ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
محور
مع.. محور ضد.. ما
الفرق؟! الأمر
الوحيد القائم على الأرض اليوم
هو أن غزة تذبح. أهلها يحرقون في
(أفران غاز) النازيين الجدد، هذه
الأفران التي اشتعلت على أهل
غزة لأنهم طالبوا بفك الحصار
القاطع الظالم عنهم ، واحتجوا
على أن تكون غزة مخيماً للقتل
الصامت بالمرض والجوع والبرد
والظلمة. قيل لهم بوضوح وبلسان
بالغ الأناقة والمدنية على
ألسنة قادة العالم المتقدم،
وقادة العرب على اختلاف محاورهم
: إن لم يعجبكم القتل صامتاً
والموت بهدوء، فهاكم الموت مع
سيمفونيات آلات القصف أو العزف
من الروك الأمريكي ومشتقاته. الأمر
الوحيد الناطق على الأرض هو آلة
القتل النازية الصهيونية تعمل
فتكاً وتمزيقاً في أشلاء الجسد
الفلسطيني لتحصد الأطفال
والنساء والرجال والمباني
والأشجار، وبالمقابل هناك
ضوضاء (عربية ـ عربية) لا يكاد
يصل لها صوت إلى غزة أو إلى أهل
غزة. في
الطرف الرسمي العربي، والطرف
الرسمي العربي ، في رأينا ، كله
محور واحد موحد، هناك تواطؤ على
خذلان غزة، خذلان الرجال
والنساء والأطفال ، ثم الانشغال
والإشغال بتبادل الاتهامات حول
من هو المسؤول عن هذا الخذلان. يحدثوننا
عن محاور عربية وإسلامية أيضا،
أو يخادعوننا بالحديث عن محور
مع ومحور ضد، وبعضنا بسجية
السلامة الممتزجة بالغفلة
الصالحة التي توارثها كابراً عن
كابر ، بعضنا هذا يصر على رفع
صور قادة الخذلان العربي، بعض
البعض يحمل صور (القادة) منكوسة
وبعض البعض الآخر يستظل بفيء (القائد)
الذي لم يختلف عن مشتقه الأول
بغير طريقة الرصف لمنظومة
الكلام. من
المعيب على النخب العربية
والمحللين العرب أن يتحدثوا في (خذلان)
غزة عن محاور عربية ؛ فالساحة
العربية من المحيط إلى الخليج
مشغولة بعرب (كامب ديفيد ومدريد
وأوسلو ومبادرة السلام العربية
وخيار السلام الاستراتيجي
الوحيد ، السلام العادل والشامل
بالطبع وللإنصاف ). وعلى الذي
يزعم أن هناك فرقاً عملياً
واحداً في الموقف العربي أن
يضعه تحت مجهر الكتروني لعلنا
نتبينه ببصرنا الكليل. لا نريد
أن نعفي أحداً من مسؤولية،
وعندما نطالب فريقاً بدعواه ليس
معناه أننا نعفي الآخر من
الإدلاء بالدليل. يطالب
محور مع محور ضد من دول الخليج
العربي أن يهزوا ورقة النفط في
هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة
كلام يُبدئون فيه ويعيدون !!
والسؤال المكمل : فماذا
قدمت إيران ، التي دعا رئيسها
لتدمير دولة إسرائيل وأنكر
المحرقة النازية ، لغزة.
إذا كان عرب الضد لا يريدون أن
يستخدموا النفط كسلاح في معركة
بحجم معركة غزة ، فلماذا لا توقف
(إيران) رأس الرأس في محور المع
بيع النفط ؟ فتربك الاقتصاد
الدولي وتحرج أولئك وهؤلاء ،
وتقدم رأس جسر عملي لأهل غزة ؟! ولماذا
لا تبادر دول المع ، وبعضها
تتربع القواعد الأمريكية على
أرضه ، إلى تقديم إنذار للقواعد
الأمريكية لتبدأ بحزم الأمتعة
إن لم .. فتصل الرسالة إلى غايتها
ويشعر هؤلاء الذين يزودون
إسرائيل بالدعم والسلاح أن
العرب بدؤوا يغضبون وأنهم على
فضائياتهم لا يمثلون ؛ ولعله
يكون بداية انفراج لأهل غزة ... إذا
كانت مصر وهي محسوبة على عرب
الضد، لا تريد أن تفرج عن غزة
وأهلها ، فلماذا لا تبادر سورية
وهي رأس في عرب (المع) إلى
التفريج عن غزة ، بإعلان
الانخلاع من خيار سلام يمكن أن
يكون من نتائجه أن نحصد في مدننا
حصاد أهل غزة ؟! لماذا لاتتلقف
سورية الرسالة من أردوغان
وباباجان فتردد كما رددوا إن
استمرار العدوان قد يؤدي إلى
توسيع رقعة الصراع ورقعة
المأساة ؟! بل لماذا لا تأخذ
سورية زمام المبادرة فتفتح جبهة
الجولان مستخدمة حقوقا احتفظت
بها طويلا سابقة إلى تحديد
الزمان والمكان _ مع الاعتذار
للدكتور الشعيبي _ تفعل ذلك
فتنفس عمليا عن أهل غزة ، ويتميز
الرئيس بشار عمليا ، وليس
إنشائيا ، عن الرئيس مبارك ؟! لماذا
لاتبادر سورية إلى إنقاذ غزة
وغزة جزء من الشام الكبير؟!
لماذا لا تبادر سورية إلى حرب من
الشمال تستدرج فيها القوات
الإسرائيلية إلى معركة على غرار
معركة حزب الله في لبنان ، ودون
أن ننسى أن نؤكد أن سورية ،
عكس مصر والأردن ، لا تربطها
بإسرائيل (معاهدة سلام) وإن ما
بينهما مجرد هدنة أو اتفاقية
لفصل القوات وقعت منذ عام 1974. حتى لا نخدع ولا نخادع علينا أن ندرك أن في الساحة محوراً عربياً رسمياً واحداً هو محور الاستسلام والخذلان مع اختلاف طرائق الإخراج. وهناك
غزة وأهل غزة والموت تصنعه آلة
القتل الأمريكية باليد
الصهيونية ، وهناك أيضاً هذه
الشعوب، هذه الأصائل الملجومة
بقوة الجيوش التي صنعتها لمثل
هذا اليوم فكانت أداة قهرها
وأداة كبتها وسبب ذلتها وهوانها. هذه
الشعوب التي يمكن أن يقال فيها.. خيل صيام وخيل غير صائمة
تحت العجاجة وخيل تعلك
اللجما خيل
غزة اليوم أفلتت
من عقال ، وهي التي تفعل ما حذره
القوم طويلا . الدرس من غزة
سيجعلك تتفهم أبعاد الموقف
الدولي في منطقتنا، إذا كان
تحرر الخيل في غزة وهي منطقة
محدودة محاصرة قد سبب للمخطط
الدولي ـ الصهيوني كل هذا
الإرباك، فكيف يمكن أن يكون
عليه الأمر لو امتلكت هذه الخيل
زمامها في مصر أو في الشام أو في
مصر والشام معا..؟! والأهم
من كل ما سبق أن نحذر نحن جميعا
داخل غزة وخارج غزة أن نستدرج
إلى صراع المحاور على العرض
القريب . --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
01/01/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |