ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  30/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


القمم العربية

من إدارة الاختلاف إلى إدارة الاتفاق

زهير سالم*

تطل علينا القمة العربية مع الصبح، الأكثرون في الشارع العربي، يديرون ظهورهم، لا ينتظرون من القمة شيئا، نتساءل هل تستحق هذه القمة مقالاً؟ ماذا يمكن أن نقول أكثر مما قيل؟! فلماذا كرست القمم العربية السابقة اليأس إلى هذا الحد فينا..؟!

هناك قناعة معممة في الشارع العربي: القمة العربية (غير عربية)، بمعنى لأنها لا تهتم بالشأن العربي، وهناك قناعة مكملة تؤكد أن القمم العربية هي قمم برتوكولية، هي قمم إسقاط عتب، وليست محاولة للبحث عن المشترك أو التعاون عليه. ومن هنا يتركز همَّ القمة العربية  في بيانها الختامي ويتوقف عنده، إذا استطاع فريق الصياغة أن يقدم بيانا يتفق عليه الجميع انعقدت القمة، ونجحت القمة. القادة العرب يستصعبون أن يجتمعوا ثم يقولوا لشعوبهم اتفقنا على هذه واختلفنا على تلك، يجب أن يظهروا أنهم على كل شيء متفقون!!

 بعض القادة العرب ابتدع فيما يقال مصطلح إدارة الاختلاف ، وإدارة الاختلاف جهد احتوائي وهو في الغالب سلبي؛ فلماذا لا يكون شعار القمم العربية إدارة الاتفاقات. وهي في الحالة العربية وفي الواقع العربي أكثر بكثير من الاختلافات، علما أننا لا نقلل من حجم الاختلافات، وإدارة الاتفاقات هي جهد إيجابي منجز يمكن أن يقود بطريقة مباشرة وتلقائية إلى احتواء الاختلاف وإدراته وتضييق مساحته..

 لا أحد يظن أن دولة عربية قد اشتقت خطة فرعية، أو جدول عمل من مقررات أي قمة سابقة، المقررات تحفظ لدى الأمانة العامة للجامعة، وتكون عادة مادة للمعلقين يشتغلون عليها أسبوعاً أو أكثر بعد القمة، وحسب الزخم الذي يقتضيه الحال.

في الخلافات العربية

على الساحة العربية لا أحد من قارئي السياسة يستطيع أن يشير إلى قضايا موضوعية يختلف عليها القادة العرب. هل الخلافات العربية خلافات شخصية، كالتي تدور في عالم الخصوصيات الفردية؟؟ ربما ولكن كيف نتتبع حقائق الاختلاف العربي

لنأخذ مثلاً الخلاف الهامشي حول القضية المركزية، القضية الفلسطينية، أو حول (المبادرة العربية)، سنجد أن الخلاف خلاف إعلامي على العناوين دون المضامين. لا يوجد نظام عربي واحد يقول في القضية الفلسطينية بقول السيد حسن نصر الله أو السيد خالد مشعل!!

لا يوجد نظام عربي واحد متمسك بلاءات قمة الخرطوم (لا تفاوض لا صلح لا اعتراف) النظام العربي الذي تمسك بتلك اللاءات تم تدميره كما نعلم جميعاً، و كان في تدميره عبرة وأي عبرة لأولي الألباب العرب!!

ثم وهذا مثل ثان.. لا أحد من القادة العرب يختلف مع أخيه على ضرورة تدعيم (الاستقرار العربي)، وبالطبع ليس من شأن القمة العربية، أن تجر على نفسها مسؤولية حقن النظام العربي، بحقن (حداثية) تجعل الفرد العربي قادراً على الوقوف أمام المرآة في القرن الحادي والعشرين.

جميع القادة العرب يقدّرون احتياجهم المشترك إلى إقرار نظام  (المظالم العربي) بوصفه لازماً سياسياً من لوازم (الأمن القومي العربي) في آفاقه المفتوحة... فحيثما تلمست يدك في الجنب العربي تتلمس  جرحا غائرا يثعب دما مسكوتا عنه، وحيثما امتدت عينك نظرت إلى عورة يندى لها جبين من له جبين.

لا أحد من القادة العرب القادمين إلى الدوحة، في مثل ثالث، يحمل على أجندته، همّ الرغيف العربي، والبائسين العرب، الذين لا يستطيعون ضرباً في الأرض، ولا يسألون الناس إلحافاً، والذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف..

هذه الشريحة البشرية القومية التي امتدت لتغطي السواد العام من المجتمعات العربية، والتي هي ثمرة من ثمرات النظام العربي لن تحضر بهمومها وتطلعاتها القمة العربية، ولن يلتفت إلى سوادها أحد لأن شأنها أهون وأيسر...

العذر بالعجز والمطالبة بالمقدور

يُعذر القادة العرب فيما لا يقدرون عليه، نعني أنهم يُعذرون، عن تحرير القدس، والقدس تُهدم بيت بيت ومسجد مسجد!!! ويعذرون عن تحرير فلسطين، وفلسطين يحرق فيها البشر والشجر ويهدم الحجر..!!! يُعذرون بالعجز الذي لابسوه فلبسهم، واستنبتوه فنبت، وغذوا عناكبه فضربت عليهم وعلى دولهم بنسجها...(وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً ..)

يُعذر القادة العرب بالأثرة التي تغلب الطبع وتدفع إلى الاستئثار، والنكوص ،عن أداء الأمانة، عمرَ أحدهم ما امتد له، ثم يجعل النكوص من بعُد كلمة باقية في عقبه، لو استطاع، إلى يوم الدين. ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )

ولكن القادة العرب غير عاجزين، فيما نظن، على أن يعقدوا فيما بينهم (حلف فضول)، يغلق عليهم في عصر العُري العالمي، ريح فساد تجعلهم وشعوبهم في موطن ضنك لا يدري الفريق منهم ما يأتي ولا ما يدع...

والقادة العرب غير عاجزين في ظلال الأزمة الاقتصادية أن يحملوا في قمتهم برامج عملية لإحياء موات الأنفس والبلدان. فهم قادرون بما أفاء الله عليهم أن يؤسسوا صندوقاً لدعم طالب القوت العربي، وإحياء الأرض العربية.

إن الكوارث الاقتصادية التي أصابت الثروات العربية كافية لتذكير أولياء النعمة العرب بقوله تعالى (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا..)

لن نتحدث بين يدي قمة الدوحة عن الأشياء التي لن يفعلها القادة العرب لأسباب كثيرة وسيكون العجز عذرهم، إن ارتضوه!!!. ولكننا نقول للقادة العرب أجمعين أبتعين أبصعين: أمور كثيرة بإمكانكم أن تصنعوها تستعيد لكم بعض المكانة، وتجعل أبناء أمتكم يترقبون قممكم بلهفة ويتطلعون إليها بأمل...أن تستثمروا في الممكن بصدق وإخلاص وتعاون

(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

30/03/2009


 

تعليقات القراء

من المؤسف أن مصدر القوة في بلادنا العربية هم الحكام وأن الشعوب لا زالت رهينة بما يدور في خلد الحاكم وبمزاجه ورؤيته الخاصة وارتباطاته التي تقيده عن الانحياز للوطن في الكثير من المواقف ولكننا قد نراهن على هامش ما يعطى لحكامنا يمكن لهم أن يقدموا لشعوبهم أضعف الأيمان حسبما يتبقى من ضمائرهم المتفاوتة وما تبقى مرهونا بما يدب في الشعوب من حياة وإرادة للتغيير وانتزاع لحقوقها المهدورة

مهند محمد ناجي


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ