ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
يدفع ضحايا صيدنايا ثمن غياب
الشفافية ؟ العذر
أقبح من الذنب اقتضى
غياب الشفافية عن سورية عامة ،
وعن احداث صيدنايا خاصة أن يضرب
المهتمون بمجريات الحدث في
البدء التخمينات والظنون ، وأن
يختلفوا في تقدير ما يجري
وتحديد ابعاده ، مع كثرة
الروايات وتعددها ، وتعدد مصادر
الأخبار ،وحرص القائمون على أمر
السجن الصغير أو السجن الكبير
على أمرين ..التعتيم المطلق على
مجريات الأحداث ، وبث بعض
الاخبار المضللة إمعاناً في بث
الرعب والخوف في قلوب الناس،
وتمزيق قلوب أهالي المعتقلين
على نحو ما يتصرف النظام بملف
المفقودين منذ ربع قرن، وخلخلة
مصداقية المعارضة السورية التي
تضطر إلى تنسم الأخبار ، ونقل
الوقائع من مصادر قد لا يكون
اطلاعها على الحدث كافيا ،أو
لجم هذه المعارضة عن الحديث عن
الواقعة لتمرير المجزرة وسط صمت
وطني ودولي ، حيث ما يزال العالم
متواطئاً على شعب سورية من قبل
ومن بعد.
إلا إنه مهما يكن من أمر فإن
حجم الدخان المتصاعد من سجن
صيدنايا ، وأصوات إطلاق الرصاص
المتعالي ، والسور الامني الذي
ضرب عليه ، ووقف الزيارات
والاتصالات بالسجن كل ذلك يؤكد
بما لا يدع مجالاً لشك أن أمراً
رهيباً قد نفذ ، وربما ما يزال
يُنفذ داخل أسوار السجن ؛ فهل
يدفع الضحايا الابرياء الذين
يذبحهم النظام تحت العنوان الذي
أشهره ضدهم (المتطرفون) ضريبة
انعدام الشفافية ، وغياب رواية
العدول الضابطين عن مثلهم
لحقيقة ما يجري في السجن ، أم أن
على المجتمع السوري ، أو القوى
السياسية والمنظمات الإنسانية
أن تدب الصوت : "يا سامعين
الصوت" وأن ترفعه مرة بعد مرة
بالنذير والتحذير ، وأن تنخرط
في عملية تحشيد أولية علها تخفف
بعض عناء أو تهدد المنفذين
للمجزرة بافتضاح الأمر ... بعض
السادة المهذبين المدافعين عن
آلام الإنسان أو
المتاجرين بها في هذا
العصر الكالح الذي انقلبت فيه
المفاهيم ، يقف
بين سكاكين الجزاريين وحفر
القبور الجماعية ليلقي على
الناس محاضرة بضرورة المحافظة
على ثنية (بنطاله) ألا تنكسر.
وعندما ترفع المعارضة
السورية الصوت أو بعض أطرافها :
هناك إنسان يذبح تسقط قيمة ،
العدد فلا يهم أن يكون سبعة او
سبعين او سبع مائة !! وعندما
يحاول النظام أن يغلق الملف ، أو
يلفت الانظار عن المجريات ببيان
قصير مقتضب ولكنه أطول من بيان
بعض تجار حقوق الانسان (بعض
المتطرفين) فإنه لا يشهد على
نفسه فقط وإنما يشهد على
المدافعين عنه المتواطئين معه
أنهم غمسوا أيديهم في حلف (الفجار)
معاً...
قلنا في أكثر من مقام وفي
أكثر من موطن وفي هذا المقام
بالذات نعيد القول : إننا نرفض
كمعارضة إسلامية أي توظيف سياسي
لآلام البشر ومعاناتهم ، لأن
معارضتنا السياسية ليست معارضة
ذرائعية ، إنها معارضة تمتلك
منطلقاتها ومقتضياتها الموجبة
من استبداد النظام وفساده
وخروجه على كل شكل من أشكال
النظم المدنية التي تعارفت عليه
الإنسانية منذ عصور اليونان
والرومان وليس فقط في القرن
الحادي والعشرين .
نعم نحن معارضة سياسية
ولكننا لا نتاجر بحقوق الإنسان
ولا بآلام البشر ولا بمعاناتهم
، ولكن ماذا سيكون عليه الامر
حين يدمج العاملون في ميدان
حقوق الانسان السياسي
بالإنساني فيعطون لما يعتبرونه
نظمامستهدفة غطاءاً إنسانياً
أفضل وحقا ماضيا في القتل وسط
الصمت !! ،و لكن ماذا حين يأخذ
بعض العاملين هؤلاء على أنفسهم
التمييز بين إنسان وإنسان ،
وحين يصبح الإنسان الأول في
تعريفاتهم أو في أجندتهم هو (إنسان
وشيء من النفظ أوالغاز)!! غريب
هذا الزمان، بل غريب أمر من فيه
، وفيما حفظ الناس من كلام
النبوة الاولى بلاغ وغنى ..... --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
24/07/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |