ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
سورية التدخين
محدود ... في سياقات أخرى
كان المقدر لهذه الرؤية أن تصدر
تحت عنوان أعياد الغرباء وأن
تكون مشحونة بما يعتلج في
صدور الغرباء من ألم وآهات في
صباحات الأعياد التي ما شرعت
إلا لتكون محطات للرضى والفرح
والسماحة واليسر ؛ فإذا بها
بفعل الغربة ولأوائها مواعيد مع
الهم والحزن والآهة
الحبيسة التي تعجز الإرادات
الصلاب عن كتمانها أو إخفائها .
وللاغتراب في العيد أبعاده
الإنسانية الفردية والجماعية
والاجتماعية أيضا ، ربما أدعوك
لتفكر معي في الفرق بين غربة
الفرد أو غربة المجموعة وبين
غربة العيد نفسه حيث لا يطل
العيد على البلد الذي تعيش فيه
ولا ينثر بسماته على شفاه
الأطفال ولا ألوانه على ثيابهم
، وحيث تعدم جارا يبتسم لك ، إن
تعثر بك ، ليقول لك : كل عام وأنت
بخير ، أو لتسبقه إليها في حرص
على تأكيد معنى ما كان العيد إلا
ليوفيه مغزاه . أعياد الغرباء ،
في أبعادها هذه وتلك ، كلها عيد
المتنبي ، الذي يبدو أنه صادر
لغة الشعر وألسنة الشعراء منذ
أرسلها من بيداء مهربه من مصر
كافور (عيد بأية حال عدت يا عيد ؟!)
وقد عاد العيد
كما عاد ثلاثون قبله ، عاد
بالهم والحزن ، والحرمان حتى من
حق إرسال السلام
سلاما أو قراءة فاتحة على قبور
أحباب أصبحت الرقدة بجوارهم (
أمانيا) ، يطل العيد فيدفعك
مرغما إلى أحضان أبي الطيب مرة
أخرى لتنشد : أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيدا دونها بيد كان المقدر لهذه
الرؤية أن تخوض في هموم العيد
وأشجانه ، ولكن هذه الهموم عقلت
واعتقلت وأمسكت وأقعدت حتى مر
على العيد أيام قبل أن تنجلي
سحبه وتتوارى همومه وأشجانه ،
ولتتسبب في التقصير في ملاحقة
أكثر من مقام كان لابد أن يكون
فيها مقال ولنختم هذا المقام
بقول الأول: لا تعاد الناس في أوطانهم
قلما يرعى غريب الوطن وكان مما فات الحديث
فيه حديث حذاء أخينا الزيدي ؛
الصحفي العراقي هذا الحذاء الذي
ملأ الدنيا سرد أيام وشغل الناس
. وإن أوجزنا القول فيه فلا بد أن
ننتزع منه ، من الواقعة وليس من
الحذاء ، ثلاث دلالات الأولى
فعل القهر المكبوت في نفس صاحب
الحذاء ، والثانية هذا التفاعل
الحار مع الواقعة على المستويين
العربي والدولي ، هذا التفاعل
درس لرجال البحث والخبراء
والمنظرين الاجتماعيين
والسياسيين عليهم
أن يمحصوه ويستنطقوه ، ويقتنصوا
منه العبر والدروس، والثالثة أن
هذه الواقعة ستضع حقيقة سيادة
القانون في العراق المحتل
أمريكيا على المحك العملي ؛
الواقعة في بعدها القانوني أن
إنسانا قذف آخر ، ساعة غضب
وانفعال ، بحذائه ؛ فأي عقاب
يمكن أن يوقع على مثل هذه الجنحة
العابرة حين توضع الواقعة في
سياقها بين يدي القاضي العادل ؟! والمقام الثالث الذي
كان لا بد من القول فيه هو حوار
المنامة الخامس الذي عقد بتاريخ
12-14 /12 في المنامة وقد نظم
الاجتماع المعهد الدولي
للدراسات الاستراتيجية مقره
لندن . و شارك فيه ممثلو أكثر من
عشرين دولة على مستوى الأمن
والخارجية ، وكانت الأهداف
المعلنة للمؤتمر هي توازن القوى
الاستراتيجية ، والأمن
الاقتصادي في ظلال الأزمة
العالمية ، ودور الولايات
المتحدة في المنطقة . أما
الأسباب الخفية للقاء فهو ما
عبر عنه مسئول بحريني حيث
دعا إلى التأسيس لمنظمة أمن
إقليمي تضم إيران وإسرائيل !!!
وحضر اللقاء وزير الدفاع
الأمريكي ووكيل وزارة الخارجية
الأمريكية وامتنعت سورية عن
الحضور في ترتيبات اللحظة
الأخيرة حيث كان من المقرر أن
يشارك في المؤتمر وليد المعلم
وزير الخارجية ؛ يتطلب منا موضوع
توازن القوى الإقليمي ، حين
تحتسب إسرائيل واحدة منها ، أن
نمعن في التفكير : التوازن مع
من وضد من ،
ومن مع ومن ضد ؟! والمقام
الرابع الذي لابد فيه من مقال في
سياق أحاديث العيد وما بعد
العيد تقرير
المحقق الدولي أمام مجلس الأمن،
حيث سرب من يزعم أنه مطلع ؛ على
أن التحقيق يوجه أصابع الاتهام
إلى طبقة رفيعة المستوى في
النظام السوري، ينضاف إلى ذلك
تأشير الاتحاد الأوربي على
اتفاقية الشراكة مع سورية، حيث
تؤكد لنا أهاويل الفساد التي
فضحتها الأزمة الاقتصادية
العالمية أنه
ـ ما حدا أحسن من حدا ـ وأن
الطيور على أشكالها تقع. نقصد
بهذا الكلام دول الاتحاد
الأوربي وقادته وزعمائه ، وربما
نحتاج إلى مجاهر إلكترونية
لإدراك الفروق بين زعامات
النادي الدولي على مستوى نظافة
اليد وطهارة الذيل كما تعودنا
أن نقول . ونضيف إلى الموضوعات
المهمة التي كان يمكن أن تكون
موضوع هذه الرؤية عودة السريان
إلى شريان رسائل الغزل بين
قاسيون وتل أبيب.. حيث بشار
الأسد يتساءل: هل يمكن
للإسرائيليين أن ينسحبوا من
الجولان، وأولمرت يعلن : تحقيق
السلام على جبهة الجولان أمر
ممكن ، وانتزاع سورية من محور
الشر مصلحة استراتيجية عليا
لإسرائيل ؛ وتسبقه ليفني:
إن السلام يعني أشياء أكثر
من (تناول طبق من الحمص في مطعم
دمشقي) بمعنى أن
المفاوضات العتيدة التي
جرت في استانبول، قد ضمنت
لليفني ولمواطنيها أو رعاياها
الحق في أن يخترقوا دمشق كلما
اشتهوا صحن حمص أو صحن
فتة أو تسقية شامية، ولكن ليفني
ماتزال تطالب بما هو أكثر من صحن
الحمص في دمشق ربما يكون صحن
حلاوة جبن في حماة ، أو وجبة
كباب حلبي في الشهباء، فنحن
بحكم العزل السياسي المفروض
علينا لا نستطيع أن نتكهن حقيقة
بما هو الأكثر من صحن الحمص في
مطاعم دمشق الذي لا تكتفي به
ليفني كعنوان أو تعبير عن رغبة
حقيقية للنظام السوري في السلام. أقول
نترك كل هذه الأمور على أهميتها
وأولويتها لنتوقف عند قرار
الحكومة السورية بمنع التدخين
في الأماكن العامة، ومنع
الدعاية له (للتدخين) ولأدواته
ومتعلقاته ؛ لنعتبر هذا القرار
قراراً مريحاً صائباً أو
إصلاحياً متقدماً قلما شهدت
الحياة السورية العامة في عهد
الرئيس بشار الأسد قراراً
إصلاحياً بحجمه وجرأته. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
20/12/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |