ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  06/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


جديد المعادلة الغائب أو المغيّب

زهير سالم*

على شاشة إحدى الفضائيات كان مسئول عربي كبير يتساءل: وأين البديل ؟!! أما البديل فقد كنا تعلمناه منذ بضع وثلاثين سنة من والده، رحم الله والده.

المسئولون العرب على اختلاف درجات الطيف للون الواحد، حائرون بائرون، وهم، وأنا أتمسك بإحسان الظن، يشعرون بكل ما يشعر به الفرد العربي من غضب وألم، بل يزيدون على هذا الشعور بأن هذا الواقع الذي يموج بالنقمة يهدد بشكل من الأشكال وجودهم ، ويشوه صورتهم، وهم الحريصون، بالطبع، على أن يحتلوا المكان اللائق في عقول أبناء شعوبهم وقلوبهم.

وهم ـ أي المسئولون العرب ـ يضعون المعطيات الواقعية بين أيديهم، ويعيدون ويبدئون في حساب السوق والصندوق. ليس لنا في هذا المقام أن نسألهم من الذي أوصلنا أمة وأقطاراً إلى هذا الموقف الضنك، فالمقام ليس مقام حساب ؛ ولكننا نقدر ولا شك أن الحكام العرب من موقع مسئوليتهم يتخوفون من الإقدام على عمل انفعالي، يكون ضره أقرب وأكبر من نفعه. لقد كان درس السابعة والستين قاسيا على الجميع.

  من السهل أن نطالب الرئيس المصري حسني  مبارك ، مثلا ، بطرد السفير الإسرائيلي ، وتعليق أو إلغاء إتفاقية كامب ديفيد ، وفتح معبر رفح لتوريد الرجال والسلاح، وليس فقط الدواء والغذاء .

 من السهل أن نطالب دول الخليج العربي أن تسحب أرصدتها النقدية من بنوك الغرب ، وأن توقف ضخ النفط أو أن تلوح  بالتوقف عن ضخه.

من السهل أن نطالب الرئيس السوري، أن يستدعي جنود الاحتياط، وأن يعلن أن سورية قد تجاوزت خيار السلام الاستراتيجي الوحيد، وأن درس غزة ومن قبل أوسلو ومدريد قد أعادت إلى العقول والقلوب حقيقة أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .. .

 ومن السهل أيضاً أن نطالب بقمة عربية تدفن المبادرة المتعفنة، وتعلن العودة إلى لاءات قمة الخرطوم ، من السهل وأن نطالب القادة العرب أن يعلنوا عن غضب بحجم غضب أردوغان  وأن يمتلك قائد عربي واحد أن يقول : (شعرت بالإهانة وهذا قول له مغزاه على إسرائيل أن تقرأ ما بين السطور )، أو أن يمتلك أحدهم الشجاعة ليقول :  إنه لن يسكت على انتشار الظلم في المنطقة.

إن مطالبة القادة العرب ، منفردين أو مجتمعين ، بكل هذا أو بعضه أمر سهل على كاتب يكتب، ولكنه صعب على أنظمة منخورة، لا تقوى على تحمل مسئولية مثل هذه الأقوال أو المواقف . في قواعدنا الفقهية (لا يُبنى قوي على ضعيف) أي أن النظام الذي سيطلق هذا القول، أو سيتخذ مثل هذه المواقف يجب أن يكون متمكناً من قاعدة بنائه الأساسية الشعبية والسياسية والعسكرية والاقتصادية.

أما الشعوب العربية فقد أسقطت ذرائع الأنظمة حين أعلنت جميعاً وبكل قواها أنها مستعدة لدعم كل موقف مواجه للعدو ومشروعه، أو كل خطوة تسعى للانتصار لأهلنا في غزة أو لتخفيف المعاناة عنهم.

 شعوبنا العربية، هذه الجماهير ، التي يصفها البعض بالرعاع والغوغاء، هي في درجة من الوعي ومن الإحساس بالانتماء وبالمسئولية القومية والوطنية أيضاً ما يجعلها تسقط كل التناقضات البينية بينها وبين حكامها ؛ في لحظة ضنك وطني وقومي كالتي نحن فيها. الشعوب العربية، وشعبنا العربي السوري منها وهو الرازح  تحت رحى الظلم بألوانه وأشكاله ، فعلت هذا وهي تفعله في كل لحظة . تعلن في كل مرة يطل فيها شبح العدو البعيد انحيازها غير المشروط إلى خندق الحفاظ الوطني و القومي .

الشعوب بإحساسها الأولي اللامحدود بالانتماء تتخذ هذا الموقف فعلا انعكاسيا أقرب إلى الواقع من أن يمر على مركز التقدير والموازنة والتدبير؛ بينما القادة الذين يتحملون مسئولية أمة ويمسكون بأيديهم زمام تاريخها، يعجزون عن الخروج على ذواتهم، والتسامي على تناقضاتهم، وإدراك طبيعة الأزمة وعمق الجراح.

نعتذر عن القادة العرب ، وندرك أنهم في سورية وفي مصر ودول الخليج والمغرب العربيين لا يريدون أن يندفعوا إلى عمل انفعالي، أو أنهم لا يقدرون، بما بين أيديهم من معطيات عليه....

جديد المعادلة المغيب..

ولكن الذي نريد أن ننبه الحكام العرب إليه، وهم الذين مازالوا يعيشون حالة الصدمة من نكسة السابعة والستين، ولما يفيقوا بعد منها رغم أن شعوبهم قد تجاوزتها منذ عقود. جديد المعادلة هو روح الصمود والمقاومة التي يتحلى بها الإنسان العربي  اليوم في مصر وفي الشام وفي كل مكان. الإنسان المقاوم في فلسطين وفي لبنان وفي العراق وفي أفعانستان هو جديد المعادلة الذي يتفوق على كل ما في أيدي العدو من أدوات القتل والتدمير.

تجربة لبنان وتجربة العراق وتجربة أفغانستان وتجربة فلسطين وغزة ليست حوادث عابرة، إنها حقائق استراتيجية ينبغي أن تدخل اليوم في احتساب ميزان القوى.

 هذا الواقع المقاوم الجديد حقيقة استراتيجية ينبغي البناء عليها، وإعادة بناء النظرية القتالية عليها ، لوتكرر عدوانهم كما يحدث اليوم في غزة في مكان آخر فلا نظن أننا سنستقبل وفوداً جديدة من اللاجئين والنازحين والوافدين !!! لقد تغير الزمان، وهذا جيل جديد  يحتاج إلى قادة جدد ليصنعوا لهذه الأمة تاريخاً جديداً.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

06/01/2009


 

تعليقات القراء

  

وهكذا الأقلام التي تنفخ في روح الأمة بعضا من السمو الذي ترتقي إليه المقاومة في غزة الإباء .. نعم، نحن بحاجة لقادة قادرين على أن يستوعبوا تطلعات الأجيال ، ويملكون بعضا من روحها

أبو رامز

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ