ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 15/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


النظام السوري

بين بناء الذات واللعب بالأوراق

زهير سالم*

ليس معيباً للسياسي أن يعتمد في طريقه إلى أهدافه على مستندات ظرفية إضافية يتوكأ عليها فيقرب مسافة، أو يختصر معاناة، أو يستعجل تحقيق ما يريد. بل إن توظيف الفرص أو العكاكيز الظرفية هو تعبير مباشر عن براعة السياسي وقدرته على التقاط السوانح والبوارح، وضمها إلى كفته، والاعتماد عليها في مسيرته.

وإنما سيكون الخلل بيناً في بنيان السياسي، وفي مشروعه حين يغفل أو يتغافل عن بناء وجوده وتحقيق ذاته، والاتكاء في حركته الكلية على (المغذيات) الخارجية التي تهيؤها الظروف الخارجية والتي ربما تخرج من يده في أي لحظة من اللحظات.

العلاقة بين بناء الذات واللعب بالأوراق علاقة اشتمال بين منهجيتين لا تغني الثانية منهما عن الأولى ولا تقوم مقامها ، بينما تستوعب الأولى الثانية وتستفيد منها.

منذ أوائل السبعينات انصرف النظام السوري كما يلحظ جميع المراقبين عن بناء سورية الدولة الاستراتيجية، وسورية القوة العسكرية، وسورية المجتمع المتراص، وسورية الاقتصاد المتين.. إلى اللعب بتناقضات المنطقة، وتوظيف القوى المتنافرة فيها لمصلحته ، وبالتالي فقد صرف النظام جل جهده ووقته عن (البناء الذاتي) إلى إدارة الصراع بين تناقضات المنطقة لتكون المحصلة دائماً، بحكم موقعه الجيوسياسي، لمصلحته .

بعد انتصار حافظ الأسد في لعبة المربعات الصغيرة الداخلية ،وتمرسه بها ، استمرأها ونقلها ببراعة إلى المستوى الإقليمي وانشغل بها عن البناء الوطني الداخلي .

فمنذ أواسط السبعينات انفجرت الحرب الأهلية اللبنانية في مناخ لم تكن اليد السورية بعيدة عنه، وفي تتبع مبصر للساحة اللبنانية وعلى امتداد الحرب الأهلية لن نجد فريقا لبنانيا واحدا لم يحاربه النظام السوري أو لم يتحالف معه، لم يواثقه ولم ينقلب عليه !!

كان النظام السوري قادراً على استخدام المنطق اللائق بكل مرحلة ومع كل حليف. مرة مع الفلسطينيين والقضية المتوهجة، وأخرى ضد (الكتائب والموارنة) وثالثة مع الوحدة الوطنية ضد أمل والشيعة، ورابعة ضد جماعة التوحيد وحسن خالد وصبحي الصالح أو فيما بعد ضد الحريري ، ويتحالف مع جنبلاط تحت عنوان قومي تقدمي ثم يغتاله ، دون أن ننسى أيضا قوات الردع العربي ومصطلحات الرجعية العربية .

وكانت حصيلة اللعب بالأوراق على الساحة اللبنانية  أو بالتناقضات اللبنانية تكريس الوجود السوري في لبنان، وسيادة القابع في عنجر على كل شيء لبناني.

مع انتصار ثورة الخميني في طهران، وعلى الرغم من الخلاف الإيديولوجي الحقيقي بين حزب علماني قومي وثورة إسلامية راديكالية وجد فيها النظام السوري (ورقة) رسم بريشتها علاقاته مع الدول العربية ولا سيما في فترة الحرب (العراقية ـ الإيرانية). وقد جنى النظام السوري من العبث بهذه الورقة الكثير حتى تحولت سورية أخير إلى ورقة بيد إيران .

على الساحة التركية كمثل ثالث ، كانت قضية الكرد ورقة أخرى من أوراق النظام. هل حقاً أن عبدالله أوجلان كان يشكل قضية تهم (ضمير حافظ الأسد) في لحظة ما  أو أنه كان ، كما خالد مشعل اليوم وسواه من منظمات الرفض الفلسطينية، ورقة تمتد من خلالها اليد السورية لتحريك المواقف في العلاقة على مستوى سورية والجولان ولبنان.

كانت ورقة الأوراق بالنسبة لنظام الأسد (القضية الفلسطينية) وعلى الرغم من الشواهد الدامغة والواقعة التي تؤكد على الدور السلبي لهذا النظام في مسار هذه القضية منذ 1967 و حتى اتفاقية فصل القوات إلى الذهاب إلى مدريد إلى الإعلان عن خيار السلام الاستراتيجي خياراً وحيداً، مايزال هناك أناس من مصلحتهم أن يصدقوا شعارات الرفض والممانعة والاستبسال، ولا يزالون لا يمانعون أن يمسك هذا النظام بآذانهم ليجرجهم جيئة وذهاباً. وهم يصرون على هز أكتافهم /لا مبالاة/ كلما واجهتهم حقائق الواقع بكل ما فيه من إحن ومرارة.

ومن لبنان وتركية وإيران وفلسطين ستجد نفسك في العراق حيث يتحالف النظام في لعبة الأوراق إياها مع الجميع ضد الجميع في مسيرة البحث عن (دور) أو التأكيد عليه.

وفي مواجهة الاستحقاق السوري الوطني لتحرير الأرض، انصرف النظام عن التفكير بمشروع وطني ذاتي للتحرير، مشروع يقوم على رؤية استراتيجية: سياسية وعسكرية وإنسانية، إلى اعتماد النهج ذاته.. النهج الذي يقوم على أنه يمكنك أن تضغط على إسرائيل وعلى من ورائها لفتح منافذ للحوار باعتماد حزب الله والتحالف معه، واعتبار مزارع شبعا الإقليم اللبناني (بمياهه وجباله ووديانه وإنسانه) مدخلاً لعمل مقاوم. وبالتحالف مع حركة حماس (الأصولية) ومنظمات الرفض (الماركسية)...

منهجية اللعب بالأوراق، والانصراف عن بناء الذات، بناء سورية القوية على قواعدها الصلبة استغرقت من النظام الوقت والجهد والإمكانات ليقوم البناء الوطني كما تقول العامة في الشام على أرجل من قصب تعيقه عن الاعتماد على الذات وتمنعه من التقدم على طريق تحقيق الذات وحماية الوجود.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

15/04/2008

 


 

تعليقات القراء

شاب سوري

الله يجزيك كل خير استاذنا زهير سالم

ونسأل الله العي القدير أن يرجعنا الى بلادنا في أقرب وقت

----------------------------

مهند محمد ناجي

في الأنظمة الشمولية تظهر سلبياتها على الأوضاع الداخلية لشعوبها فيلاحظ تردي الإقتصاد والعزلة الخارجية وتأخر الحركة العلمية وكبت الحريات واجتماع السلطة والثروة بأيدي تلك النخب المتسلطة على حياة الناس ومقدراتهم وأفكارهم وأحلامهم فهل يكتفي الشعب السوري بهذا القدر من المعاناة ويقف بجانب القوى الديمقراطية التي تكشف عن هويتها ولا تتخذ من الفضيلة قناعا تختفي وراءه

-------------------------------

سوري شريف

لااختلف ابدا مع الاخ زهير سالم في ما تفضل به ؟؟ واحب ان اضيف نقطة هامة ؟؟هي ان سوريا لا تزال تلعب لعبة التناقظات  فالحزب  العربي القومي  الوحيد في الشرق الاوسط كما يقال ها هو يرتمي في احضان الفرس ويحارب القومية العربية والوحدة العربية  التي كان يتغنى بهى دوما ؟؟؟ فاقول لكل انسان عاقل ؟؟ يا اخي كيف تثق  بجماعة باعوا اصولهم وقيمهم وهم  يدعون بأنهم سوف يعيدون لك قيمك وشرفك وكيانك الذي سلب ؟؟؟؟


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ