ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
فيم
يفكر ركاب الحافلة هؤلاء ؟! فيم
يفكر ركاب الحافلة هؤلاء ؟! أظن
أن الجواب سيكون صعباً وعسيراً
عندما تكون في حافلة عامة،
وسيكون الجواب أصعب عندما تكون
في حافلة معولمة، كتلك التي
تستخدمها في مترو الأنفاق في
لندن أو في باريس ، حيث تتبدل
أمامك الوجوه، وتشهد السحنة
واللون والزي على تكاثر
الانتماءات وتعدد العقائد
والحضارات والأفكار.المركبة
واحدة، والوجهة (المكانية واحدة)
، ولكن من الصعب أن تخمن فيم
يفكر هؤلاء، وإلى أين يسيرون أو
يتوجهون. ولكن
القراءة الضرورية، غير
المترفة، للأفكار أن يدرك ركاب
الحافلة الخاصة أو الأكثر
خصوصية جميعا فيم يفكرون، وأن
يشتركوا في هم التفكير
والتدبير، ليكون مشتركهم
هجيراهم وديدنهم. هل
سيفجئنا أن نستشعر أننا في بعض
هذه الحافلات الخاصة أو الأكثر
خصوصية نفقد الأبجدية الأولوية
لتبادل الآراء وصياغة الأفكار.
وأننا وإن احتوتنا الحافلة
بأركانها أو بنيانها من الصفيح
المنجد نهيم كلٌ في بيدائه، أو
نغني بعض على ليلى وبعض على سلمى
وآخرون على دعد ورابعون على مية
أو سعاد. كيف
تفعل حين تشعر أنه في حجيرات
ذهنك أو أذهان شركاء حافلتك ،
يجتمع وليس يختلط فقط ، الحر
والبر، واليل والنهار، والصيف
والشتاء، والرغبة والإشباع ،
وأن هذه التناقضات تتمادى
لتتجاوز المادي إلى المعنوي
فيختلط على الشركاء المجتمعين
الخير بالشر أو الحسن بالقبيح
أو المطلوب بالمرهوب، فيثمر
الحدث الواحد فيهم فرحاً وحزناً
ويثير طمأنينة وقلقاً،
ويبعث أملاً ويأساً
، ويخلف رضا وسخطا !!! كيف
تفعل حين تشعر أن النداء يتوالي
على مسيّر الحافلة: سر، قف، أقدم
أحجم ، يميناً شمالاً، سريعاً
بطيئاً.. كيف ؟! ولم ؟! ومتى؟!
والذي ربما استحضر حال السادة
الصوفية يوم قالوا: إن العجز عن
الإدراك إدراك. ورأى أمام حالة
الشتات تلك رأي المجتمعين
المختلفين، المتآلفين
المتنابذين، أن التوقف عن
الإنجاز إنجاز. في
حالة كهذه سيجد كل (أمر سير) أو (مشروع
حركة) دائماً من يحبطه ويعيقه
ويصادره، لأن الذين يبحثون عن
الأكمل والأجمل والأصوب والأفضل
مازالوا يرفضون المفضول
وينتظرون المهدي الأفضل ليقتل
لهم الدجال ، وليملأ لهم العالم
عدلا بعد أن ملأه تقاعسهم جورا
وخذلانهم ظلما . العيابون
الذين يحملون شعار مقسوما لا
تأكل ، وينهجون نهج : اجلس ولا
تعمل ، وأشغل ولا تشتغل ، وتعلق
ولا تحمل ، العيابون هؤلاء لو
راجعوا أسطرهم على جبهات الجهود
المتواضعة لصنعوا لأفكارهم
المكرورة في تكلف طلب العيب مع
العجز طغراء نقش عليها عبارات
من بنات القرون . وحين يتاح لك أن
تقلب خلايا بعض الأدمغة
المتصلبة على ما حشيت به
من تاريخ آخر كتاب قرأته ؛ تستطيع
أن تقتنص ما شئت من أفكار
وعبارات وألفاط فتنسبها إلى
مولدها ومكان قيدها في العقود
والقرون والأدوار الجيولوجية
الخوالي التي
لن تقرأ لها مثالا إلا بالسير في
الأرض لتعرف كيف بدأ الله الخلق. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
02/12/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |