ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
المصالحة
العربية لا
يمكن لأي مواطن عربي شريف إلا أن
يستقبل بإيجابية وتأييد
الأنباء الواردة من الرياض
والتي تتحدث عن مصالحة (عربية ـ
عربية) تتم هناك. من خلال لقاء
قمة مرتقب يرعاه العاهل السعودي
الملك عبد الله ويحضره الرئيسان
المصري والسوري والأمير القطري. فلقد
استشعرت الشعوب العربية حجم
الانعكاسات السلبية للخلافات
العربية ولا سيما في غياب موقف
عربي موحد أيام العدوان الوحشي
على غزة، مما أشاع الكثير من
اليأس والإحباط في بنية المجتمع
العربي حيث نفضت الشعوب يدها من
حكامها وكبرت أربعاً على النظام
العربي برمته. واضح
أن مبادرة العاهل السعودي
للمصالحة والتي انطلقت فجأة
وبدون أي تمهيد مع قمة الكويت
قامت على أساس طي صفحة الماضي،
والبدء من جديد. ولكن من المؤكد
أيضاً أن هذه المبادرة لم تنطلق
من فراغ.. فهي قد انطلقت دولياً
مع بداية عهد أوباما الرئيس
الأمريكي الذي قرر أن يعود إلى
المنطقة بلبوس (الدبلوماسي)
الذي يؤكد أن العمل السياسي في
جوهره إنما هو (استثمار
للعلاقات) التي يمكن أن تعتورها
الفصول الأربعة، ولكنها تبقى
أقل سوء من حالة القطيعة
أوالانجماد. كما
أن مبادرة الملك عبد الله،
ولقاء المصالحة الذي يرعاه
اليوم، إنما هو على الصعيد
الإقليمي محاولة لإيجاد جواب
عربي جماعي على تقدم اليمين
الإسرائيلي، الذي لن يتردد
بزعامة (نتنياهو) وشراكة (فيلدمان)
و(إسرائيل بيتنا) عن إصدار حكم
الإعدام على المبادرة العربية
أو المبادرة السعودية؛ ولا
سيما أن الملك عبد الله كان قد
أعلن في قمة الكويت أن هذه
المبادرة لن تبقى طويلاً (على
الطاولة). وأن وزير خارجيته
الأمير سعود الفيصل أجاب، عندما
سئل لماذا لا تسحبون المبادرة
العربية؟ ما هو البديل؟!! عربياً
ستحاول المصالحة أن ترسل رسائل
تطمين إلى الشعوب العربية
المتململة لتثق
بأنه مايزال هناك قادة عرب
يجتمعون ويتشاورون ويسهرون على
أمور الأمة ومصالحها
الاستراتيجية في مواجهة
التحديات. سرعة
طي الصفحة، وقرب اللقاء،
والاستجابة التلقائية؛ تؤكد
للشارع العربي أن كل ما رفع من
شعارات الممانعة والاعتدال،
وكل ما تم الحديث عنه عن أطراف
تريد أن تستسلم وأخرى تأبى، كان
حديثاً شعائرياً للاستخدام
والاستهلاك والحشد والتعبئة... نظن
أنه من الضروري للجماهير
العريبة والنخب العربية منها
بشكل خاص التي انخرطت حتى
الآذان في خنادق المحاور
المصطنعة أو الوهمية أن تفرك
جيداً الغشاوة عن أبصارها، وأن
تعيد قراءة مواقفها. على
ماذا اختلف القادة العرب؟! وعلى
ماذا يصطلحون؟! وعلى ماذا
سيتفقون؟! يبدو
أن تلك الأمور لا علاقة لها فيما
يخوض فيه الحالمون في الشارع
العربي من أدناه إلى أقصاه. كيري
وفيلتمان خرجا من دمشق مبتسمين
واعدين؛ ومداولاتهم كانت عن
المقاومة الفلسطينية
واللبنانية والعراق وإيران
وفقط!! الرئيس
بشار الأسد يطالب الرئيس أوباما
بالتقدم أكثر على طريق الحلم
الأمريكي الموعود. السيد هاس
يكتب من الولايات المتحدة:
الفرصة في الشرق الأوسط لا
تتكرر فلا تضيعوها.. كل
تظاهرات وصرخات الشعوب العربية
أيام حرب غزة وبعدها التقمها
الوادي العميق السحيق.. والمصالحة
العربية ـ العربية هل تمر على
المصالحة مع الذات العربية التي
تحتاج المصالحة معها إلى أكثر
من قمة في الدوحة أو في الرياض ؟!! ومع
ذلك فلا يملك العربي الشريف إلا
أن يقول نسأل الله لهم التوفيق
فالاجتماع رحمة والفرقة عذاب. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
11/03/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |