ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الأمن
الوطني السوري حسب
المصطلحات الرائجة في الخطاب
السياسي كان ينبغي أن نعنون هذه
الرؤية (بالأمن القومي السوري)
ولكن أحببنا أن نتخفف من لفظ (القومي)
في هذا السياق لا لعيب دلالي
فيه، وإنما تخلصاً من تداعيات
واقع مريض أنشأته عوامل ليس هنا
مجال الحديث عنها. نقصد
بالأمن الوطني السوري حزمة
المسلمات والأولويات والقضايا
يشكل المساس بها نوعاً من
التهديد /للكل الوطني/ القائم
والمستقر. هذا التهديد الذي
يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى
زلزال مدمر لا يبقي ولا يذر. وهو
بهذا المعني ينال كل فرد أو
مؤسسة أو موقع وطني بمعنى
الانتماء المطلق، لا بمعنى وصف
البراءة والتزكية. ومع
تداخل التحديات السياسية
الدولية والإقليمية وتشابكها
تتمدد منظمة هذه الحزمة (الوطنية)
وتتسع لتشمل جوانب عديدة لا
يمكن الاقتراب منها أو المساس
بها. نأمل
ألا تذكرنا لفظة (الأمن الوطني)
بأجهزة الأمن السورية
بمسمياتها ومنعكساتها فنحن هنا
نتحدث عن مرتكزات الوجود
الاستراتيجي للدولة السورية
التي يجب على (الجميع) ألا
يتأخروا لحظة عن الذود عنها
وحمايتها. ثمة
قضايا استراتيجية أساسية هي من
صميم اختصاص الدولة (بمفهوم
السلطة والحكومة)، منها مظلة
الأمن الاستراتيجي، وقضايا
التسليح، والأمن الغذائي
والأمن الصحي ضد الجوائح
والأوبئة وأمن المياه، ومنها
الوحدة الوطنية، ووحدة سورية
أرضاً وشعباً بمعنى شعب واحد
على أرض واحدة. ومنها قبل كل ذلك
العقائد والأديان والأقوام . كل
هذه الأمور فيما نظن مما لا
ينبغي أن يدخل في دوامة
السجالات بين النظام والمعارضة.
الأمن الوطني السوري أو الأمن
القومي السوري ليس موضوعاً
للسجال، وليس مادة للمزاودة،
ولا هو سبيل لتسجيل النقاط.
والذي يدعونا إلى هذا التقرير
فريقان: الأول أننا في عصر
الانترنت بكل إيجابياته بما سهل
من وسائل الكتابة والنشر وتداول
الأفكار بدأنا نقرأ مقالات
وأفكاراً لأشخاص ربما لا تنقصهم
سلامة القصد، وإنما ينقصهم بعض
التبصر في مدخلات الموقف
السياسي ومخرجاته وتبعاته. لا
يجوز أن يرمي النظام بكل حجر يصل
إلى اليد، فلو كان لدى الدولة
السورية ما يجب أن يُخفى في
منطقة دير الزور التي أغار
عليها الطيران الإسرائيلي
مثلاً ، لوجب أن يتعاون الجميع
على إخفائه ، فكل ما يتعلق
بالجيش تحركاته وعدده وعتاده
ليس مادة للسجال. ينضاف إلى ذلك
تلقائياً كل ما يطلق عليه عرفاً
أو قانوناً مصطلح (أسرار الدولة)
وهو عنوان يشمل قائمة غير
محدودة من المعلومات التي يجب
على كل مواطن سوري أن يفكر
دائماً بصيانتها وحفظها، وتوقي
التفريط أو المساس بها لاجدا
ولا هزلا . أما
الفريق الثاني الذي يدفعنا إلى
التشديد على هذا المعنى ، في هذا
الوقت ، فهو فريق معارض ملهوف
على ما يمكن أن نسميه حالة من (الاستقطاب)
الذي يظن أنه سيؤهله لأمر ما.
وهو مستعد في سبيل هذا
الاستقطاب أن يدفع من حساب (الشعب
السوري) أو من حساب (الأمن
الوطني السوري) أي ثمن يطلب منه،
مادام الدفع في الوقت الراهن لا
يكلف أكثر من كلام ليل معسول،
وبمقابل هذا الفريق هناك فريق
من المعارضين (الجوالين) الذين
يحسنون استدرار الوعود، وإن
كانت وهمية، والتنازلات. إن ما
نشهده في ساحة المعارضة السورية
من مزاحمات ينقصها الرشد تنبئ
بخطر غير محدود. وإذا ظللنا
فخورين دائماً بانتصار أجدادنا
الأقربين على المخطط الفرنسي في
إقامة دويلات سورية الخمس التي
أصبحنا نشعر بالرهبة أمام تكرار
أسمائها، فإننا مطالبون اليوم
نظاماً ومعارضة أن نتوقى العبث
بكل ما قد يهدد الأمن الوطني
السوري. فسورية دولة واحدة وشعب
واحد ، وهي دولة في سعي المعارضة
الوطنية ستقوم
على أساس المواطنة، التي تمنح
كل مواطن حقه وتقتضيه واجبه على
هذا الأساس. سورية اليوم وطن
واحد وشعب واحد ومصير أيضاً
واحد. ونؤكد ومصير أيضاً واحد في
ظل وحدة الوطن ووحدة الشعب. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
30/03/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |