ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
تدمير
حماس ... والبديل المنتظر سيعلم
هؤلاء المتغطرسون المتعجرفون
المستقوون بكل ما في أداة القتل
الالكترونية من قسوة، وبكل ما
في الضمير الإنساني من صدأ ،
أنهم يسعون إلى حتفهم بظلفهم،
وأن كل قذيفة يطلقونها، أو بيت
يهدمونه، أو نفس بريئة يزهقونها
إنما هي ضربة معول تذهب عميقاً
في توسيع الهوة التي ستبتلعهم
أو ستمتصهم في الغد القريب. وعلى
الرغم من جيش الاستراتيجيين
والخبراء والدارسين الذين يقال
بأن صانع القرار (الغربي أو
العبري) يعتمد عليهم، فإن هؤلاء
أجمعين لا يستطيعون أن يلاحظوا
أن (الزمن) ، وهو عنصر هام في
معادلة وجودهم، لا يمضي لصالحهم
كما كانوا يتوقعون. وعلى
الرغم من كل المؤشرات الدولية
ابتداء من نهوض أكثر من طرف في
العالم ليقف على قدميه كمنافس
للقطب الأوحد الذي استمتعوا
بظله سنين ، وانتهاء بالأزمة
الاقتصادية التي ربما تجعل
عملية (نقل الدم الاقتصادي) التي
قام عليها هذا المخلوق الأشوه
أمراً صعب الاستمرار للمدى غير
المنظور!! مشكلة
هؤلاء ومَن وراءهم من جيوش
الاستراتيجيين والخبراء
والدارسين أنهم لا يلحظون كما
قلنا مسيرة التاريخ، لا يسألون
أنفسهم سؤالاً حكيماً سأله
سلفهم هرقل الشام لأبي سفيان
يوم بلغته دعوة الرسول الأمين:
أتراهم يكثرون أو يقلون؟! قال
أبو سفيان: يكثرون.. وهؤلاء
هم رغم ألوان الحصار وسياسات
تجفيف المنابع والملاحقة
والتشريد والتجويع والسجن
والقتل والمستمرة منذ أكثر من
قرن يكثرون ويكثرون ويكثرون...
ليس في غزة ولا في فلسطين ولا في
الشام ومصر والعراق والهند
وإيران فقط .. وإنما في مساجد
لندن ومدريد وباريس أيضا.. هم
يكثرون كثرة بركة ونماء وعطاء ،
ولكن هؤلاء الخبراء
والاستراتجيين لا يتساءلون عن
حصاد الأفق المسدود واليأس الذي
يقطع الطريق على رجالات مثل
أحمد ياسين وإسماعيل هنية وخالد
مشعل ليفتحه لمن ؟!!! أنذكرهم
بالجواب أم لعلهم يتذكرون.. خطيئة
هؤلاء أنهم
يحسبون أن مشكلتهم مع العقائد
والأفكار مشكلة مع الأشخاص أو
الجماعات أو الأحزاب. فيشخصون
العقيدة والمنهج ، ويجسدون
الفكرة ؛ ويضعون خططهم
واستراتيجياتهم على هذا الأساس
. هل
كانت المشكلة في فلسطين مع
الشيخ أحمد ياسين وها هم قد
قتلوه؟! هل كانت المشكلة مع شعب
فلسطين مشكلة مع عرفات وها هم قد
اغتالوه ؟! هل المشكلة مع فتح أو
مع حماس، هل مشكلتهم اليوم مع
المسلمين مجتمعين فيعملون فيهم
آلة القتل بكل يد ، وبكل أسلوب ،
وفي كل مكان ؟! أو أن مشكلتهم مع
هذا المنهج الرباني الأمثل الذي
يأبى الظلم والفساد وينشد العدل
والرحمة والسلام . مشكلة
المشاكل لدى هؤلاء هي عجزهم عن
رصد ثمرات سياساتهم الخاطئة على
مدى قرن مضى ، بدا لهم أنهم
ملكوا زمام التاريخ فيه ،
وإصرارهم على حراثة البحر
والضرب في التيه. قال
لهم عرفات يوماً بعد أن أتعبوه
وأرهقوه مناورة ومداورة، لن
يكون بعيداً اليوم الذي
ستفقدوني فيه ، وستجدون أنفسكم
مضطرين للجلوس مع غيري فانظروا
ماذا تفعلون وهم
اليوم إذ صاروا إلى ما حذرهم منه
عرفات. يقال لهم: قد لا يكون
بعيداًَ اليوم الذي تلتمسون فيه
رجالا مثل هنية وخالد مشعل مع
وافر الاحترام فلا تجدون .. الزمن
يقول : لن يظل مجلس الأمن إلى
الأبد باليد التي هو فيها .
والزمن يقول : لن يظل كرازي
العربي على مكانته في العواصم
العربية . تذكروا أنتم اليوم في
أفغانستان من تفاوضون أو من
تتمنوا أن تفاوضوه !! . والزمن
يقول : إن الصواريخ الأبية التي
وصلت اليوم إلى أسدود ستصل غدا
إلى حيث تعلمون ...
تذكروا
أن الجيل الذي يراقب فصول
المأساة على شاشة التلفزيون
ويرى حصائد أيديكم أو أسلحتكم
أشلاء أطفال ودماء نساء ،
تذكروا أن هذا الجيل سيكون، مع
انسداد الأفق، وعتمة اليأس
الأقرب إلى الطبع الذي به
تتطبعون. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
02/01/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |