ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  08/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قد تغير الولايات المتحدة سياستها

ولكنها لم تغير قط استراتيجيتها

زهير سالم*

المخرجات المرعبة التي تطالعنا بها كل عام التقارير الإنمائية للمنظمة الدولية، جهل وأمية وتخلف وفقر وبطالة وفساد وعجز، هذه المخرجات التي تشعرنا دائماً بالخزي والإحباط، وتحشرنا في خانة (الهمل) من بني البشر، هي نتيجة مباشرة للمدخلات الأولية لمشروع الهيمنة (الأورو ـ أمريكي) الذي فرض علينا منذ (انتصارنا) المزعوم مع الحلفاء الغادرين في الحرب العالمية الأولى.

تلك المخرجات المرعبة التي تضعنا في مواجهة الرقم الشفاف الذي لا يكذب ولا يخدع ولا يماري ولا يداري فتخبرنا كم كتاباً نقرأ، وكم كتاباً نترجم، وما هو مقدار دخلنا القومي مع ثروتنا البترولية الضخمة، وعن عدد الأميين في مدننا وقرانا، وعن إحصائيات الإبداع والمبدعين المقارنة لأمة تعد بالمليون أو بالمليار مقارنة مرة إلى خمسة عشر مليون يهودي وأخرى مع دول مثل إسبانيا التي كنا نسميها الأندلس أو مع سنغافورة البلد الذي أصبح قدوة ومثالاً.

زنازين التخلف هذه التي ضربتها علينا الاستراتيجية (الأوروـ أمريكية) منذ أكثر من قرن تمثل القاعدة الصلبة التي قام عليها مشروع يقدر بحذر شديد أبعاد الخطر ، خطرنا الأخضر وإن كان وهمياً ، الذي يمكن أن تمثله هذه الأمة فيما لو امتلكت قرارها أو نصفه أو ربعه أو عشره كما هو حاصل اليوم في غزة أو في اسطنبول.

لقد قامت هذه الاستراتيجية ، منذ أن انتزعت شعوبنا استقلالها ، على قاعدة التحالف الأبدي مع أنظمة الاستبداد التي أطلق عليها تمويها لقب أنظمة الاستقرار !! تلك الأنظمة التي كرست كل مدخلات ومخرجات الذلة والهوان اللذين نعيش.

ربما ينشأ في أي مرحلة من المراحل اختلافات ظاهرية أو حقيقية بين الحلفاء على طريقة إخراج هنا أو على بعض جزئيات المشهد هناك ؛ ولكن دون أن تصل هذه الخلافات في أي مرحلة من المراحل إلى حد نقض التحالف ، أو التفكير الجدي بتغيير حقيقي في منصة المسرح أو في شخوص الممثلين.

في هول الصدمة التي أصابت العقل الأمريكي بعد أحداث 11/9 المستنكرة ، بدأ هذا العقل يهذي، أعلن الساسة الأمريكيون بدأ من رئيسهم إلى كبار صناع سياستهم إلى أنهم سيعيدون النظر في استراتيجية دعم الاستقرارأي الاستبداد ؛ السياسة التي أوردتهم الموارد ، وأدت كما قرروا إلى الكثير من هذا الدمار ؛ ولكن سرعان ما ثاب العقل الأمريكي إلى رشده وليس إلى الرشد ، وبدأ مراجعة خطابه، وأدرك أنه ذهب بعيداً ولا سيما حينما وجد أن طريقة الحكم الراشد كما جربه ، عبر بعض صناديق الاقتراع ، ستذهب بالكثير من مصالحه العارضة التي لا يهمه أن تكون عارضة وأن تستمر ولوإلى حين ، والذي يعلن دائما عن استعداده ليدفع ثمنها حقدا وكراهية وكثيرا من دماء أبنائه ودماء العالمين .

وربما يكون هذا العقل معذوراً  إلى حد كبير ذلك أنه بعد بحث مضن على الساحة العامة في بنية هذه الشعوب لم يجد أي قوة حية يمكن أن تبذل من الوعود ـ مجرد الوعود ـ ما تقدمه أنظمة الاستقرار عملياً من تسهيلات أوتنازلات . عصافير الاستبداد التي باليد أكثر إغراء من ثمار الإصلاح المرجوة على الشجرة.

ومنذ زمن غير قليل سحبت الولايات المتحدة هذيانات ساستها حول الديموقراطية، وحقوق الإنسان، ووعودها بالكف عن دعم أنظمة الخدمة، أو أنظمة الاستبداد أو الاستقرار.

ولقد أمسك الساسة السوريون الولايات المتحدة من اليد التي تؤلمها، حين قفزوا مباشرة إلى مركب (السلام) مع مسؤول صهيوني آفل ومهزوم.. وعندها لم يكن أمام المسؤولين الأمريكيين من خيار، فلقد قطعت جهيزة ( إسرائيل الشفيع العريان ) قول كل خطيب ، وتناسى بوش ومن قبله لارسن وساركوزي كثيرا مما كانوا يقولون .عجزون

مشروع الاصلاح العام في وطننا كان دائما مشروعا مستقلا وسيبقى ، الضالون وحدهم هم الذين ظنوا أنهم قطعوا الطريق على التاريخ .

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

08/10/2008


 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ