ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بالنسبة للمسلم

العمل السياسي ليس خياراً

إنه فريضة شرعية وإلزام إسلامي

زهير سالم*

من المقتضيات الأولية لانتماء المرء للإسلام، ألا يكون الإنسان إنسان نفسه. أي مشروعاً فردياً في الوجود والبقاء والنماء. الإنسان ، في التصور الإسلامي، ليس إنساناً (بيولوجياً) ولا هو مشروع فردي بأبعاد الذاتية الفردية مادية كانت أو معنوية . (راهب الدير) أو (الصوفي المستغرق) في تأمله ليس أنموذجاً معترفاً به إسلاميا.

الإنسان أو الإنسان المسلم في التصور الإسلامي هو (رجل عام) يحمل دائماً همّ (قضية) على كاهله ، ويتحرك بها في سعي رسالي واضح المعالم دون أن يتناقض ذلك مع أي دائرة من دوائر وجوده الذاتي الآخرى. الوجود البيولوجي أو الوجود الذاتي بآفاقه المتعددة.

 وعندما يحدث التناقض أو التعارض بسبب وضع شاذ فُرض على وجود الأمة أو على نظم حياتها، فإن الأولوية في فقه المسلم تبقى دائماً لذاك البعد الرسالي الذي حمله على كاهله، والذي يحقق من خلاله ليس فقط كرامته الإنسانية بوصفه إنسان مكرم (بخيار ومسؤولية)، وإنما انتماءه الحقيقي للإسلام.

الاشتباك مع الوضع العام في (العالم أو الدولة أو المدينة أو الحي) الذي يعيش فيه المسلم، وعلى الصعد الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ليس خياراً ولا هو هواية أيضاً، إنه فريضة شرعية، وواجب كفائي، يتحمل المسلمون مسؤوليته كل بحسبه.

قد تكون الظروف المحيطة صعبة، وقد تكون المخاضة التي يجب أن تسلك ليست بالنظافة الذي نريد، وقد يتخلى الأقربون، ويثبط من ينتظر منهم التثبيت، قد يتواطأ العالم، وقد يكثر من حولك شهود الزور، قد يشرب الناس جميعاً من نهر الجنون ، وقد يغرق الكثيرون في حياض العبثية والعدمية واللاجدوى، ولكن الإيمان، والإيمان وحده في تلك الساعات الصعبة هو الذي يوقد مشاعل الأمل، ويبعث العزائم، ويلقي في الصدور برد اليقين.

الإسلام هو الذي علّم المسلم أن يقول عندما تتكاثف عليه الخطوب وينسد في وجهه الأفق، ويشعر بأن العجز هو اليقين الوحيد المتبقي لديه ؛ أن يقول (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل..) أن نعمل ونبذل ونضحي هو الواجب الذي إن لم ينجز أمد القضية بمِدد البقاء.

والمعاناة التي يعانيها الفرد، أو تعانيها الجماعة لتستقيم الأمة والمجتمع على الطريقة، هي الجهاد الأكبر الذي يقود صاحبه إلى مقام سيد الشهداء (ورجل قام إلى إمام جائر أمره ونهاه فقتله..)

منذ وقت مبكر، مبكر جداً بدأت السلبية المنغلقة أو البائسة اليائسة  تدب إلى حياة المسلمين. فقد وقف الصديق رضي الله عنه يوماً على المنبر ليقول: أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية فتضعونها في غير موضعها (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم..) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه يوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده..). والظالم ليس فقط هو الحاكم أو الوزير أو المدير، إنه أنا وأنت وهو وهي في كل ما نأتي وندع خارج حدود الاستقامة التي أرادها الإسلام لأمة الرسالة، أمة الإيمان والمسؤولية والاستقامة على الطريقة.. (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..)

ليست خيرية عرقية ولا هي خيرية جغرافية، ولا خيرية انتمائية، إنما هي خيرية الموقف الملتزم بقضايا الإنسان.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

29/04/2008


 

تعليقات القراء

ابو مصطفى

بارك الله لك وبارك الله فيك وبعد:لا أدري لماذا يتخوف البعض من الخلفية المسلمة لبعض التشكيلات السياسية!ونحن نرى أن كل الأحزاب الموجودة في الشرق والغرب لها خلفيات عقائدية من نصارة أو يهود أو ماتفرع عنهم وتفرق أيضا.هل يحق لكل الناس ممارسة حقوقهم السياسية بدون النظر الى خلفياتهم العقائدية وذلك حرام على الموحدين؟

--------------

khettamsarry
بارك الله بكم وسدد خطاكم إنها رؤيه موفقه نسأل الله القبول و شكرا 

------------------------------

سلمان

هذا الأمر لا يفهمه الا من يفهم الاسلام شريعة تحكم جميع مناحي الحياة و لا يقتصر على حياة الفرد الشخصية فقط ...

------------------------------

باهوز مراد

الدين:تعني بالعلاقة الرابطة بين العبد والاله.

السياسة:هي فن الممكن تعريفاً ،أما عملياً فتجمع بين المراوغة والمكر والخديعة والكذب والنفاق وهي ادوات لابد من توفرها في عدة حالات ..إذا كان هذا هوالحال فأين موقع المسلم منها،والتصور بأنه يمكن أن تقوم السياسة على الصدق والوفاء والاخلاص والثقة و..هو تصور ناقص وغير وغير مدرك,,ثم أن الدولة التي ستقوم على الشريعة الاسلامية في ظل التركيبات الاجتماعية (سوريا مثلاً) ،هي دولة محكومة بالاستبداد الديني والمذهبي ولن تكون إلا صورة عن افغانستان وايران ،وستفتح الابواب على وسعها للاصولية المنتهجة دعوى الحاكمية...أن يكون للدين سلطة مستقلة إلى جانب السياسة ودون أن تنقاد من دجهتها ولا تتطغى بدورها عليه ،فهذا ممكن في نطاق دولة علمانية كمثال حزب العدالة والتنمية في تركيا،وإلا فلا !علماً بأن الموقف من الطرح السياسي

والمرونة السياسية التي تبديها الفصائل الاسلامية ،هي محل شك وعدم اقتناع من جانب الشعب السوري كمثال ،لأن الجناح السياسي لهذه الفصائل غير مستقلة عن مرجعياتها التي تتسم بالتصلب والتطرف عادةً ،رغم المبادرات والتأكيدات ،إلا أنها لا تخرج من نطاق كونها هروب إلى الامام!! 

---------------------------

فيصل رحمون

ان من اسباب التخلف الدي تعانيه الامة الاسلامية هو عدم فهمها لرسالتها في هده الحياة و من بين الامور التي تعبر عن هدا التخلف هو السلبية السياسية او ما يسمى اللائكية السياسية.

------------------------------

عبد الله

نعم هذه الرسالة التي يجب ان تكون في صلب فهم وعقل ومنطق وعمل كل مسلم فما آل إليه الحال مع معظم الناس ان أنا ومن بعدي الطوفان او لا علاقة لي او كل واحد على دينه الله يعينه او يا جاري انت بحالك وانا بحالي وغير وغيرها كثير من العبارات التي اعتبرها انهزامية تعبر عن حالة نفسية تنذر بتحلل الروابط الاجتماعية بين الناس في الوقت الذي وصفهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بانهم البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ولكن للاسف اصبحنا كالبنيان المهزوز يضعف بعضه بعضا ولكن يبقى الامل انه لا تزال طائفة من المسلمين يدعون الى الخير ويأمررون بالمعروف وينهون عن المنكر الى ان يحكم الله أمرا كان مفعولا

والحمد لله رب العالمين

------------------------------

علي أحمد

كل منكم يضع الفرض من زاويته الخاصه ويلعب بالنصوص شرقا وغربا حتى لم نعد نعرف الثوابت من المتغيرات ولم نعد نعرف الفروض من السنن من المحرمات ودين الله أوضح وأيسر من تصنيفاتكم فلقد تركنا الرسول على البيضاء ليلها كنهارها وجاء المبتدعون فأكثروا الحديث في الجزئيات وقسموا ورتبوا وصنفوا وأصبح كل يدعي  وصلا بليلى وليلى منهم كل براء

------------------------------

مهند محمد ناجي

إن غياب الشعب ينفي أي مبادرة تغيير وإصلاح والحل هو في الخروج من الهامشية والاتكالية والانخراط الطوعي في الحياة الوطنية حيث لايمكن لفئة سياسية أن تقوم بعملية التغيير ويبقى ماتبقى مراقبا أومحاربا في بعض الأحيان 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ