ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  30/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مصر.. مصر.. مصر

نداء للقمة

زهير سالم*

مصر.. مصر.. مصر..  عنوان لنشيد بحت حناجرنا ونحن فتية صغار في المدرسة الابتدائية  يوم كنا نقف في طابور الصباح لا لنردد شعارات ميتة باهتة بل لننشد لضمير الأمة كل الأمة ، وسأسمح لنفسي أن أوثق عناوين بعض تلك الأناشيد  لعل من يحفظها يبادر إلى توثيقها..

للثورة الجزائرية في عنفوانها كنا ننشد نشيداً يبدأ بالقسم وينتهي بقولنا:

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا  فاشهدوا  فاشهدوا...

وأظن أن هذا التشيد هو النشيد الوطني الجزائري إلى اليوم .

 وكنا ننشد أيضا  نشيدا عنوانه نحن الشباب . نقول فيه

نحن الشباب  لنا الغد..ومجده المخلد

لنا العراق والشام ومصر والبيت الحرام..

 أتساءل اليوم في ظلال مجزرة  غزة، هل ما زالت هذه الأوطان حقاً لنا أو ما زلنا نحن لها ؟!.

وكنا ننشد نشيداً يتحدث عن وادي النيل..

عاشت مصر حرة والسودان..

وكنا ننشد في كل صباح..

فلسطين نادت فلبوا النداء

إلى الحرب هيا جيوش الفداء..

ومنذ ستين سنة ومازالت فلسطين في ضمائرنا تنادي، ومازال المشهد مشهد الهجرة والرحيل والأشلاء المبعثرة ودمنا المسفوح ظلماً أمام أعيننا يلون قوس رؤيتنا.

 زرت مضافة النيرب في حلب (وهكذا نسميها هناك ولا نسميها مخيماً) وعمري سبع سنوات لأرى لأول مرة بيوت الصفيح ولأجلس إلى كهل فلسطيني كان جل أمره أن يتحدث عن (الدار التي ترك والزيتون والتين..) ويمسح بين الفينة والأخرى دمعة تنهمر من عينيه فيداريها، كما أفعل أنا الآن، في مهجري الإجباري،  صورة ما زالت ماثلة في قلبي منذ نصف قرن ستبعث معي شهادة أؤديها يوم يقوم الأشهاد.

 وكنا ننشد ، وهذا الذي ساقني إلى ما أرويه وهذا الذي أهديه للرئيس حسني مبارك وشعب مصر العظيم ، نشيداً عنوانه..

مصر..  مصر.. مصر..

نقول فيه:

مصر مصر مصر

ياشباب  مصر، يا رجالها..

اهتفوا لمصر.. واعملوا لها..

نعم سيدي الرئيس، خرج علينا وزير خارجيتك يعتذر ، وليته سكت وهذا أخصر وأقصر ما يمكن أن أقول له و لك ؛ ليته سكت ؛ فدارى الخيبة التي هو فيها بصمت يستر، ويجنب مصر العظيمة في أعين أبناء الأمة أجمع هذ المقت وهذا الصغار.

مصرـ سيدي الرئيس ـ ليست الشقيق الكبير، وإنما هي الشقيق الأكبر. ومصر سيدي الرئيس في معركة الأمة على أرض فلسطين ليست وسيطا ؛ً وإنما هي رأس الأمر، وصاحبة المبادرة والموقف ، وحاملة العبء، ومصر التي يراد لها أن تطاع هي مصر المعادلة الإسلامية العربية، التي تسقط إزاءها كل حسابات الزعامة أو مرتكزات الركون إلى من يظن البعض أن عنده العزة (فإن العزة لله جميعاً).

مصر ليست وسيطاً، وسورية ليست وسيطاً، وكل الأقطار والقادة العرب ليسوا وسطاء، وكل أبناء الأمة العربية المسلمة ليسوا وسطاء نحن جميعاً جند الملحمة، ونحن ـ الشعوب ـ حطام السياسات الخائبة المضللة التي قادنا إليها، من وسد إليه أمرنا بليل، ليشل طاقاتنا، ويهدر إمكاناتنا وليكون في فلسطين وفي غزة هذا الذي هو كائن، مجزرة المئين توثقها عدسات الإعلام لتكون أشد فظاعة مما جرى في قبية ودير ياسين..

مصر.. مصر.. مصر..

ومصر مدعوة مرة أخرى، مدعو شعبها ومدعو حكامها إلى فتح المعابر لجرعة من دواء أو قبضة من غذاء، وحتى الوسيط ـ سيدي الرئيس ـ إذا أراد لوساطته أن تنجح عليه أن يقدم بين يديها بعض (البِر) وبعض (البُر).. في أي صف كنتم في معادلة إحكام الحصار على أهليكم وذويكم على أمهاتكم  وأبنائكم وبناتكم في غزة بالله عليك كيف تزن اعتذارا من وزن معبر رفح معبر أفراد وليس معبر سلع !!..

 رجال في الجاهلية لم يطيقوا أن يصبروا على صحيفة قريش القاطعة الظالمة التي أمضاها أبو جهل وحزبه فقالوا: ( نأكل الطعام وننكح النساء وبنو هاشم هلكى لا يباع لهم..) لم نسمع مسؤولاً مصرياً واحداً يقول: و أبناء غزة هاشم هلكى لا دواء ولا كساء ولا غذاء.. حتى إذا أردتم أن تكونوا وسطاء، ولن ترضى الأمة منكم أن تكونوا كذلك، كان عليكم أن تتحروا القسط والعدل والنزاهة في وساطتكم.. فهل تراكم فعلتم ؟! معبر رفح هو الشاهد الناطق وهو الحكم الفصل.

مصر اليوم مدعوة إلى قمة عربية.. فلتكن القمة. لا قمة المتفق عليه، وإنما قمة الذي نبحث عنه ونتطلع إليه، القمة المعبرة عن مراجل الغضب تغلي في الضمائر والقلوب والنفوس، القمة التي تنسجم مع مجد الماضي  وتطلعات المستقبل لا أقول (الرغيد) وإنما أقول المستقبل العزيز الكريم.. لتكن القمة، ولتكن قراراتها التي تجعل من كل مدينة وبلدة وقرية ، من المحيط إلى المحيط ، غزة . إن ألم أبناء الأمة من مصابهم بالذلة ـ يا رجال القمة ـ أجمعين، أكبر وأشد من ألمهم من مصابهم على أيدي عدوهم والمفترض أن يكون عدوكم.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

30/12/2008


 

تعليقات القراء

  

قد أسمعت لو ناديت حيا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله

عبداللطيف الهاشمي  

---------------------

مصر مصر مصر مصر

أجدتم و صدقتم و ابدعتم أستاذي الغالي فهذه أحاسيسنا جميعنا كمعارضة سورية لأننا

نقول الحقيقة ولا نتشدق مثل أزلام النظام الهاوية.

محمد دامس كيلاني

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ