ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
شريعة
الله أو شريعة السوق !!! مصطلح
شريعة السوق أو قانون السوق أو
ديانة السوق ليس تعبيرا أدبيا
بلاغيا نأنس به نحن العرب أو
المسلمين عشاق البلاغة
القرآنية ؛ بل هو مصطلح علمي
يتداوله القوم ، ويلحون عليه ،
ويضعونه في رأس برامجهم
التقويمية في عمليات الروز التي
تخضع لها الشعوب والحركات
والأحزاب والجماعات : ما هو
رأيكم باقتصاد السوق ، أو
الاقتصاد الحر، أو قانون السوق
؟! وتحت
هذه العناوين تنضوي مفردات
كثيرة قد لا يكون الربا ، على
سوئه ، أسوأها . فأول مفهوم
للحرية في هذا السوق الحر أنه
يباع فيه
كل شيء ، كل شيء . في عناقيد
محطات الفضاء التي هي بعض وسائل
هذه السوق ، والسوق في العربية
تذكر وتؤنث ، يعرضون عليك في
واحدة معجون حلاقة , وفي ثانية
أجهزة للتدليك ، وفي ثالثة
نماذج لأحذية ، وفي رابعة أجزاء
من جسد امرأة ...!! وكل هذه السلع
في عرف هذه السوق سـواء . ومن
مفردات هذه الشريعة أن العقد
شريعة المتعاقدين هكذا هي مطلقة
معلقة بإرادة أو بطغيان إنسان
ساعة قوة أو ساعة ضعف !! في
شريعتنا ، شريعة الله ، أيضا
العقد شريعة المتعاقدين إلا
عقدا أحل حراما أو حرم حلالا ،
لأن شريعتنا وإن كانت تحترم
إرادة الإنسان ، تحد من طغيانه
، وتحمي ضعفه ؛ لئلا يبغي بعض
الناس على بعض ( وإن كثيراً من
الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض ) (
كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه
استغنى ) ديانة
السوق ديانة تحمي سفه الإنسان
وتؤز شهواته وتدفعه دائما إلى
قرارة الجبلة الغريزية لتجعله
دائما مكدودا بين قطبي الرغبة
والإشباع ليبقى
لاهثا بينهما من المهد إلى
اللحد . المحوران اللذان يمثلان
قطب الرحا في الفلسفات المادية
التي تقدس المادة بل تجعل
الإنسان واحدا من تجلياتها
التاريخية حسب النظريات
الماركسية أو الدارونية أو
الفرويدية . والذين
يعتقدون أن هذه الديانة أو
الشريعة أو القانون قادرة دائما
على ترميم نفسها نرجوهم أن
يتوقفوا ، وأن ينظر أحدهم ما
يقول ، وأن يراجع أو يسترجع أو
يتأمل؛ فهو من حيث كون صاحبه
مسلما مؤمنا كلام خطير !! وهو من
حيث الواقع العلمي يخلط الأوراق
، تختلط عليه قوة الاقتصاد
باقتصاد القوة . إن مائة وخمسين
مليون دولار أمريكي تقذفها كل
يوم المطابع الأمريكية مدعومة
من الصواريخ العابرة للقارات
أكثر من الشركات المتعددة
الجنسيات تشكل عملية نقل دم
يومي لاقتصاد مصاب بلوكيميا
حادة قد تسعفه عمليات نقل الدم
حتى حين . ومن
الوجهة الأخرى نحن بكل تأكيد
سبب أزماتنا المتعانقة
والمتلاحقة، دون أن نعفي
الآخرين من دورهم المباشر في
تكريس تخلفنا وتمزقنا وضعفنا من
خلال تسلطهم وتسليطهم علينا مَن
إذا تولى سعى في الأرض ليفسد
فيها ويهلك الحرث والنسل، ثم
يمكن هؤلاء بكل ما يشتهون من
أسباب البقاء ووسائله. نظن
أن عندنا ما يكفي من العصي و(الكرابيج)
لجلد أنفسنا وتحطيم معنوياتنا،
وإغراقنا في قرارات الإحباط
كلما لاح للفجر تباشير نور. أما
أن نكون نحن سبب أزمة (وول ستريت)
في نيويورك وباريس ولندن وروما
ففي هذا إعطاؤنا دوراً ربما لا
نستطيعه ولو أردناه..!! وأما
أن يتوجه إلينا (براون) اليوم
ليطلب منا ونحن الذين تشكو
شعوبنا الجوع والبطالة أن نغطي
أو أن نرقع الخروق التي أحدثوها
بقوانينهم وفسادهم وسفاهاتهم
على السواء فذاك أمر يؤكد وجهة
النظر التي تشكونا إلينا . اليوم
إذ يترنح العملاق الرأسمالي
مؤشراً للسقوط كما سقط قبل أكثر
من عقد توأمه المباشر.. لا يمكن
أن نبحث عن أسباب سقوطه في عقول (أئمة
المساجد) في نجد أو في الحجاز أو
في الشام أو في مصر أو في اليمن،
أو حيث تنتشر المجاعة في جنوب
السودان أو الصومال أو أدغال
أفريقية. إذا
كنا لا نؤمن أن (ديانة السوق)
معصومة لا يأتيها الباطل من بين
يديها ولا من خلفها، فعلينا أن
نتلمس أسباب هذا السقوط أو
الترنح أو الاهتزاز في بنية هذه
الديانة في مقاصدها الكلية،
وقواعدها الأصولية وأحكامها
التفصيلية الجزئية. (الربا)
بالنسبة إلينا عنوان (الانمحاق)
الاقتصادي. الربا رأس الخبث
الاقتصادي ولكنه ليس كل الداء،
إنه سبب رئيس ولكنه ليس كل
الأسباب، والذين يشيرون إليه،
من بني قومنا ، يشيرون إليه على
سبيل الإجمال والاختصار. نعم
يمحق الله الربا.. في
بنية (ديانة السوق) في مقاصدها
وكلياتها وجزئياتها كثير من
الأحكام القابلة للنقد
والمراجعة والتفنيد والبيان
والتي كنا ننتظر من أبنائنا من
أصحاب الاختصاص أن يضعوا
أصابعهم عليها لا في أعيننا.
وهذا لا يلغي أن نجد وجوها
للحكمة نبقى دائما أحق بها
وأهلها ( قل فيهما إثم كبير
ومنافع للناس ) (الفساد)
بأنواعه الذي هو سلوك عالمي
تنكشف أبعاده فضيحة بعد فضيحة
صورة أخرى من صور أسباب
الانهيار الذي نتحدث عنه.
الصفقات المريبة التي تتجاوز
الملايين والمليارات. قال ابن
الخطاب (إن الذي أدى هذا لأمين)
قيل له (يا أمير المؤمنين عففت
فعفوا ولو رتعت لرتعوا). ألم تكن
حرب العراق وأفغانستان من قبل
مدخلاً حقيقياً ليرتع الطامعون
في دماء الناس أو في أموالهم
أوليست هذه أسباب موضوعية
للأوراق النقدية المطبوعة دون
رصيد مثلها مثل قروض الائتمان
بأنواعها المقدمة للمستهلك (الأبيض)
دون ضمان والتي يطلب اليوم من
شعوبنا السمراء (الحفاة العراة
العالة..) أن تغطيها بشفاعة
المستر (غولدن
براون.) ربما
لو درسنا شريعتنا كما درسنا (شريعتهم)
لأدركنا المداخل الحقيقية
لنجاحنا التي يحال بيننا
وبينها، ولاستيقنا ونحن موقنون
أنه (ومن أعرض عن ذكري فإن له
معيشة ضنكاً) وهذا بعض الضنك
الذي يعيشه المعرضون.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
05/11/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |