ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
يقول
الذي يحاصرني : فماذا أنت قائل !! فأجيب
هذا مقام لا أطيق القول فيه تأخرت
كثيراً في اعتزازنا
بالهوية في أبعادها، الحضارية
والإسلامية والعربية، تجعلنا
نغضي ،على
كثير من الألم ، عندما يحثو
الواقع في أفواهنا التراب !! حين
تقارب الحديث مثلاً عن مخزاة (أبو
غريب) أو (غوانتنامو) أو (باغرام).
أو عندما تداور بعض الأفكار
والطروحات والمنطلقات التي
يتبناها البعض المنتمي إلى الكل
ولو بفعل الامتداد الزماني أو
الارتباط المكاني.. يجعلك
الواقع أقل قدرة على مواجهة
تاريخ مثل تاريخ (النازية) أو (الفاشية)
كمعطى فكري أو سياسي، ذلك أن
هؤلاء الذين نتشكى منهم هم (بعضنا)
، وهم بشكل أو بآخر معطى من
معطيات ثقافتنا وواقعنا
وتاريخنا. كما كانت (النازية) و(الفاشية)
كذلك بالنسبة لأصحابها وإن
تبرؤوا منها. في
مأثور التاريخ أن (أبا سفيان)
وهو سيد من سادات العرب وسيد من
سادات قريش في الجاهلية، وقف
يوم أحد على جسد حمزة رضي الله
عنهما يطعنه بالرمح (وهو ميت)
ويقول: ذق يا عقق، يعني يا عاق.. فاطلع
عليه سيد الأحابيش.. فغاظه الأمر
واستنكره أكثر مما غاظ الوضع
الإنساني في سورية النخب التي
زعمت أنها ذهبت لدمشق لنصرة حق
العودة، فنادى بأعلى صوته : يا
معشر قريش، انظروا إلى أبي
سفيان كيف يصنع بابن عمه (لحماً)
أي ميتاً. فبادره أبو سفيان وفيه
بقية الرجولة والإباء ، وقد كف
عن فعلته الشنيعة تلك بقوله:
اكتمها عني فإنها زلة، بمعنى
خطيئة عابرة. ولكن
الزلة لم تكتم، والتاريخ سجلها
لتبقى نكتة في تاريخ الصحابي
أبي سفيان رضي الله عنه. نكتة
لها دلالتها التي تتجاوز الكفر
الذي جبه الإسلام وجب ما كان
قبله. تريد
اليوم أن تندد بنفسيات وسلوكيات
حضارية
صنعت (أبو غريب) و(غوانتنامو) و(باغرام)
ولكنك تغضي حين تذكر أن بعض
المحسوبين على العروبة وعليك
صنعوا ما هو أقسى وأخزى. أرسل
إليّ أخوة أحبة من فلسطين
تقريراً موثقاً بشهادات الشهود
عن معاناة المعتقل الفلسطيني في
السجون العبرية, توقفت طويلاً
في الموازنة بين أن أنشر أو أن
أمتنع ، ثم كان أن امتنعت,
امتنعت ليس لأنني أتأخر لحظة عن
نصرة فلسطين وأهلها وجهادهم
وصبرهم ومصابرتهم، امتنعت
لأنني شعرت أن نشر تلك الشهادات
الموثقة هو بمفهوم المخالفة كما
يقول الأصوليون يعني أشياء
كثيرة لا يسوغني المقام الحديث
عنها.. تعالوا انظروا إلى ما
يفعله بعضنا ـ رغم أنفنا ـ بلحم
بعضه ـ رغم أنفه ـ وحسب تعبير
سيد الأحابيش . هذه صورة للخزي
التي لا ندري كيف ندفع انتماءها
إلى الحضارة والثقافة والهوية
التي نحب ونؤثر ونعلي. حقيقة
أخرى تربكنا، وتربك اعتزازنا
بالحضارة والثقافة والهوية. ذلك
أننا منذ عقلنا اعتقدنا أن
الإجلاب على الوطن والاستقواء
أو التواطؤ عليه هو نوع من (الدياثة)
بأحط وأشنع معانيها. وحين
يتناهى إلينا أن عدواناً من أي
جهة أو مصدر وقع على وطننا ، أو
أن إرادة سوء تهم به، نبادر بفعل
انعكاسي مباشر لاستنكار
العدوان وبذل الجهد لقطع الطريق
على إرادة السوء. أربكني
أحدهم وهو يكتب لي منذ أسابيع عن
شهادات وبينات ووثائق تؤكد أن
العدوان على قرية السكرية كان (بالتواطؤ)
و(الاتفاق)..!! وأن اختراق دير
الزور من قبل كان كذلك.. وأن
اغتيال قولا غاصي واغتيال مغنية
جاء على الطريق نفسه. أربكني
بعضهم وهو يحاصرني منذ فترة
بالبينات، بعضها يأتي من واشنطن
وبعضها من طهران، وبعضها يأتي
من الضاحية الجنوبية في لبنان.
يقول الذي يحاصرني : فماذا أنت
قائل.. فأجيب : هذا مقام لا أطيق
القول فيه.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
01/12/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |