ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  11/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأزمة الاقتصادية الأمريكية

بين التأميم والتدويل

زهير سالم*

كان من السهل جداً على العالم أن يعتبر الأزمة المالية الأمريكية شأناً داخلياً، يخص البنوك والمودعين والمستثمرين ودافعي الضرائب الأمريكيين...

وكان من الممكن أن يقف العالم موقف المتفرج أمام الحوار الأمريكي ـ الأمريكي حين سيضطر الأمريكي المتزن العاقل الرشيد الذي لم يصرف بسفاهة، ولم يقترض بمغامرة ، وحين سيضطر الطالب الأمريكي الذي سدد للخزينة العامة قرضه الدراسي، أو صاحب بطاقة الائتمان الذي يسدد ضمن المدة القانونية المحددة كل ما يصرفه لأنه تعود أن يحسب قبل أن يصرف، حين سيضطر كل هؤلاء وهم كثير في المجتمع الأمريكي بدون شك أن يتحملوا رعونات أولئك الذين فرطوا، فوضعوا المال العام أو الخاص في أيدي أولئك السفهاء والمغامرين الذين أسرفوا وبددوا حتى كان ما كان.. هل تذكرنا الواقعة بقوله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً..) ؟!

إن أحد المعاني المباشرة لتأميم الأزمة الاقتصادية الأمريكية هو أن يشارك المواطن الأمريكي (الصالح) بتحمل المسؤولية كاملة عن أشكال التفريط والتسيب الذي أحدثه سماسرة البنوك ووكلاؤهم من جهة ورعونات وسفاهات الكثير من اللاأباليين الذين لا يفكرون من أين يأخذون وفيم يصرفون، قد يذكرك هذا أيضا بالحديث الشريف  (وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه). دون أن ننسى في السياق نفسه الثغرات القاتلة في نظام اقتصادي ربوي تنخره أشكال من القواعد والعقود الاقتصادية الفاسدة التي تقنن الاستئثار والظلم والفساد.

نقول كان من الممكن لهذا المشهد الأمريكي الداخلي أن يجري أمام أعيننا و أعين أبناء العالم فيستقبلوه  بين إعراض وإشفاق كما يفعلون عندما تقع واقعة في هذا البلد أو ذاك، زلزال أو إعصار أو تسونامي عاصف يذهب بمئات الألوف من الناس.

ولكن الوضع مع أمريكا شأن آخر، فأمريكا ليست أندونيسيا، ولا ماليزيا ولا هي الصومال أو السودان، ولا حتى تايوان أو اليابان.

وأزمة (السفاهة) الأمريكية لن يدفع ثمنها فيما نظن المواطن الأمريكي الصالح وحده، وإنما سيدفع ثمنها بطريقة أو أخرى كل الصالحين من أبناء العالم الآخر، سيدفع ثمنها الأثرياء والأغنياء والموسرون والفقراء والبؤساء أيضاً.

أمريكا الممتدة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً عبر (قانون السوق) واتفاقيات التجارة (الحرة)، والشركات المتعددة الجنسيات والعابرة للقارات كما الصواريخ الأمريكية.

أمريكا صندوق النقد، والبنك الدولي، والمساعدات الإنمائية، ومن قبل ومن بعد أمريكا الاستثمارات العالمية اللامحدودة للغُفل والمهجنين الذين لا يحلو لهم اللعب بأموالهم إلا في الساحة الأمريكية، أمريكا البترو- دولار أمريكا هذه ستجعل العالم أجمع يدفع ثمن أزمتها.

وعلينا أنا وأنت، نحن الذين نسكن في بيوت الأجرة ، ونقف ساعات بانتظار سرفيس أو سيارة نقل عام، ونختار من محال بيع الخضار صنفها الثاني أو الثالث، ، نحن الذين نلبس الملبوس ، ونأكل كما قال البعض المأكول بأكثر من مفهوم ؛ علينا أن ندفع اليوم فاتورة السيد الأمريكي الذي يؤثرها (طازجة) ولا تعجبه إلا (أورغينيك) (organic)، والذي يشتري الغسالة أو الثلاجة أو فرش البيت أو الحذاء ليردها على صاحبها، الأسفه منه، بعد ثلاثة أشهر بدعوى أنها لم تعجبه. علينا نحن اليوم أن نتلمس ثمن الأزمة الأمريكية في رغيفنا البائس، وقميصنا المرقوع.

سبع مائة مليار دولار، سيجد عمال المطابع الأمريكية عملاً لطبع المزيد من الورق الأخضر الذي سنغطيه بجهدنا وعرقنا وليس فقط ببترونا وثرواتنا..

أرض السودان الخصبة ليست بيئة آمنة للاستثمار وسواعد الملايين من المصريين والسوريين واليمنيين والجزائريين لاتؤتمن على جهد ومال كما يؤتمن عليه شايلوك الأنيق الظريف !!

ولله الأمر من قبل ومن بعد..

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

11/10/2008

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ