ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المعلم
بلسان المقال: انس
رايس ولسان
الحال يقول: أريد
لأنسى ذكرها فكأنما
تمثل لي (كوندي) بكل سبيل وحقيقة
الأمر أن هذا اللسان، لسان
الحال، ليس لسان المعلم وحده،
ولكن، ربما كان المعلم أشهر من
جمع (جوعاً وكذباً..) في هذا
السياق. فالمعلم الذي لا يجد
وعراً إلى واشنطن إلا سلكه، ولا
صعباً إلا ركبه، ولا جسراً ولو
عبر تل أبيب إلا توسل به ومنه
وإليه. والمعلم هذا الذي وظف كل
ما في جعبته من سهام
الدبلوماسية، وكل ما في وجهه من
ماء... في سبيل وصل ما انقطع،
ورتق ما انفتق ، ورقع ما انخرق ،
هو آخر من يجوز له الحديث عن
نسيان السيدة (كوندي) الحاضر
الذي في اعتقاد الكثيرين لا
يغيب. ولكن للحق يقال أيضاً أن
هذا الشأن ليس شأن المعلم أو
معلمه وحدهما، ولا هو شأن
الحكام وحدهم، ولا هو طريقة
العرب ـ دون خلق الله ـ منفردين.
ومع تقرير واقع الحال هذا
لأسباب سنصير إليها، بات
الساسة، وحديثنا هنا عن العرب
رسميين وغير.. جميعاً يقذف بعضهم
بعضاً بعلاقة ما مع السيدة /كوندي/
العزيزة كما تحب أن يدللها أهل
الخاصة من بني قومها. وفي
رائعة النهار تتعالى أصوات
الضجيج الإعلامي جشاء من هنا
وهناك تندد بكوندي،
وبالمترامين بالقبل على
أطرافها، هذا يلمز ويغمز، وذا
يلمح أو يصرح، وثالث يتحدث عن
ذيل غير طاهر لأصحابه بالطبع من
هنا وهناك، حتى الفضائية
العربية الأولى ولا فخر، والتي
ترسو على مرمى العصا، وليس
الحجر ـ و في العرف البدوي مرمى
العصا أقرب من مرمى الحجر ـ من
العاصمة الأمريكية في القاعدة
العربية على شطآن الخليج
العربي، حتى هذه الفضائية تفعل
ذلك وتبالغ فيه، وتتفنن في كشف
خبايا العلاقات العربية الخاصة
لحاكم أو أمير أو رئيس أو زعيم
بالسيدة كوندي العزيزة، وإن شئت
قلت الغريرة جاز. الساسة
العرب كلهم يقذف بعضم بعضاً
بالسيدة /كوندي/ نهاراً، وكلهم
يقف ببابها يطلب الأذن بتقبيل
الأعتاب أو الأذيال، ليس إلا..
حالة الساسة العرب جميعاً كما
قلنا حالة كُثير عزة، وهو الذي
عانى في حبها الأمرين، حتى وضع
لنفسه كما وليد المعلم أو معلمه
برنامجا لنسيانها فإذا هو يفاجأ
حسب تصريحه.. أريد لأنسى ذكرها فكأنما
تمثل لي /كوندي/ بكل سبيل وهكذا
يجد السيد وليد المعلم ومعلمه
وكل الساسة العرب معه أنفسهم
محاصرين بالسيدة كوندي، قد
أغلقت عليهم الأبواب ـ دون هيت
لك ـ وسُدت في وجوههم السبل،
ونزعت القمصان ولما تقد كما
فُعل بقميص يوسف عليه السلام من
قبل. فهم عراة في العراء، عراة
في المرآة التي ينظرون فيها،
وعراة أيضاً وبنفس المستوى أمام
أهليهم وذويهم وشعوبهم، العجيب
في الأمر أن السيدة كوندي
مازالت تطالبهم أن يخلعوا
المزيد حيث لا مزيد.. وإذا
كان العشق، كما يقول علماء
النفس حالة مرضية، تتجلى في ضعف
العاشق لا في خصوصية المعشوق ،
والسيدة كوندي أوضح دليل على
صحة النظرية، فإن الكُثَيِّرين
العرب، جمع كُثيّر وهو جمع سالم
صحيح، يعانون إذاً من ذُهان
نفسي اسمه العشق أو التدله أو
الوله مرض يفضي إلى حالة من
الجذب، تنتهي بصاحبها إلى مقام
يطلق عليه العامة مصطلح /المجذوب/
وأكثر أهلنا مدينتنا في حلب
يبدلون الذال دالاً من ثقل
الحرف اللثوي عليهم. ولك أن
تحاول إعادة اللفظ بينك وبين
نفسك. وسر
الوله العربي بالسيدة كوندي،
عند الساسة العرب جميعاً أن
هؤلاء القوم، والقوم في اللغة
العربية يطلق في الأصل على
الرجل فقط بشهادة قول زهير بن
أبي سلمى: ولست أدري ولسوف إخال أدري
أقـوم آل حصـن أم نسـاء إن هؤلاء القوم
يمتلكون الكثير من الرغبات
والأماني والقليل من المعرفة
والإرادة والقدرة، العوامل
الأولية لتحقيق أي إنجاز، لا
يريدون أن يفعلوا وإنما يريدون
من يفعل لهم، دون أن يبذلوا أي
جهد في سبيل تحقيق أمانيهم. على
مذهب الشاعر العربي الذي طبقت
شهرته الآفاق مذهب : عسى الله يجمعني وليلى وهو
مذهب لا نستطيع التصريح
بمفرداته هنا خوفاً من رقيب
الآداب العامة. وإذا كنت غير
مطلع عليه فالتمسه، فهو مذهب في
بعض الأحيان ظريف. الساسة
العرب والكرد أحياناً بكثير من
الرغبات والأماني وقليل،
والقليل هنا تعني النفي المطلق
التام ، قال: قليل التشكي للمهم يصيبه بمعنى
أنه لا يتشكى أبدا.. وقليل من المعرفة
والإرادة والقدرة سيظلون
واقفين بباب السيدة كوندي
العزيزة يلتمسون.. فالمتنبي ـ
وهو أبو الطيب ـ قد اختصر
المعادلة منذ قرون فقال : لولا المشقة ساد الناس
كلهم
الجود يفقر والإقـدام قتـال كوندي
العزيزة تنفق المليارات..
وجنودها على أرض العراق
وأفغانستان يبذلون أرواحهم
دفاعاً عن برميل نفط . بعض بني
قومنا يعيب علينا أن نموت
دفاعاً عن أرض أو عن عرض..!! نعم
الجود يفقر والإقدام قتال ،
والشيطان يعدكم الفقر ويأمركم
بالفحشاء . --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
02/04/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |