ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
معارك
فرضت علينا !! نعم
حاربت أمتنا السوفييت في
أفغانستان ، حاربتهم على أرضها
وليس على أرضهم ، أظنها في القرن
العشرين على الأقل لم تفكر في
غزو موسكو . وعندما حاربت أمتنا
السوفييت كانت تخوض معركة
وجودها ، لم تكن تخوض معركة أحد
، لم تكن مرتبطة بأحد ، لم تكن
تدافع عن مشروع أحد . شباب الأمة
من جميع الأقطار الذين اندفعوا
للدفاع عن أرض الإسلام لم
يكونوا أبدا كما يصورهم البعض ،
لغايات في النفوس ، مغررا بهم
ولا مخدوعين ولا مستغفلين ؛
كانت المعركة بكل بواعثها
وأبعادها واضحة في عقولهم
وقلوبهم . والنصر الذي تحقق في
أفغانستان هو نصرنا ،
والانتكاسة التي أعقبته هي ثمرة
مرة من ثمار تناقضاتنا . واستفاد
كثيرون من حرب أمتنا ضد الروس ،
وربما كان أقوياء العالم هم
الأكثر فائدة ؛ ولكن هذا لا يغير
من حقيقة المعركة وطبيعتها شيئا
؛ فليس من شأنك ألا تسأل الله
المطر لأرضك مخافة أن يصيب
رشاشها أو وابلها أرض جارك أو
نقيضك .
المهم الذي يجب ألا ينساه
التاريخ أن المعركة لم تكن
خيارنا بل كانت مفروضة علينا ،
وأن الذين أوقدوا نارها ابتداء
هم الذين يتحملون كليا ليس فقط
نتائجها وإنما أيضا جميع
تداعياتها . المهم
والخطير الذي يجب ألا تنساه
أجيال الأمة أيضا هو السيناريو
المتوقع أمام كل حالة احتلال
تفتح فيها السبيل أمام أبناء
أمة الإسلام للدفاع عن الأرض
وعن الإنسان . دون أن ننسى في هذا
السياق استنكار ما جرى على أرض
العراق من انقلاب على مفهوم
الوطن وتنكر لعصمة دم الإنسان .
ما جرى على أرض أفغانستان ( يمكن
...لولا ) أن يحل لأمة الإسلام
قضية القضايا ومشكلة المشكلات ؛
ومن أجل ذلك وسدت الأمور لحراس
الحدود الذين تلقوا كل الدعم
والتأييد والمساندة على مدى
عقود . إن
الذين يحاولون قراءة أحداث
التاريخ ولو كان قريبا خارج
سياقاتها إنما يحاولون وفق مخطط
مرسوم إطفاء كل المصابيح لتكريس
حالة اليأس والإحباط والدفع
عميقا في بؤرة الإعصار . وما
قلناه عن معركة الأمة في
أفغانستان يمكن أن يقال عن كل
المعارك والصراعات التي تخوضها
أجيال الأمة لا لأنها مشاكسة أو
مشاغبة كما يصور البعض ، وإنما
لأنها لا تجد بدا مما ليس منه ،
على ما تقول الأمثال ، فحين
يدافع شعب عن حقه في الكلمة وفي
اللقمة ضد إرادة مستبد أو فاسد ؛
يكون من الديماغوجية أن تسأله
عن خياراته في توقيت الزمان أو
المكان أو عن الأسلوب الذي
يختار وتغمض عينك فلا ترفعها ،
وأنت تسر حسوا في ارتغاء ، إلى
يد تخنق الكلمة ، وأخرى تنتزع
زجاجة حليب من فم رضيع . في
حدود العلم أن أبناء الأمة ، أمة
الإسلام ، لم يشهروا حتى اليوم
محطة فضائية تردح ليل نهار
بالثأر من أبي لؤلؤة أو بالنيل
من قوم الهرمزان أو المرزبان .
لم تتحرك جيوش المبشرين أو
الحجاج المقنعين لتغزو طهران
وقم وأصفهان . ولم تبذل أموال
الخمس بدل إطعام الجائعين وجبر
عثرات العاثرين لشراء ولاء أو
إحداث فتنة !! ثم نسمع أو تسمع
كثيرين يعظونك بالحفاظ على وحدة
الأمة ويتظاهرون بالصلاة
لتوثيق عراها ثم ينغضون رؤوسهم
إذا واجهتهم بالحمم تلقى عليك .. كل
المعارك التي خاضتها الأمة منذ
القرن العشرين كانت معارك ضرورة
لم يكن لأمة الإسلام يد في دفعها
أو في التحيز عنها قراءة لابد أن
تكون حاضرة في فقه القرن ورؤيته
على أساسها تفسر الأحداث وتقوم
النتائج . --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
05/10/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |