ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
الاتفاقية الأمنية نحن
والاحتلال جيران (نحن والاحتلال جيران)
حقيقة استراتيجية ضاغطة ينبغي
أن يعاد على أساسها رسم
استراتيجيات دول جيران العراق،
هذه الدول التي لم تقدر حتى الآن
هذه الحقيقة حق قدرها. حقيقة
تعني كل دول الجوار كما تعني
أيضاً من وراءهم حتى تصل في
بعدها الاستراتيجي إلى سور
الصين العظيم أو إلى صقيع
سيبيريا عند حدود القطب المتجمد
أو الذي كان متجمدا . الوجود
الأمريكي ـ الطارئ ـ
بثقله يؤثر في واقع المنطقة
بكل أبعاده. وقراءة انعكاسات
هذا الوجود لا تتم أبداً
بالطريقة المباشرة أو المسطحة.
البعض يعتقد خطأ أن سورية أو
إيران هما اللتان تتلقيان حزمة
التأثير المباشر للقوة المزعجة
في جوارهما. ولكن
الدولة التركية، العضو في الحلف
الأطلسي، تعلم اليوم أن
الولايات المتحدة تعلن حزب
العمال الكردستاني منظمة
إرهابية ، بينما الاحتلال يغطي
هذا الحزب بطريقة مباشرة وغير
مباشرة، ويمده بالمال والسلاح
وقواعد الانطلاق. الصيف
ضيعت اللبن.. مثل
تقوله العرب، ويردف الواقع
اليوم فهل يدرك قادة المنطقة ما
تبقى.. البعث بشقيه حكم سورية
والعراق ولبنان أيضاً لمدة
أربعة عقود ولكنه بدلاً من أن
ينشئ واقعاً استراتيجياًعصياً
على الاختراق
شارك في إعطاء الذرائع
للاحتلال، وهو الذي جعل من
لبنان خاصرة رخوة تكثر الشكوى
والأنين. المسؤولون
في إيران كرروا أكثر من مرة أنه
لولا دورهم لما كان للاحتلال
الأمريكي للعراق أن يتم. هذه
الحقيقة تعني أن موازنتهم
الاستراتيجية قادتهم إلى أن
الوجود الأمريكي في العراق أقل
سوءاً بالنسبة إليهم من بقاء
النظام العراقي بكل ما له وما
عليه. هذه المعادلة ماتزال
مرفوضة حتى الآن من قبل
المعارضات الأصيلة المسحوقة
تحت سنابك سلطة القهر
والعسف!! ثم
كان ثانياً أو ثالثاً أنه تمت
وفق مخطط واضح المعالم شرذمة
المجتمع العراقي ، وبطريقة ما
اشتركت فيها أيضاً العديد من
دول الجوار. مما أعان قوات
الاحتلال على امتصاص قوة الصدمة
لردة الفعل المقاوم. لقد
أثبت أجدادنا، الذين كانوا بلا
شك بمجاميعهم أقل معرفة أو
ثقافة من كثير من أبناء هذا
الجيل، أنهم أبعد بصراً وأعمق
وعياً وأن الذين رفضوا في مطلع
القرن العشرين مسميات: دولة
دمشق ـ ودولة حلب ـ ودولة الدروز
ـ ودولة العلويين.. قد وقع
أبناؤهم وأحفادهم في الفخ في
مطلع القرن الحادي والعشرين أي
بعد مائة عام من عمر المؤامرة
المأساة. الاتفاقية
الأمنية المفروضة على العراق
اليوم اتفاقية تكرس بوجه من
الوجوه الاحتلال، ولو إلى حين،
وتدخل خللاً استراتيجياً
بنيوياً على المنطقة، وتجعل من
العراق ـ وإن أبى ـ قاعدة
للعدوان المباشر، أو للعدوان
المساند للكيان الغريب المتربص
بنا على أرض فلسطين. إدراك
هذه المعطيات والتعامل معها لا
يتم بالخطب والبيانات، وإنما
يتم بالسياسات العملية والنهج
القومي. النهج الذي تشتبك فيه
أيدي دول المنطقة وحكوماتها
وشعوبها مع أيدي أبناء العراق
جميعاً كما مع أيدي أبناء
فلسطين لتخرج الأمة من أزمتها
التي انتقلت فيها بفضل القادة
الملهمين من حالة المراوحة إلى
مشي القهقرى . --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
12/11/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |