ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
فكيف
ترى حب السلامة يفعل ؟!! يود الفتى طول السلامة جاهداً فكيف
ترى حب السلامة يفعل هذا القول .. نهديه إلى بناة
النظام العربي بمنظومته
القطرية المنضوية تحت عنوان
الجامعة العربية . وإلى كل ما
أنتجته هذه المنظومة خلال ما
يزيد على ستين عاما من مواثيق
ومعاهدات ونظم وتحالفات وما
اعتمدته من آليات وتبنته من
مواقف وانتهجته من سياسات . هذا
النظام العربي الذي بني من أول
يوم قام فيه على استراتيجية ( حب
السلامة ) ولين الجانب وتوقي رد
يد أي لامس.
ولقد نهج هذا النظام ، خلال
عقود ما بعد الحرب العالمية
الثانية، عبر مقدمات بينة
النتائج إلى حيث هو اليوم : عجز
مطلق وذلة وانكسار . وبغض النظر
عن الطرائق التي تواجه بها
مفردات هذه المنظومة العربية
الواحدة مخرجات
مدخلاتها المحبطة؛ بين التلفع
بأردية الحكمة أو التدثر بدثار
البطولة ؛
فإن النتيجة التي وصل إليها
القادة العرب واحدة وهي العجز
عن تحمل تبعة المسئولية ،
والإخفاق في إقناع شعوبهم
بصوابية سياساتهم وحكمة
قيادتهم ، والنكوص عن الوفاء
بما تتطلع إليه هذه الشعوب .
إخفاق نتج عنه هذا الفصام الحاد
بين ما يزينه الحاكم وبين ما
يسعى إليه المحكوم،
مما يجعلنا أمام الكثير من
الحالات نستفظع حدة الفصام، مع
إدراكنا لصدق ما يصدر عنه
ولمرارة ما ينطلق منه . لقـد بنى القـادة العـرب
سـياسـاتهم خـلال نصف قرن على مبدأ حب
السلامة وإيثارها وشرائها
بأي ثمن !!ولقد دفعوا خلال
العقود المنصرمة الأثمان التي
طلبت منهم طورا _ في أيام الحرب
الباردة _ طائعين
مختارين ، وطورا_ في ظل القطب
الواحد_ مضطرين مرغمين . ولكن
اللحظات التاريخية الحرجة
فاجأتهم مرارا بما دمر عليهم
بنيانهم ونقض قواعدهم؛ وكانت
المفاجأة الأولى في حقيقة أن
السلامة لا تُشترى بالمصانعة
والموادعة والمهادنة دائما،
وأن ما يريده الآخرون منهم لا
يقف عند حد، وأنهم، أي الآخرون،
كلما أُعطوا طلبوا المزيد ،
وأنك إن أدرت الخد الأيسر
تمادوا إلى صفع القفا، وإن
تنازلت لهم عن الرداء طمعوا في
الإزار وفيما تحت الإزار أيضا !!
القادة العرب يعلمون اليوم أن
ما جرى على صدام حسين يمكن أن
يجري عليهم ، وأن الذين
استحدثوا الذرائع لينالوا منه
لن يعجزوا عن إيجاد أمثالها
وأضعافها لكل واحد منهم . وهذا
الدرس ينكد عليهم عيشهم ويقض
مضجعهم ويشل أطرافهم ويعقد
ألسنتهم . كان القادة العرب يطمعون ، في
واقعة غزة الأخيرة ، و حسب
منهجهم في حب السلامة ، أن تبادر
الولايات المتحدة وحلفاؤها ومن
دونها إلى التخفيف عنهم ، ووضع
حد لمأساتهم المحرجة أمام
ضمائرهم !! وأمام شعوبهم؛ ولكن
هذا الحلف لم يرحمهم ولم يبال
بهم. لاشك أن الرئيس بوش قد (سمع
نوح الحمام ) ، ولاشك أنه يدرك
النتائج الخطيرة
لتحطيم صور
القادة المموهة على عين ؛
الرئيس بوش الذي خطف بصره حذاء
المنتظر ،ولاحظ الاسم الدال
المعبر ، لا يملك المزاج لسماع
بتهوفن إن كان أصلا يتذوق ما في
روائعه من جلال وجمال . إن ما جرى ويجري في غزة ، وهو
سلسلة في سياق كان له ما قبله
وسيكون له ما بعده ، هو ما فاجأ
القادة العرب ثانيا ، وهو في أحد
تجلياته نوع من
صراع الأجيال . لم يستطع
القادة العرب من خلال امتلاكهم
لمفاصل دولهم ومناهج التلقين
والتعليم والتوجيه والتأثير
والترغيب والترهيب والابتعاث
فيها أن ينقلوا قواعد حكمتهم
إلى من يليهم من أبناء شعوبهم .
هذه الملايين التي تخرج إلى
الشوارع وتقسو في النقد أو تعنف
في الهجاء ، وترفض حب السلامة،
على طريقة القادة العرب ،
منطلقا ومنهجا تعبر عن تمرد جيل
على جيل، ليس بالضرورة في إطار
تداول الزمان . لن يتفهم الأبناء
،ربما، حكمة الآباء ولا مرامي
سياساتهم التي يزعمون أنها
ستثمر أمنا وسلاما وازدهارا
واحتراما وهم لا يحصدون إلا
قتلا وجوعا وحصارا واحتقارا .
ولذا فقد كان للأبناء منهج آخر؛
منهج آمن به أيضا أجداد وجدات
وآباء وأمهات وأبناء وأحفاد؛
منهج لخصته أم الشهيدين ببساطة
معرفية مركزة ( رسول الله قاوم ..
رسول الله جاع ) . لا يختلف
الجيلان العربيان فيما يبدو على
حب السلامة وإنما يختلفان على
طرائق حمايتها فقد غزت الولايات
المتحدة فيما علمنا أفغانستان
والعراق ودفعت من خزائنها
المليارات وعرضت أبنائها وهي
الضنينة بهم للقتل ؛ فعلت كل ذلك
حبا للسلامة وإيثارا لها!! وتقوم
إسرائيل بكل ما تقوم به من قتل
وتدمير على أعين العالمين ،
حرصا فيما تزعم على سلامة بنيها
!! وللقادة العرب الدرس من حيث
شاؤوا !! من مدرسة أم الشهيدين أو
من مدرسة قتلة الشهيدين !! مرة أخرى : فكيف ترى حب
السلامة يفعل --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
12/01/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |