولة المعبرة عن إرادة أمتنا
وشعوبها. وسواء
كانت عين المدمرة كول على غزة أو
على بيروت أو على دمشق فإن
نظرتنا في أقطار الشرؤق العربي
إلى أداة التدمير واحدة، مهما
تكن طبيعة الاختلافات
والتباينات ؛ لسان واحد ينطلق
من الشواطئ الشرقية للمتوسط:
ابقي بعيداً، فيكفي ما جنيناه
من دمار خلال قرن مضى من مشروع
استقراركم العتيد!! دمار
تشهد لحصاده تقارير التنمية
البشرية للمنظمة الدولية.
يكفينا الدمار الذي حصدناه
ومازلنا نحصده من مشروع هرتزل
ومكماهون وسايكس بيكو وكيسنجر
وما قدمه هذا المشروع من دعم
لدولة الاستبداد وأقانيم
الفساد. عندما
تختلط الأوراق وتتعقد الأمور
على النحو الذي نعيش في منطقنتا
تبقى دائماً البوصلة الوطنية
للوطنيين الشرفاء واضحة الرؤية
ثابتة الاتجاه. قلنا مراراً
وسنظل نقول: إن مكاننا في
معادلتنا الوطنية معروف ومحفوظ.
وقلنا مراراً وسنظل نقول بأننا
نمتلك من الإيمان بالله والثقة
بالنفس ما يجعلنا دائماً قادرين
على القيام باستقلالية تامة بحق
مشروعنا المنفصل تماماً عن
مشروعي الاستبداد والهيمنة. نعم
نحن أصحاب مشروع وطني ذاتي
مستقل ، نسعى إلى البناء الوطني
على الأسس الراسخة لتكون سورية
لجميع أبنائها حرة سيدة كريمة.
وليكون لها سهمها العالمي في
صنع الحضارة وإرساء الاستقرار
في المنطقة والعالم على أسس
راسخة من مبادئ الحق والعدل
والسلام واحترام حقوق الإنسان. ابقوا
بعيداً... وارفعوا
أيديكم عن رقاب شعوبنا... ارفعوا
عن قوى شعوبنا الحية أشكال
الحصار السياسي والثقافي
والإعلامي. حدثوا
شعوب العالم بما يجري هذه
الأيام على أرض غزة.. أسقطوا
حصار الأفكار وحصار الإرادات
واعترفوا في عالمنا بإنسانية
الإنسان ... ابقوا
بعيداً، وتوقفوا عن التغطية على
أقانيم الاستبداد والفساد... وتعلموا
من درس العراق أن إنكاح الفوضى
للدمار لا ينجبان لا أمناً ولا
استقراراً، وإنما ينجبان
المزيد من الفوضى والمزيد من
الدمار. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
04/03/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |