ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 11/09/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


سعد الحريري يحمي العلويين في لبنان

فمن يحمي .... في سورية ؟!

زهير سالم*

المواثقة التي تمت بين أبناء طرابلس لحماية العلويين من أبناء جبل بعل محسن برعاية سعد الحريري ورئيس الحكومة السنيورة ووجوه أهل طرابلس بمن فيهم المفتي ورئيس الحكومة السابق عمر كرامي وجه طرابلس السياسي الأبرز ، المواثقة الرسمية والشعبية لحماية الإنسان ووقف سياسات التطاول أو العدوان والخوف والتخويف المتبادل تستحق المباركة والإشادة والتأييد..

فهذه المواثقة التي اقتضاها ظرفها الناشئ عن توتر علاقات عارض هي في الأصل تأكيد لواقع تعايش تاريخي واستراتيجي مكين ساد في المنطقة عصورا وقرونا ، فكّون أساس العلاقة بين أبنائها ، وإن لم تخل هذه العلاقة عبر التاريخ الطويل من شذوذات ، كان بعضها ابن عصره، وكان بعضها وليد حالات من الصراع يتداخل فيها السياسي بالاجتماعي بالديني. ولكننا نستطيع أن نجزم أن الخوف لم يكن في يوم من الأيام هو سيد العلاقة بين الناس على أرضنا، ولم يكن الاستئصال أو الإقصاء هو السياسة السائدة الشائعة بين أبناء البلد الواحد..

حين بادر سلطان باشا الأطرش أو صالح العلي ليقفا مع بقية أبناء الشام في وجه المستعمر الغازي، فإن هذين الرجلين لم ينهضا من فراغ . وحين رضي أهل سورية أن يعلنوا سلطان باشا الأطرش زعيماً للثورة السورية لم يفعلوا ذلك انطلاقا من علاقة تاريخية عدمية أو من ظرف عارض طارئ...

نفي الخوف عن حياة أبناء الوطن الواحد أجمع إنما يقوم على نفي سياسة التخويف أيضا، تخويف المواطن من المواطن ، والجماعة من الجماعة ، والأقلية من الأكثرية أو العكس . بالأمس كان الأستاذ عصام العطار يتحدث في حلقة معادة من مراجعاته على قناة الحوار فذكر عرضا عن سر لقائه بمن يلوذ بالآغا خان في جنيف.. وكيف أن الرجل رجاه أن يقبل بدفن الآغا خان الراحل في مدينة سلمية لأن سلطة البعث كانت تعتذر لهم بأنها لو سمحت لأبناء الطائفة الإسماعيلية بدفن إمامهم في بلدتهم فإن عصام العطار برمزيته الإسلامية سيقلب الدنيا على النظام!! إشارة واضحة الدلالة والهدف والغرض والسياق !! وكان من حق عصام العطار أن يضحك وهو يجلس إلى بعض مواطنيه في مهجره ولسان حاله يقول : (كلنا في الهم شرق).

ثمرات سياسات التخويف مرة وقاتلة وهي ، إن نفعت الذين يتعاطونها حينا من الدهر إلا أن حصادها في النهاية  سيكون الشؤم والكراهية والانتقام ،  ولن ينعكس شؤمها على فريق دون فريق أو طرف دون طرف، بل سينعكس شؤمها على الجميع ولن يستفيد من حصادها إلا العدو المتربص الذي سهل على بعضنا أن يجلس معه قبل أن يجلس مع بعضه!!

في رمضان المبارك جاءت المواثقة التي تمت على أرض طرابلس بمبادرة ورعاية السيد سعد الحريري لأن سعد الحريري في لبنان هو الأملك للموقف والأقدر على المبادرة والمواثقة في استشراف مستقبلي يخرج لبنان من بعض تناقضاته التي تكاد تعصف به.

ترى هل تحتاج سورية كما احتاجت لبنان لمثل هذه المواثقة ؟! مواثقة تنفي عن أبنائها سياسات الخوف والتخويف  التي ينكر وجودها الآمنون ولو ظرفيا ، بما امتلكوا من أدوات السلطة والقهر. في سورية اليوم الخوف والتخويف هما سيدا الموقف بالنسبة للكثير من المواطنين الذين ينامون على وسادته وينهضون على رفادته .

الخوف في ظل قانون الطوارئ والأحكام العرفية، والخوف في ظل سلطة المزاج في مواجهة سلطة القانون ، والخوف في أسر حزب يمتلك حق السيادة وفي ظل طائفة امتلكت مع عصا السلطة الغليظة مفاصل القرار الذي يتحكم بالفرصة واللقمة..

والخوف في ظل القانون 49\1980 الذي يشرد في أصقاع الأرض الآلاف من المواطنين ويصادر عليهم وعلى أبنائهم وأحفادهم حق العيش الآمن في أوطانهم..

الخوف في ظل ملفات تاريخية عمرها أربعة عقود فيها الموثق وفيها الملفق تشكل مادة لابتزاز الإنسان ولمساءلته عن كلمة قالها في مجلس أو عن رأي أبداه في موقف..

الخوف والقلق والترقب.. وأسماء الآلاف من المفقودين ما يزال أهلوهم ينتظرونهم بقلق وريبة وشغف، بقلوب إنسانية تخفق بكل ما تخفق به قلوب الأمهات والآباء والأبناء والبنات والأخوة والأخوات من حب ووفاء وعاطفة..

حالة سائدة من سياسات منهجية تعمل قاصدة على تكريس الخوف و التخويف أساسا للعلاقة بين أبناء الوطن الواحد !! سياسات تحتاج إلى مبادرة جريئة تطوي جميع الملفات لدى أجهزة الأمن ، وتلغي جميع القوانين العرفية والاستثنائية الجائرة ، وتتجاوز ما كان وتتعلق بما ينبغي أن يكون ، وتفتح صفحة المواثقة الوطنية لاستلال الخوف من عقول وقلوب كل الذين يستشعرونه : خوف اللحظة الذي تثمره سياسات واقع قائم ، والخوف من المستقبل الذي يثمره المكر المأمول عبر السياسات المخططة والمبرمجة بكثير من الغرور..

سعد الحريري امتلك قرار المبادرة فأقدم عليها في لبنان ، فهل في سورية أيضا من يملك زمام المبادرة وإلى مثله يمكن أن يوجه مثل هذا الخطاب..؟!

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

11/09/2008

 


تعليقات القراء

 

مهند محمد ناجي

يبدو أنه ليس بالامكان ابدع مما كان فالنظام السوري لم لايقدم التنازلات ان لم يشعر بالخطر ولم يكن الشعب ومصالح طوائفه رقما في حساباته على الاطلاق لأن مجتمع الغابة لايمكن لطرف فيه يثير الاهتمام الا اذا كان قويا بما يكفي لفرض وجوده

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ