ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حتى
لا نتعلق بالوهم لنبحث
عن حلول جادة لمشاكلنا منذ
ما يقرب العقدين سقطت واحدة من
أقوى النظريات التي سادت عالم
السياسة في القرن العشرين (الاشتراكية
العلمية) في تجسدها السوفياتي
بكل قوته وجبروته. واليوم
أي في أقل من عشرين سنة تسقط (الرأسمالية)
بمعطياتها الفلسفية والسياسية
والاقتصادية بدأ من (الفردية)
المطلقة وانتهاء بديانة السوق،
مرتكزاتها ومفرزاتها. تحدث
كارل ماركس من قبل عن سيرورة
وصيرورة تاريخية كما تحدث
فوكوياما من بعد عن نهاية
التاريخ والإنسان الأخير، بنفس
الطريقة، مع اختلاف لغة العصور،
التي تحدث بها الذين انتظروا
طويلاً مجيء الرجل الذي يملأ
العالم عدلاً بعد أن ملئ جوراً،
فأقعدهم ذلك عن العمل والجد. بلغة
الواثق يتحدث اليوم الكثيرون عن
الأمل الموعود، وكل فريق يخيِّل
أنه لو وسد الأمر إليه، لغدا
العالم أو الأمة أو الوطن بألف
خير!! الدرس
الذي نتلقاه من أزمة العالم
اليوم، أن الوصفة العالمية
الرائجة تحت المسمى الشعبي
القديم (أبو فاس) الذي يصلح لوجع
الراس والأضراس قد أثبتت
إخفاقها بشهادة الواقع . لقد
ترنح العالم بنظرياته
وسلوكياته ومناهجه بمدخلاته
ومخرجاته ليس فقط في امتحان
البلاء المالي الذي ضرب جران
النظام العالمي فأودى به أو
كاد، لقد سقط هذا النظام مع
مجريات الحروب الاستباقية
والممارسات اللاإنسانية من مثل
ما جرى في باغرام وأبي غريب
وغوانتانامو أو مثل ما يجري في
فلسطين وما حولها، حتى كدنا
عاجزين عن التمييز سواء على
صعيد النظرية أو على صعيد
التطبيق بين نظام ديموقراطي
وآخر شمولي، مادام الأول قادراً
في أي لحظة على سن القوانين
والتشريعات أو تسويغ الممارسات
التي تحقق أهدافه. الحلم
الإنساني بالغد الأفضل،
وبالمجتمع الأفضل، أصبح
مكشوفاً، ووقف الإنسان المعاصر
عارياً مجرداً من أي وقاية تحت
شمس محرقة ذهبت بالحرث والنسل.. عن
أي غد نتحدث ؟ وبأي لغة نصوغ
الوعد والأمل؟ هذه هي المشكلة..
المشكلة التي تطرح لا لتكون
مدخلاً لليأس والاستسلام،
وإنما لتكون حافزاً للبحث الجاد
عن حلول لمشكلاتنا ومشكلات
الإنسان في كل مكان. للذين
يملكون الحق بيمين نؤكد أن
الشعارات لا تقدم حلولاً وإنما
تزينها وتختصرها. وأن العالم
يحتاج اليوم إلى المناهج
والبرامج والمدركات التفصيلية
المقنعة التي توضح المحجة بدليل
وبرهان.. فهل إلى مثل هذا من سبيل.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
28/10/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |