نون النسوة في أبو ظبي

بعد أن يئسنا منهم هل نعقد الأمل عليهن

زهير سالم*

اليوم تلتقي في الإمارات العربية المتحدة العربيات الأوائل . فهل لنا أن ننتظر منهن شيئا مختلفا عن ذاك الذي مللناه وسئمناه ؟! منذ يومين كان المعلقون السياسيون حول العالم يتحدثون عن أناقة السيدة اوباما وعن ذوقها في اختيار اللون الأحمر الموشى بالأسود فهل هو قدر مكتوب على بنات حواء أن تكون قضية الثوب واللون والطبق هو المحور الأول لطيفهن  الوجودي .

يزعم مصطفى صادق الرافعي والعهدة عليه أنك إذا قلت للمرأة أنت الأقدر وأنت الأعقل وأنت الأذكى وأنت الأفهم وأنت وأنت ...ولم تقل لها الكلمة التي تنتظرها كل امرأة ربما رمتك بفنجان القهوة أو بكوب الماء !! نقدم كل هذا أملا وطمعا في ألا يكون لقاء العربيات الأوائل معرضا للأزياء ولا ثرثرة نواعم حول ما يغلف عالمهن .

أملا وطمعا أن تظلل روح الأمومة السابغة مفاصل اللقاء لتخرج المجتمعات ، وهن يلتقين تحت عنوان الأمن والإنسان أو الإنسان والأمن ، بمقررات تحمي السلم الاجتماعي العربي ، وتغلق بروح الرحمة ووشيجة المودة معاهد الظلم وزنازينه التي برع القساة الجفاة في عمارتها . أي أم أنجبت ليكون ولدها طعمة لرطوبة الزنازين سؤال يجب أن يطرح على الأجندة ويحضر بقوة الضمير الحي لامرأة  طالما قالت إنها تمثل الإنسان الغائب في عصر قهر الإنسان .  حرية الضمير وحرية الرأي وحرية الكلمة وحرية الإنسان كل تلك الحريات تنتظر شفاعة من الشفيع العريان .

الطفولة العربية التي يتهددها الجوع والمرض والجهل حملات ( الإبادة الإنسانية ) تحت مسميات مدنية ينبغي أن تشكل حضورا آخر ، وأن تحصد مقررات بعزائم أخوات الرجال وزوجاتهن ، مقررات عملية تجد طريقها للنفاذ قبل الإعلام . نعتقد أن ميزانية إنقاذ الطفولة العربية في مواطنها هي أقل كلفة بعشرات المرات من كلفة تغطية العوار في الأزمة المالية العالمية وإنقاذ البنوك الأورو – أمريكية .

نأمل أن يحضر أجندة العربيات الأول سلم القيم المهددة بقوارض الجهل والعماوة والغباوة والتبعيية . نعم قد نستورد الثوب والزي واللون ، ولكننا نأبى كما نرجو أن يأبين أن نستورد بعض ما نستحي أن نتحدث عنه .

السيدات العربيات من كل الأقطار ... إن كل هذه القسوة وكل هذا الخراب الذي يجلل عالم الأمومة والطفولة وعالم الإنسان إنما يصنعه لعالمنا هذا الذي مسه مس أرنب وريحه ريح زرنب .

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

11/11/2008

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ