ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ثرثرة
في الهواء الطلق أزمة
كتابة أو أزمة قراءة تقول
الطرفة بأن زيداً أخذ ورقة وأخذ
يخط عليها. قيل له ما تفعل يا زيد.
قال أكتب رسالة لأبي. قيل له
ولكنك لا تعرف الكتابة!! قال
ببساطة: وأبي أيضاً لا يعرف
القراءة. ماذا
تكتب لا يهم!! لأن الذي ترسل
الرسالة إليه لا يعرف القراءة.
أليس في هذا تجسيداً لمفهوم /العبثية/
الذي عجز عن تمثيله الفلاسفة
والمناطقة والمفكرون.. ماذا
تفعل ؟ تهجو أو تمدح ؟ قالها
بشار بن برد يوماً لرجل كريم
العين: خاط لي زيد قباء
ليت عينيـه سواء من
حق زيد أن يفرح بالدعاء بأن تكون
عينه المصابة سليمة ومن حقه أن
يثور إذا كان الدعاء على عينه
المبصرة بالعمى. ثمة
في قواعد البلاغة العربية مبحث
في التضمين يقول: إذا استعمله
الفصيح فهو بلاغة، وإذا استعمله
المبتدئ فهو خطأ يحاسب عليه!! لتعرف
كيف تكتب عليك أن تعرف كيف
يقرءون، وعليك أن تعرف الذين
يقرؤون. وإلا كانت كلماتك كخطوط
زيد التي نسميها خطوطاً تجاوزاً. بعض
المثقفين يظنون أن الثقافة هي
فقط ما عرفوه من المدارس أو من
الكتب أو من المنتديات أو ما
نقلوه عن صحائف الإنترنت
الأثيرية. يوماً
كنت في تهامة عربية، جاءنا راعي
الجمال بصبوح من لبن النوق. وكان
فينا معممٌ أريب. سأله راعي
الجمال سؤالاً في أمر الدين،
فأراد صاحبنا أن يتوسع في
الجواب ظناً بسائله.. فأجابه
راعي الجمال هذه الأمور يعرفها
حتى هذا الحيوان وأشار بيده إلى
جمله . عمر هذا الدرس ثلاثون سنة
مازلت أحفظه وأذكره وأستشهد به،
لا أدري لماذا؟ ردني راعي
الجمال هذا إلى قوله تعالى: الذي
أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. وجعلني
أكثر ثقة بالإنسان، الإنسان
الأنثربولوجي المحض أو المجرد.
أنثربولوجيا قالوا في تعريف
المثقف إنه: إنسان وشيء ما. في
ذاك السياق يعتبرون سكون المغر
والمغارات ثقافة، وطهي الطعام
ثقافة، واكتشاف النار ثقافة،
واستعمال الأدوات الحجرية أو
الخشبية ثقافة. الثقة بالإنسان
كرمته، وجعلته موضع الخطاب
الرباني، الخطاب المتعالي
المعجز في أسمى وأرقى صوره، هذا
الخطاب يتحدى العالِمين
والمتعالمين كما يتحدى الحفاة
الرعاة من رعاء الإبل والشاة
على السواء. سكان
مكة من سادة قريش شأنهم شأن
الأميين في مشارق الأرض
ومغاربها من أبناء أمتنا كلهم
يغترفون سواء من معين القرآن
وتسيل الأودية بقدرها. فلم
يكن عيباً في كتاب الله إعجازه،
ولا سمو أسلوبه، ولم تفقده
الحلاوة والطلاوة التي عليه دقة
المعنى ويسره، ولقد يسرنا
القرآن للذكر.. ولكنها طريقة أهل
العجز في النيل من مدرسة
الإعجاز. قال
رجل لأبي تمام، وأبو تمام هو
القائل.. وإذا أراد الله نـشـر
فضيلـة
طويـت أتـاح لها لسان حسود لولا اشتعال النار فيما جاورت
ما كان يعرف طيب عرف العود هذا
الرجل قال لصاحب هذا الكلام
المحكم والواضح : لم
تقول ما لا يفهم.. ؟! فأجاب
أبو تمام: ... --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
19/11/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |