ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الحادي
عشر من سبتمبر مَن
هو الضحية ؟! سبع
سنوات مرت على أحداث الحادي عشر
من سبتمبر ومازالت تداعياتها
وانعكاساتها تتوالى على ساحة
واسعة من بلاد العرب والمسلمين
إرصاداً وحرباً وقتلاً
واعتقالاً وتدميراً وتجويعاً
وتشويهاً وعزلاً وإقصاء
واستئصالاً وتمكيناً لمنظومة
الفساد والإفساد من رقاب الأمة
ومصادرة لإرادات الخير والرشد
فيها. فلم
يكن ضحايا الحادي عشر من سبتمبر
أولئك الأبرياء الذين ساخوا في
الأرض تحت أنقاض البرجين أو
اختنقوا بدخان حريقيهما أو
انصهروا مع أجسام الطائرتين
اللتين اصطدمتا بهما.. فقط، لم
يكن الأبرياء من الآلاف الثلاثة
الذين قضوا ضحية عمل طائش مدان
ومستنكر وحدهم الضحايا الذين
ينبغي على الضمير الإنساني أن
يخشع احتراماً لهم وأن يعلن
تعاطفه معهم!! فقد
كان لذلك العمل الطائش تبعاته
من العمل المخطط والمبرمج
والمنظم والقاصد، العمل الذي
تقوم عليه دول وحكومات ومؤسسات
وقوى دولية وإقليمية مما ضاعف
المصاب على أمة الإسلام أضعافاً
مضاعفة وجعل الضمير الإنساني
يئن أمام تفاصيل المشهد بلواحقه
الأكثر إثارة للألم وللغيظ في
وقت معاً.. وقف
الإنسان مشدوهاً فاغر الفم وهو
يتابع وقائع الحدث الأول على
شاشات التلفزيون. مازالت صورة
ذاك /الإنسان/ وهو يلقي بنفسه من
أعلى البرج هرباً من جحيم هو فيه
تستحضر في الذاكرة بعد سبع
سنوات كل هول اللحظة وألمها
ونكارتها ورعبها، تستحضر
إنحياز الإنسان بإنسانيته
المجردة من كل إضافة ونسبة إلى
أخيه الإنسان الذي انصهر في
لهيب الطائرة المصطدمة أو ذاك
الذي ابتلعه الدمار بين نار
ودخان وركام. ثم
تزاحم تلك الصورة لواحقها..
لتكرر أمام ناظريك عشرات أو
مئات المرات في صورة بيوت طينية
بسيطة ورخوة تحولها القاذفات
الأمريكية إلى قبور لمن فيها من
رجال و نساء و أطفال في
أفغانستان أو الباكستان. تلحق
بالصورة مباشرة صورة عمر
المختار القرن الحادي والعشرين
تحصده يد العدو النازي أو
الفاشي في صورة الشيخ الجليل
المهيب أحمد ياسين أو الطفل
العزيز (محمد الدرة) الذي تجسد
الخوف في عينيه وعيني أبيه، أو
في صورة الطفلة (هدى غالية) تقفز
بين أشلاء أبناء أسرتها غداة
يوم ربيعي. وتنضم
إلى لواحق المشهد (بغداد)، بل
الكارثة البغدادية، قتلاً
وتشريداً وانتهاكاً للحضارة
والسيادة والإنسان. ثم
تتابع لواحق المشهد في (غوانتانامو)
و(باغرام) و(أبي غريب) وغولاغ
المعتقلات الطائرة، والإرهاب
المقنن باقتحام الخصوصيات في
بلدان الحرية!! والعدوان الفردي
والرسمي على الإسلام الدين
والعقيدة والمنهج وعلى المسلم
الإنسان، وعلى المسلمين الأمة
في مواطنها ومناهجها ونظمها
وثقافتها، واستضعاف حكامها
الذين استسلموا لإرادة الباغي
أو راوغوا هنا وهناك. وتمتد
يد الجريرة لتصل إلى لقمة
الأيتام والأرامل والمحرومين
واللاجئين، لتسد سبل العمل
الخيري، ولتصادر حقوق الأطفال
الأقل حظاً في كراس وقلم ومقعد
دراسي بل وقارورة حليب وجرعة
دواء، ولتطارد المحرومين في
بلاد المسلمين حتى في اليد
الحانية التي تربت على آلامهم
وتداوي جراحهم تحت شعار: احذر
فأنت مهدد بالمصادرة إن أطعمت
يتيماً أو أعنت عاجزاً أو دفعت
ظل البؤس عن محتاج. ولكن
هل كانت أحداث الحادي عشر من
سبتمتر بكل كارثيتها السبب
الحقيقي لكل هذه المآسي التي
حلت بأمتنا ؟! كيف يستطيع الضمير
الإنساني أن يحتمل وزر قتل
مليون ونصف المليون من البشر في
العراق وفي أفغانتسان
والباكستان وفلسطين، تحت عنوان
محاربة الإرهاب ؟!! أو هل جاء
إخراج الشعوب المسلمة من (التاريخ)
وتدعيم الأنظمة المستبدة في
عالمنا تحت عنوان (استقرار
مزعوم) تهرباً من استحقاقات
الخيارات الديموقراطية التي
صودرت من عالمنا منذ عقود بسبب
الأحداث الملعونة أم وفق مخطط
مخطوط ؟! أهي عقوبة هذه الشعوب
التي لم ترض المنهج الغربي
كما تقدم مثله في فلسطين ومصر
وفي غيرها من بلاد المسلمين؟! هل
كانت أحداث الحادي عشر من سبتمر
بكل كارثيتها حقا السبب المقتضي
لكل هذه المآسي التي حلت بأمتنا
؟! ولكن منذ متى طُرح (شعار)
الخطر الأخضر وتمت صياغة الخطط
والاستراتيجيات لمواجهته:
استئصالاً (البنا وعبدالقادر
عودة وقطب) ومن ثم القانون 49/1980
في سورية، وإقصاء وتجفيفاً
للمنابع، وحرفاً للأمة عن ذاتها
وتشويهاً لثقافتها ولهدف
وجودها..؟! مرة
ثالثة.. هل كانت أحداث الحادي
عشر من سبتمبر سبباً أو ذريعة؟!
لجنة التحقيق الأمريكية تقرر
أنه كان بإمكان الإدارة
الأمريكية أن تحول دون وقوع
الكارثة لو أخذت المعلومات
المتوفرة لدى أجهزة مخابراتها
بجد ؟! لماذا لم يفعلوا..؟! لماذا
مرروا هذا الهول ؟! سؤال سيظل
مطروحاً مقروناً بإعلان بوش
لمعركته على أمتنا: سيقودها
حرباً صليبة!! نعم ولكن بوش على
ما يبدو لم يقرأ فصول نهاية
الحروب الصليبة!! --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
14/09/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |