ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
لا..
لم تعجبني الصورة أرسل
إلي صديق /أنترنت/ وهو نوع جديد
من الصداقة نشأت مع الكثيرين من
الذين لا تربطك بهم غير مراسلة
عبر الشبكة العنكبوتية، يكتب
إليك، وتكتب إليه، وتبادله تارة
فكراً ، وأخرى شجواً ؛ فكأنكما
صديقان وأنتما غريبان.. أرسل إلي
هذا الصديق رابطاً،
وقال: (انقر هنا وستجد صورة
تعجبك..)، نقرت كما رسم الصديق
فظهرت لي صورة سيدة، في موقف
رسمي، يحرجها الهواء فيرفع طرف
ثوبها.. ويقتنص الفرصة متلصص،
ليجعل من (اللقطة) المختلسة مادة
إعلامية. ثم
يرى صاحبنا الذي أرسل إلي هذا
الرابط ، في نشر هذه الصورة ـ
كما أفادني ـ وتوزيعها عملاً
وطنياً !! يخدم من خلاله مشروع
المعارضة الوطنية، نظراً لموقع
السيدة من بنية النظام. أعدت
الرسالة إلى صاحبها، كتبت له:
لا، لم تعجبني الصورة، وليتك
تتوقف عن توزيعها. وإنما يتعلق
بمثل هذه الأمور من لا مشروع له. من
الناحية العملية لا أدري ماذا
يخدم في موضوع اللقطة المسترقة
مشروع المعارضة السورية؟ ما
دمنا كلنا، كبني وبنات آدم،
نستر بما أنعم الله علينا من
لباس وزينة أشياء متماثلة وهي
مقدرة وإن لم تكن منظورة. أما
الوضع الحرج الذي وقعت فيه هذه
السيدة فكلنا أنا وأنتَ وأنتِ
وهو وهي وهم وهن معرضون لمثل هذه
المواقف الحرجة أو لأشباهها
التي تفرض حسب قواعد الأخلاق
والذوق العام تجاهلها والإغضاء
عنها، أو سترها إن أمكن مساعدة
على الستر. إن
البعد (الأخلاقي) بآفاقه
المتسامية هو جوهر مشروع
المعارضة الوطنية، أن يكون في
وطننا عالم من القيم السامية
في تجلياتها العربية
والإسلامية ، ماتزال كتب السيرة
النبوية تحفظ لأبي جهل (عمرو بن
هشام) مقولته، وقد قيل له لماذا
لا تتسورون الجدار على (محمد)
يوم الدار، قال: (فكيف إذا
تسامعت العرب أننا تسورنا الدار
على بنات العم). بعض قيم
الجاهلية التي مازادها الإسلام
إلا تأكيداً. من
هذا المنطلق نفسه ترانا نضع كل
معتقلي السياسة السورية في كفة
واعتقال سيدة مثل السيدة (فداء
الحوراني) في كفة. نحن في هذا
السياق ننادي : ( أن لا سواء)،
وسيبقى للمرأة الأم والبنت
والأخت والزوجة
، ما دمنا عربا ، في قلوبنا
ودمائنا شأن آخر. في
الحديث الشريف: (إن الله يحب
معالي الأمور ويكره سفاسفها)
وما أظن الذين انشغلوا وشغلوا
بتوزيع الصورة التي أشرت إليها
وأمثالها، إلا من الذين شغلوا
أنفسهم بالسفاسف، بل ونقضوا على
أنفسهم المشروع الذي يدعون أنهم
يسعون إليه. ليس
في منهج المعارضة السورية، أن
نتبع عورات الناس ولا أن نترصد
زلاتهم.. وليس في أخلاقية
المجتمع الذي ندعو إلى بنائه
متحسسون ولا متجسسون ولا
متلصصون ومن يبيح لنفسه مثل هذا
فماذا ولماذا ينكره على الآخرين
؟! --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
23/12/2008
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |