ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مَن
هم المدنيون؟ حسب
الجنرال الإسرائيلي غادي
ايزنكوت ربما
من الضروري أن يتوقف العالم،
الدول والمنظمات السياسية
والإنسانية ورجال الرأي العام،
عند إطلاقات الجنرال
الإسرائيلي غادي ايزنكوت قائد
أركان الجبهة الشمالية. حول
سورية ولبنان مستعيناً برمزية
حرب تموز 2006 / حرب الضاحية
محاولاً قلب المفاهيم،
مستثمراً حقيقة الدمار الشامل
الذي ألحقته القوة الهمجية
بالضاحية الجنوبية وبلبنان
وبتدمير 120 ألف منزل فيه. ما
استوقفنا في هذه التصريحات ليست
علو نبرة التهديدات ولا أبعادها
أو انعكاساتها. ولا تحول
العسكري أو السياسي إلى (إعلامي)
يهدد ويتوعد على الطريقة الدون
كيشوتية التي من حق الدول
والأحزاب التي توجه التهديد
إليها أن ترد عليها ، أو أن
تحتفظ بحق الرد إلى الوقت الذي
تريد . الذي
استوقفنا في هذه التصريحات بجد
وبقلق شديد، والذي نرى أنه من
الضروري أن يتحول إلى المنظمات
الحقوقية، والمحاكم الجنائية
الدولية، لتثبيته وتأمله، ورصد
انعكاساته ومحاسبة قائله ، آخذة
بالاعتبار أن
مطلق هذا القول، ليس طريداً في
تورا بورا ولا سجيناً في
غوانتانامو ، وإنما هو أحد
القادة الذين يمتلكون حق التصرف
بأعتى ترسانة للسلاح في منطقتنا
المنكوبة، بما فيها ترسانة من
أسلحة الدمار الشامل
البيولوجية والكيمائية مع أكثر
من مائتي قذيفة نووية. الجنرال
الإسرائيلي يقرر وهو يهدد (.. ما
حدث في الضاحية الجنوبية في
بيروت عام 2006 سيحدث في كل قرية
يطلقون منها صواريخ نحو إسرائيل
سنستخدم القوة ضد هذه القرية
بصورة غير متناسبة ونلحق بها دماراً
هائلاً. هذه بالنسبة إلينا ليست
قرى مدنية بل قواعد عسكرية). هذا
التقرير الأخير هو ركيزة الحدث
والحديث. حين يطلق صاروخ أو
قذيفة أو ربما رشقة من رصاص من
قرية ما، تسقط عن أهالي القرية
صفة (المدنيين) ويصبحون برجالهم
ونسائهم، بشيوخهم وأطفالهم،
أهدافاً عسكرية ، تسقط عنهم
الحصانة التي تمنحهم إياها
المواثيق الدولية التي تشترط
ضرورة حماية المدنيين في أيام
الحرب. هذا المنطق أو هذا (القرار)
الي يتبجح به الجنرال الصهيوني
هو الذي يحتاج إلى مراجعة
وتدقيق دوليين على الصعيد
السياسي وعلى الصعيد الإنساني. هذا
القرار أو التقرير، الذي يصفه
الجنرال الصهيوني في تصريحه ذاك
بأنه ليست توصية مرفوعة إلى جهة
عليا لإقراره بل أصبح خطة تمت
الموافقة عليها..!! وسكوت
العالم عن هذا (القرار) الجريمة
بحكم موقع أصحابه، أو تغاضيهم
عنه يعني بالتالي اشتراكاً في
الجريمة التي يمكن أن تنشأ عنه
في أي لحظة من اللحظات. ويعني
أيضاً بمفهوم المقابلة.. أن على
هذا العالم أن يعترف على الوجه
المقابل بأن في الصف المحتل
لأراضي الآخرين لا يوجد مدنيون
أصلاً. فالإنسان الذي سلبك بيتك
ليسكنه هو وزوجه وأطفاله سيكون
بلا شك هو الآخر محتل مغتصب
ومقاتل ،وسيتحول البيت بكل
مافيه إلى هدف عسكري وسيتحول
نساؤه وأطفاله عجائزه وشيوخه
إلى مقاتلين وأهداف مشروعين حسب
منطق الجنرال الصهيوني العتيد .
سيكون من حق الذين يتحدثون عن
الدولة (القاعدة العسكرية)
المتقدمة أن يعاملوا بالمثل
الجنرال الصهيوني وخطابه
المأزوم. منطق
الجنرال الصهيوني المتغطرس
يعني أن يتحول عالمنا بكل ما فيه
ومن فيه إلى أرض محروقة، يمكن في
ساعة حماقة أن يهلك كل ما فيها
من حرث ونسل. وينفي عن الوجود
الإنساني حقيقة الوجود المدني
وما يقتضيه هذا الوجود من قواعد
للحرب وما يفرضه على جميع
المحاربين من التزامات . حين
يكون من حق الأقوياء أن ينزعوا
عن الأسير صفته تهربا من القيام
بالتزامات الوصف ومقتضياته
الإنسانية والدولية ، وحين يكون
من حقهم أن يخلعوا عن الشيوخ
والنساء والأطفال وعن الرضع
والأجنة في أرحام الأمهات وصف
المدنيين لتخلع عليهم أقنعة
الإرهاب والإرهابيين تحت سمع
العالم المتمدن والقانون
الدولي فهذا يعني أن على حضارة
الإنسان والقانون الدولي
العفاء سكوت
العالم والمنظمات الإنسانية
على تصريحات وتهديدات الجنرال
المتغطرس يعني لأبناء أمتنا
أكثر من الكثير ؛ إنه سكوت
الإقرار الذي يقتضي قبول التبعة
بكل أبعادها. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
06/10/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |