ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
اتفاق
الدوحة بين عصا
حزب الله وعصا الشيخ حمد
الغليظة حين
يتم اتفاق بين مختلفين لا يبالي
الآخرون كثيراً بمعطيات الحق
والعدل ، وإنما يتجهون تلقائياً
إلى مباركة الاتفاق وتأييده ،
والتعهد بدعمه على مذهب من يقول
: الله يسعد سعد بسعيدة ..من هذا
المنطلق لا يسعنا إلا أن نبادر
نحن أيضاً إلى تأييد اتفاق
الدوحة ، وأن نتمنى لهذا
الاتفاق أن يمضي إلى غايته ، وأن
يخرج لبنان من محنته أو أن يخفف
على الأقل من حدة هذه المحنة ،
ويضع حداً لحالة التجاذب
السياسي الذي أوشك أن يصبح
عسكرياً أكثر من مرة ... ولكن
هذا لا يمنع من المضي في عملية
تقويم واقعية لهذا الاتفاق
ظروفه ومتضمناته بشكل عام ؛ فلا
شك أن أول ما يلحظه المراقب أو
المتابع أن المعارضة اللبنانية
حصدت (مكرهة) كل شيء، و أن
الأكثرية اللبنانية جنت (فَرِحة)
حزمة من الوعود والتعهدات التي
لا تعدل في عالم السياسة أي شيء.. حصدت
المعارضة اللبنانية الأمور
الأربعة التالية... أولاً-
تسمية العماد ميشيل سليمان
رئيسياً للجمهورية !! إذ أنه لا
يجوز لأحد أن ينسى أن العماد
ميشيل هو مرشح المعارضة في
الأصل ، وقبلت به الأكثرية على
سبيل التسوية في مرحلة من مراحل
الصراع ... وحصدت
المعارضة أيضا في تشكيلة حكومة
الوحدة الوطنية المرتقبة الثلث
المعطل الذي كان المربع الصعب
في دوامة الخلاف بين إصرار
المعارضة ورفض الأكثرية .. وحصدت
المعارضة ثالثا حق حزب الله
بالاحتفاظ بسلاحه الذي كسب
بواسطته الجولة هذه ، وإحالة
أمر هذا السلاح إلى دوامة جديدة
من الحوارات في ظل رئيس يريد أن
يظهر محايدا ، وحكومة يمتلك حزب
الله ثلثها المعطل. وحصدت
المعارضة رابعاً تعديلا لقانون
انتخاب يؤهلها عند أول جولة
انتخابات مقبلة أن تتحول إلى
موقع الأكثرية ، ولا نظنها
ستعطيها في ذلك الوقت لا ثلثاً
معطلاً ولا ربعا معبراً ... وبالمقابل
حصلت الأكثرية على تعهدين
أساسين مهمين جدا ... الأول:أن حزب الله
أو المعارضة لن تستخدم الثلث
المعطل الذي أدارت كل معركتها
عليه في تعطيل قرارات الحكومة (أي
قرارات!!) والثاني:أن حزب
الله أو المعارضة لن تستخدم
السلاح مرة أخرى لتطويع لأكثرية
وإجبارها على توقيع اتفاقيات من
هذا المستوى... ربما نضيف في
ميزانية الأرباح والخسائر أن
لبنان ربح رئيساً للجمهورية
وهذا أمر جيد بلا شك وأنه خسر
أوسيخسر في الجولة القادمة رئيس
حكومة (غير منصاع) لإرادات تهب
رياحها من هنا أو من هناك. وبالتالي
فإن الطرف اللبناني الذي تمثله
رئاسة الحكومة ربما يكون هو
الخاسر الأول أو الأوحد في
معادلة لبنان المقبلة . تحت
تأثير الانقلاب الذي قام به حزب
الله على الساحة اللبنانية ،
وشعور الحكومة اللبنانية
بالخذلان الكامل من الظهير
العربي ، الذي أسلمها في مؤتمر
وزراء الخارجية العرب لتقف وسط
الدوحة عارية عزلاء مجردة من أي
نصير فلم تجد الأكثرية
اللبنانية بدا من أن ترضى بأهون
الشرين ... وبينما كان المحور (العربي)
في مؤتمر الخارجية العرب بخوض
معركته مع
الشيخ (حمد) فيقلده أمر المهمة
الصعبة ليثبت عجزه كما سبق أن
خرب هو عليهم مع (المحور
الإيراني) اتفاق مكة.. استطاع الشيخ أن
يثبت جدارته مع حلفائه، وأن
يقصرهم على القناعة بجدول
الأرباح التي حققها لهم والتي
سبقت الإشارة إليها ..طبعا كان
قرار المعارضة لبنانية أو قرار(حزب
الله –سورية – إيران) أن تمضي
في لعبة المماطلة أكثر ،
انتظاراً لحظ أوفر ، واستثماراً
للصراع الدائر لفترة أطول . ربما
لا يخفى أن الشيخ حمد أو دولة
قطر ليس عضواً أصيلاً في نادي (إيران
– سورية – حزب الله ) وأن هذا
المحور كان لن يبالي كثيراً
بإخراج الشيخ حمد من التحدي
الذي خاضه خاسراً ..ولكن من راقب
محطة الجزيرة (عصا
الشيخ حمد الغليظة ) مساء
الثلاثاء 20-21/5/2008 واستمع إلى
الأستاذ فيصل القاسم وهو يردد
اسم سورية في سياقات الاتهام
والانتقاص يدرك أن الشيخ حمد قد
هز عصاه تلك الليلة جيدا ، ليجبر
المحور المذكور على القناعة
والرضا !! لقد خرج الشيخ حمد من
معركته منتصراً ولكن على من ؟!
ولمن ؟! الجواب عنده وعند قراء
التاريخ الذين لايستبعدون أن
يسمعوا الأصوات تتعالى حوله :
مقتدى ..مقتدى ..مقتدى --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
24/05/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |