ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حزب
الله وحاضنه القومي والإسلامي كتاب
مفتوح سعي
حزب الله للقاء مع التيار
السلفي من أبناء لبنان تعبير
مباشر عن قلق مشروع حالي
ومستقبلي . وإن اشتراكنا في
استشعار الخطر ودواعي القلق
يدفعنا إلى تسطير هذا الكتاب
المفتوح إلى قيادات حزب الله
ورجالات الطائفة الشيعية في
لبنان وفي غير لبنان . إذ مايقال
لشيعة لبنان يمكن أن يقال
للشيعة العرب في كل مكان . ليبقى الانتماء
للدين أو للمذهب أو للقوم أو
للوطن أو للفكرة انتماء فوق
الغرائزية التي يوقد أوراها
الجهل والتعصب . والتعصب حالة من
البدائية يتجاوزها الإنسان حين
يمتلك القدرة الأولية على
التفكير المستقيم . كلام نتوجه
به إلى جميع محاور الانتماء
الغرائزي في عالمنا الذي أضاع
هويته الحقيقية في دياجير اللا
انتماء . وهكذا
يبدو أن إدراكاً
إيجابياً جديداً ينشأ لدى قيادة
حزب الله في لبنان. إدراكا
إيجابيا ناشئا عن معطيات
جيوسياسية، ليست جديدة ولكنها
صادمة في لحظة للحقيقة تقتضي من
صاحبها إعادة الحسابات. أقلية
ولو متغلبة أو مسيطرة أو أكثرية
منتمية منصهرة ؟! تلك
هي المعادلة البسيطة : مسلمون
وعرب في وسط إسلامي عربي ، أو
شيعة يوالون آيات الله في قم
وطهران على حساب الانتمائين
الأولين فيستمدون من الداعم
القوي البعيد أدوات السيطرة أو
وسائل الاستقواء ؟! في تعابيرنا
الشرعية نستعيذ من جار السوء في
دار (المقامة) . ودار المقامة هي
الوطن الذي يفرض نوعاً من
الشراكة الإجبارية على أبنائه
حيث لا يجد الجميع مناصاً من
التآلف أو عيش النكد والفصام
ألواناً. لقد
حاول حزب الله ، حينا من الدهر ،
أن يقفز على هذه الحقائق أو أن
يداريها ويواريها مستفيداً من
مرتكزات للقوة الظرفية في جواره
الجغرافي، مستقوياً بقوة
مركزية تفصله عنها مئات
الأميال، وأمواج من القوى
البشرية تقلقها هذه الصلة وتثير
فيها الريبة، وتدفعها إلى طرح
الكثير من التساؤلات. لقد
اكتسب حزب الله أو الطائفة
الشيعية في لبنان بتحالفه مع
النظام السياسي في سورية قوة
إضافية، ودعماً ظرفياً ولكن هذه
الفوائد بالمقابل فرضت على حزب
الله خصومات وحملته مسؤوليات
ووضعته في مواجهة قوى في الداخل
والخارج ربما لم يكن من شأنه أو
من مصلحته أن يواجهها أو أن
يخسرها. وللأسف نقول لم تستطع
قيادة حزب الله أن
تفكك مفاصل المعادلة تلك، بل
زاد في الطين بلة أن يتحول شخص
في مقام السيد حسن نصرالله إلى
داعية إعلامي، يمارس بعض ما
يمارسه رجال الإعلام العرب من
أسلوب الخطاب !! هل
حقاً أن المفاصلة بين سنة لبنان
وشيعته هي في حقيقة أمرها على
مشروع المقاومة ونهجها أو على
العلاقة مع سورية وإيران،
ومشروعهما ودورهما في لبنان ؟!
سؤال يجاب عليه في الخلوات أو في
جلسات المراجعة وإعادة
الحسابات وليس في لجاجات
الإعلام. اليوم
ورجال الحكم في دمشق يجلسون مع
الإسرائيليين لتسوية أوضاع
كثيرة أحدها وضع (حزب الله نفسه)
يستقبل رجالات الحزب واقعاً
جديداً، يفرض عليهم معطيات
للتفكير حاولوا أن يتناسوها
لوقت طويل. (وراحت السكرة وجاءت
الفكرة) كما نقول. قد يبدو
مقنعاً للبعض أن يرددوا أن
المفاوضات( السورية ـ
الإسرائيلية ) شأن أو مصلحة
سورية . ولكن هذا الخيار السوري (التفاوض)
على بعض الأرض العربية أو
الإسلامية ، أي على بعض (فلسطين)
مقابل سلام وتطبيع ألا يتناقض
مع ما يعلنه أحمدي نجاد وآيات
الله في طهران، والذين يشتق حزب
الله مشروعه من مشروعهم مباشرة
؟!! هل
بدأ حزب الله على هذا المحور
بالذات يفكر مستقبلياً ؟! هل
هناك في قياداته من يتساءل: إلى
أين ستمضي هذه التسويات ؟ ما هو
نصيبنا منها ؟
وإلى أن ستؤدي بنا ؟ وما هي
انعكاساتها على وجودنا ؟ وعلى
أهدافنا ؟ وعلى مشروعنا ؟ و
مصادر دعمنا؟ وطرق إمدادنا ؟
وأخيراً كيف يمكن أن نتصرف حيال
أي احتمال من هذه الاحتمالات ؟! قاصر
ومحدود من لا يطرح هذه
التساؤلات، وعهدنا بقيادة حزب
الله أنها ليست كذلك. وطرح هذه
التساؤلات لا يعني أن يكون لها
جواب إعلامي، ولا يعني في الوقت
نفسه الرفض الظاهري للتفسيرات
السورية لكل ما يجري في فناء
الوسيط التركي. وعلى
الخط الموازي إلى أي حد سينفع
الاستقواء بالولي الأبعد
جغرافياً؟! وإلى أي حد ستغني
نصرته عن نصرة جارك (بيت بيت) كما
تقول العرب؟! لا سيما إذا انتصبت
القواطع على طريق اتصالك بحليفك
البعيد. ما هي المصلحة أن يستتبع
التحالف مع البعيد العداوة مع
القريب!! و
ذلك عندما تجعل من البعيد ركناً
للتطاول على الآخرين؟! ليس
الشيعة الذين يمثلهم حزب الله
عموماً ـ في هذا الظرف ـ أقلية
في لبنان ولكنهم ليسوا أكثرية
أيضاً. وهم إذ ينسبون إلى محيطهم
الأقرب في سورية وفلسطين ومصر
والأردن سيكون لمعادلتهم
الرقمية شأن آخر. فأي مصلحة
لشيعة لبنان في تأكيد مغايرتهم
لهذا المحيط الذي ينتمون إليه:
جغرافياً وقومياً وإسلامياً!! من
المؤسف أن نؤكد أنه لم تنجح
محاولات حزب الله الظاهرية
لتغطية واقع الفصام هذا الذي
حشر نفسه فيه بسياسات وطروحات
خاطئة من علاقاته مع سورية
وإيران . لم ينفع حزب الله في شيء
أن تمتنع قناة المنار ـ مثلاً ـ
عن رفع الآذان، مخرجاً من
الآذان (بحي على خير العمل). لأن
مواقف وسياسات وعلاقات كثيرة
صادرت الرغبة العاطفية تلك في
الاختباء وراء الشعارات ، وجعلت
صور السيد حسن نصر الله التي
علقت على جدران الكثير من
العواصم العربية من المحيط إلى
الخليج بعد حرب تموز تلطخ
بالسواد فيما بعد، لا بد أن
لقيادات حزب الله ناصحين أو
مخبرين يحملون إليها مثل هذه
الحقائق والأخبار . وبعد
.. نحن
الآن ـ جميعاً ـ في هذا المربع
الضنك الخطير فماذا بعد ؟! لعل
من الضروري تعقيباً على كل ما
مضى أن ننبه إلى جملة من الحقائق
أولها أن على حزب الله أن
يتنبه إلى أن حاضنه العربي
والإسلامي حاضن إيجابي منفتح.
وليس حاضناً محتقناً أو مأزوماً
أو محكوماً بمواقف شرعية سلبية
أو تاريخية مسبقة . أي أن
أي محاولة جادة تبدو عليها
مخايل الصدق للاندماج والتعاون
ستجد أرضية صلبة وأيدي ممدودة
وعقولاً وقلوباً منفتحة. وهذا
الحاضن في بعديه العربي
والإسلامي هو أيضاً حاضن
مستقل ورشيد وقادر على تقدير
المواقف، ودراسة المدخلات
والمخرجات. ولن تضر المسيرة في
هذا الإطار بعض الأصوات تصدر عن
بُنيات الطريق. وربما من
المفيد أن نذكر في هذا السياق أن
الذين يرغبون في صنع المستقبل
ليسوا أولئك الذين لا يزالون
يعيشون في التاريخ. لقد
انقضت (كربلاء) بكربها وبلائها،
وسبقتها صفين وقد حسمت أمر
الطائفة الباغية عند المسلمين
جميعا في جمع المؤمنين ذاك
الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.
فلا معنى للتعلق بعدو موهوم
من ( تيم وعدي ) كما يردد
الرداحون !! عدو من تمر نصنعه
لننشغل بحربه كما كان أهل
الجاهلية بآلهتهم يصنعون !! بل
لعل، وهذا الأولى، بدل أن يكون
لحزب الله أو لشيعة لبنان دورهم
السلبي في تأزيم علاقة شعوب
المنطقة مع إيران ( الدولة
والمذهب والإنسان
)، وبدل من أن يحول حزب الله
دولة إيران إلى (فزاعة) يرهب بها
خصومه في لبنان أو في مصر أو
الشام، لعلى الأولى به و بشيعة
لبنان بكل إرثهم التاريخي
المستقل أن يكونوا جسراً
للموادعة والتقارب والتفاهم
والوئام، وأن ينقلوا إلى
أولي الأحلام والنهى في قم وفي
طهران الانعكاسات السلبية
الخطيرة التي تصيب البنيان
الإسلامي جراء
كسب نطيحة يشتريها متعصب مذهبي
هنا، أومتردية يوظفها آخر في
مشروع فردي محكوم عليه بالخسران
هناك. نعم
يمكن لحزب الله، ولشيعة لبنان،
أن يكونوا رسلاً حقيقيين لرأب
صدع أوجدته سياسات ممسوسين
مذهبيين في جسد الأمة الواحدة.
ووجد فيه العدو المتربص ضالته
ليمارس المزيد من التجزئة
والتفتيت . من
الضروري أن ننبه إلى أن مشروع
حزب الله المقاوم لم يكن موضع اختلاف
أو موضع ريبة أو تساؤل. وإلى أنه
ليس المطلوب من شيعة لبنان أن
يشتروا عداوة إخوانهم في المذهب
في إيران أو في العراق أو في أي
مكان. بل المطلوب كما أكدنا
أن يعملوا لجعل الإخوة في
المذهب جسراً إلى الإخوة في
الإسلام. وليس
المطلوب من رجال حزب الله
وقياداته أن يقطعوا علاقاتهم مع
أي حليف سياسي لهم في حلفه قوة
وبلاغ على أن يضعوا هذا الحلف في
إطاره الدقيق الذي لا يرتد
عليهم أو على مشروعهم بالنقض أو
الفساد. وخيارات
حزب الله في هذا السياق ليست
صعبة بل هي واضحة وميسرة ومشرفة.
ولا يمكن لأي دولة أو حزب أو
جماعة أن تكون مع وضد في وقت
معاً. لا
يمكن لفرد أو حزب أن يكون تابعاً
أوامتداداً ورائداً في وقت واحد!!
والمزاوجة بين الولاء الشعوري
والموقف السياسي العملي تحتاج
إلى الكثير من الدقة في التعبير
وفي الموقف على السواء. كيف
نوالي الذين أضاعوا العراق،
وأعانوا عليه الغزاة، ومكنوهم منه
ومن أفغانستان ثم
نعلن أننا مع المقاومة في
فلسطين والعراق وأفغانستان
ولبنان ؟!! إذا أردتم أن يُصدق
هذا الكلام ، فإن المعادلة
تحتاج إلى بعض التفكيك. لأبي
العلاء المعري كلام في مثل هذا
الكلام.. هذا كلام له خبء
معناه ليست
لنا عقول يمكن
لحزب الله بقاعدته البشرية وفي
لبنانه الحضاري وبمشروعه
الإسلامي بأبعاده أن يكون جزءاً
من حاضنه العربي والإسلامي بل
جزءا فاعلا ومؤثرا فيه ، وجسراً
تعبر عليه الإخوة الإسلامية في
عصر تعصف فيه رياح التفتيت
والتمزيق، لو أراد وعزم. تلك
هي خلاصة الكلام --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
23/08/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |