ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإخوان
المسلمون في سورية.. ليسوا
أفراداً إنهم
جزء من مشروع إسلامي عام الإخوان
المسلمون في سورية ليسوا أفرادا
، ولا تنظيما ، كما كتبنا أكثر
من مرة ، إنهم في الداخل السوري
تعبير عن حالة إسلامية، تنتشر
من طنجة إلى جاكرتا، وتتجلى في
العديد من الجماعات والأحزاب
التي تتمسك برؤية وسطية معتدلة،
تفهم على أساسها المقاصد
الشرعية، وتلتزم في إطارها
الوسائل والآليات. وهم في
الإطار الإسلامي العام جزء من
مشروع إسلامي واضح المعالم،
محدد السمات، مرسوم الخطوات. وهم
على هذا الأساس بعضٌ من كل في
الفهم والرؤية والموقف. وهم
أيضا بعضٌ من كل في رسم
دوائر التحرك: منطلقاتها
وآفاقاها، لا يفصل بينهم وبين
إخوانهم في الأقطار الأخرى في
التقدير والتقويم غير إثارة من
علم تغيب، وكثير من معاناة طال
أمدها ترخي بظلالها أحيانا على
لغة الخطاب. في
الموقف الوطني العام يلتزم
الإخوان السوريون - كما أعلنوا
مرات كثيرة خلال تاريخهم الطويل
- بقضايا الأمة الكبرى،
والمصالح الوطنية العليا، يسجل
لهم التاريخ أنهم قبلوا بحل
أنفسهم خدمةً لمشروع الوحدة
الناجز سنة 1958، وأنهم كانوا
الوحيدين الذين رفضوا التوقيع
على صك الانفصال، إيماناً منهم
أن الوحدة تستحق ثمنها، وإن كان
المزيد من المعاناة والمعاناة
غير المبررة في كثير من الأحيان.
ولقد كتبنا في هذا المقام مرات
عديدة أننا
عندما يدور الحديث عن سورية
الدولة وسورية الوطن، فإن
مكاننا في أيّ معادلة مقرر
محسوم معروف، لا يُسأل عنه لا
جدّا ولا هزلا، لأن موقفنا في
مثل هذا المقام هو بعض الدين
الذي يحدد سبيلنا و يؤطر حركتنا.
وفي الإطار الدولي والإقليمي
أعلنا دائما لاءات كبيرة،
ودفعنا ثمنها مع شدة القرح الذي
نعيش، في وجه أيّ مشروع يستهدف
سورية بسوء، عسكري أو سياسي أو
ثقافي.. أعلنا منذ سبع سنوات، في
ميثاق الشرف الوطني، الذي
أردناه مفتاحا ومخرجا، أن العنف
كأداة للتغيير الوطني مرفوض،
وأن الاستقواء على الوطن بأيّ
شكل من أشكال الاستقواء مرفوض،
وأن هذا الالتزام هو الإطار
الذي يؤطر حركتنا وتحالفاتنا،
وعلى أساسه اتخذنا مواقفنا
فأقدمنا أو أحجمنا. مبادئ
وثوابت ضبطت - وما تزال تضبط -
سياساتنا ومواقفنا، ونعتقد
أنها جديرة بأن تكون ثوابت
وطنية يحتكم إليها الجميع في
هذا العصر الذي تتكاثر سحبه
ومآسيه. سورية ليست أقل حاجة إلى
أبنائها من المغرب أو الجزائر
أو مصر أو الأردن أو لبنان،
والحوار مع رجال الإخوان في تلك
الأقطار ليس أكثر فائدة لسورية
من الحوار معهم في دائرتهم
الأولى إذ لا يستساغ الاكتفاء
بالفرع عن الأصل. إن
الذي نريد أن نؤكده في هذا
السياق، أن جماعتنا، كجماعة
إسلامية تأخذ نفسها بالرشد،
ملتزمة دائما بالمراجعات
الإيجابية لسياساتها ومواقفها
لتكون أكثر انسجاما مع
المتغيرات الظرفية والمعطيات
الإيجابية المستجدة.
إن ما يشهده العالم الإسلامي
والعربي، وما تتعرض له سورية
بشكل خاص من ضغوطات ومؤامرات..
تجعل القيام بهذه المراجعات
واجبا حتميا مطلوبا من الجميع
ومتوقعا منه. وفي إطار
المراجعات الوطنية
المتبادلة أو المشتركة
نقدّر ألا تستعصي مشكلة على حل. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
16/06/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |