ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
ستحضر سورية قمة
دمشق العربية هل
ستحضر سورية قمة دمشق العربية؟!
قد يكون السؤال غريباً، ولكن لن
يكون من الصعب الإجابة عليه. صحيح
أن القمة العربية لا تتدخل عادة
في أي وضع داخلي لأي قطر عربي.
وقد توافق وزراء الخارجية العرب
على السياسات العربية العليا
منذ زمن ليس بالقصير، واحتل
التنسيق بينهم مقاماً متقدماً
في العمل العربي المشترك ولا
سيما فيما يتعلق بخصوصات:
الاستبداد والفساد العربيين
اللذين اعتبرا دائماً بعض
الحقوق الشخصية المعترف بها
تبادلياً بين الفرقاء الحاكمين
في العالم العربي. ولكننا
حين نتحدث عن الحضور السوري في
القمة العربية، فنحن نتحدث عن
قضايا ذات أبعاد قومية مصيرية
ستؤثر، إن لم تتدارك، ليس فقط في
مستقبل سورية، ومصير إنسانها،
وإنما في مستقبل المنطقة بشكل
عام. وربما
تكون القضايا الرئيسية التي يجب
أن يتوقف القادة العرب عندها،
من وجهة نظر سورية حقيقية هي
المدخل الأساس لحل بعض المشكلات
النارية والعالقة أوالمندرجة
في سياق.. القضية
الأولى التي يجب التنبيه إليها
هي قضية الهوية والانتماء،
فبعد الغزو الأمريكي للعراق وجد
الأمريكيون الأرض ممهدة لرسم
خرائط التفتيت على أسس إثنية
ومذهبية، اقتطع الجناح الشرقي
للأمة العربية، ولم يعد العراق
في ولاية عبد العزيز الحكيم أو
هوشياء زيباري (عربياً) بل هو
مرحلياً دولة بلا هوية. السنة
العرب لا يوازيهم على الطرف
الأخر الشيعة العرب ليبقى
للعراق حضوره العربي، لعبة
سقيمة لا تنطوي إلا على البله.
ليس العجيب أن يطرح الأمريكيون
المصطلح، وليس العجيب أن يبرمج
لتأسيس دولة ما بعد الاحتلال
على أساس المصطلح ذاته. ولكن
العجيب أن نجد لدى شيعة العراق
صوتاً عالياً يتمسك بالهوية
والقومية ويدافع عنها على نحو
ما يفعل الطالباني والبرزاني
وهوشيار زيباري. درس
العراق سينتقل إلى سورية. حيث
تدق المسامير البشرية في الجسد
الحي للشعب السوري من أقصى
الشمال إلى أقصى الجنوب. وهذه
المسامير ذات طبيعة ديموغرافية
ومذهبية واقتصادية. هل هوية
سورية وتركيبتها السكانية تهم
القادة العرب. هوية سورية
بالتأكيد هي قضية الشعب السوري
وهمه الأول اليوم. الجولان
السوري المحتل منذ أربعين سنة
في ظل خيار السلام الاستراتيجي
الوحيد، واللقاءات السرية التي
يقودها أشخاص يثيرون الريبة، هو
قضية سورية بالدرجة الأولى فهل
هي قضية تهم القادة العرب، إلى
أين يمكن أن يقود الجولان أشخاص
مثل إبراهيم سليمان والسماسرة
على غرار عملية أوسلو؟! لبنان
الذي قال الشعب السوري كلمته في
رسم العلاقة معه من خلال ميثاق (بيروت
دمشق ـ دمشق بيروت) هو قضية
سورية بامتياز هل سيحضر هذا
الميثاق على أجندة القادة العرب.
والرجال الرجال الذين أدخلوا
السجن بسببه ومازالوا قابعين
هنا. قضايا
سورية كثيرة ستغيب بالتأكيد عن
القمة وهي الأولى بالحضور
وبالحوار. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
26/03/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |